يحتضن رياض الفتح بالعاصمة منذ 20 جانفي إلى غاية 31 جانفي الجاري معرض الإنتاج والإبداع الذي يحتوي على معروضات تنوعت بين المحلية والأجنبية والتقليدية والعصرية، فهي باختلافها تكشف للزوار آخر صيحات الإبداع الإنساني في عالم التأثيث والديكور·· فالمعرض عموما وقفة تتوزع بين عادات وتقاليد ورموز تطبع كل بلدان من البلدان المشاركة بخصوصيات معينة ترجمها الفخار، النحاس، الأثاث، أدوات التزيين والأفرشة، التي تحمل في مجملها لمسات الفن والجمال الجزائري، الهندي، الصيني، السوري والسنيغالي، حيث امتزاج إبداع أيام زمان بابتكارات العصر· كان معرض الإنتاج والإبداع فرصة لمؤسسة الخزف المنزلي "سيرتاف" بمغنية (تلمسان) لعرض ما تنتجه أنامل الحرفيين التلمسانيين من أواني فخارية، فهذه الحرفة القديمة مازالت حاضرة بصفة ملحوظة في تلمسان التي لا تحتفظ فيها العائلات بالقطع الفخارية للديكور فحسب، وإنما للطبخ والإستعمال اليومي أيضا مثل الصحون الفخارية التي لا تفارق موائد التلمسانيين عندما يتعلق الأمر بطبق "الشوربة"· وحسب محدثنا فإن هناك إقبالا معتبرا على القطع المصنوعة بالفخار في وجود أناس يولون اهتماما كبيرا لكل ما هو تقليدي·· بل ويعرفون سر أواني الطبخ الفخارية، التي تشترط وضعها على نار هادئة لتمنح نكهة خاصة للأطباق· نحاس قسنطينة ،، جمال ينشد البقاء اجتمعت في جناح "شركة داني لأواني النحاس" (بقسنطينة) تحف تنوعت ألوانها بين الأحمر والأصفر والأبيض واختلفت أشكالها وأحجامها، ومنها حاملات المناديل، السركيات، الشمعدنات والصينيات ما جعلها تستقطب اهتمام العديد من الزوار، لاسيما أن أشكال بعض القطع النحاسية مبتكرة، حيث تزاوجت مع الكريستال· وإذا كانت بعض القطع تستعمل للتزيين فإن البعض الآخر منها موجه للإستعمال اليومي، حيث رغم تراجع حرفة صناعة النحاس في زمن الزجاج، إلا أن البيوت القسنطينية يقول محدثنا العارض ما تزال تستخدم بعض الأواني النحاسية خلال حياتها اليومية لاسيما المرش الذي يعبأ بماء الزهر ليرافق فناجين القهوة القسنطينية· الأثاث الهندي يسحر الألباب! شكل المعرض فرصة للوقوف على روائع الأثاث الهندي وأدوات التزيين، إذ يكمن سر جاذبية الأثاث الهندي حسب العارض السيد يوسفي في كون قطعه ذات نوعية خاصة يتم التفنن في صنع أشكالها باليد وباستخدام أجود أنواع الخشب·· ولهذا يصل سعر طاولة الأكل مثلا إلى 90 ألف دج·ورغم ارتفاع الأسعار، إلا أن اقتناء بعض القطع من الأثاث الهندي لا يقتصر على ميسوري الحال فحتى بعض المواطنين البسطاء يستسلمون لسحر الأثاث المعروض الذي يفوق قدرتهم الشرائية·وأكد محدثنا أنه يلقى إقبالا كبيرا، فحتى وإن كان البعض من الزوارلا يستطيعون اقتناء الأثاث، إلا أنهم يقبلون على قطع الديكور الهندية التي تتراوح أسعارها ما بين 1000و2500 دج· لمسات فنية سينغاليةبالخشب كان أكثر ما يشد الإنتباه في الجناح السينغالي هو بعض منتجات الصناعة التقليدية، وتأتي في مقدمتها قطع الديكور الخشبية التي يصنعها الحرفي إبراهيم فدفا· الحيوانات، الأقنعة وتماثيل النساء هي أهم الأشكال المعروضة، وفيما تنوعت ألوانها بين الأسود، البني، الأحمر، الأخضر والأصفر إلا أن الأسود كان سيد الألوان باعتبار أن الجزائريين يفضلون هذا اللون حسب الحرفي السينغالي الذي سبق له وأن شارك في عدة معارض جزائرية·· ويسجل أن أسعار بعض قطع الديكور السينغالية تفوق 3 آلاف دج ورغم ذلك يهتم العديد من الجزائريين بشرائها لأنها ببساطة تحف فنية تقليدية تم تشكيلها بأجود أنواع الخشب· النرجيلة·· تحفة تجذب الجزائريين تجلت المعروضات ذات اللمسات العربية في جناح شركة المنهل، اختصاص تقليد الشرق الأردن سوريا وفلسطين، حيث تصدرت القائمة بعض قطع الديكور التي تراوحت أسعارها ما بين 200 دج و10 آلاف دج حسب حجم القطعة ونوعها· وأكثر ما يلفت الإنتباه في هذا الجناح هو الصناديق الخشبية المصرية والسورية برسوماتها وزخرفتها الخاصة، لكن تبقى النرجيلة حسب العارض الفلسطيني أهم القطع التي يهواها الجزائريون إذ يمكن شراؤها بسعر 3500 دج·