أصدرت السلطات الفرنسية قرارا يقضي بعدم الترخيص للمسافرين الجزائريين الحاملين لجوازات سفر كلاسيكية، بالدخول إلى أراضيها ابتداء من 26 أوت 2015؛ حيث تم إبلاغ شركات الطيران ووكالات السفر بهذا القرار، للتوقف عن بيع تذاكر السفر والحجز للمواطنين الحاملين لهذه الجوازات بالرغم من أن السلطات الجزائرية حددت تاريخ انتهاء صلاحية هذه الجوازات العادية أو الكلاسيكية، ب 24 نوفمبر 2015 وتغييرها بجوازات بيومترية. ويخص هذا القرار الذي تضمنته التعليمة الصادرة عن السلطات الفرنسية إلى جانب المسافرين من الجزائر إلى فرنسا أيضا، الرعايا الجزائريين المقيمين بشكل مؤقت بفرنسا، سواء في إطار التعليم والتكوين أو في مهمات رسمية، والحاصلين على بطاقات إقامة مؤقتة. ونصت التعليمة التي تحصلت وكالات وشركات الطيران على نسخة منها، على أن تمديد آجال هذه الجوازات لفائدة حامليها المتواجدين بفرنسا، لا يؤخذ بعين الاعتبار من طرف السلطات الفرنسية وشرطة الحدود الفرنسية بالموانئ والمطارات. وأثار هذا القرار ضجة بوكالات وشركات الطيران، التي أكدت أنه سبق لها وأن قامت بحجوزات، وباعت تذاكر قبل صدور القرار لزبائن يرغبون في السفر إلى فرنسا بعد 26 أوت. وأكد السيد حني عبد الرزاق المدير المكلف بمصلحة الوثائق والأرشيف بوزارة الداخلية والجماعات المحلية في اتصال هاتفي ب "المساء" أمس، أن هذا القرار هو قرار داخلي يخص الدولة التي أصدرته؛ أي فرنسا، مشيرا إلى أن بعض الدول تشترط أن تكون صلاحية جواز السفر الخاص بالشخص الذي يدخل أراضيها، تتجاوز 90 يوما، علما أن جوازات السفر الجزائرية الكلاسيكية التي لاتزال سارية المفعول حاليا، ومدة صلاحيتها ستنتهي في 24 نوفمبر 2015، ومع ذلك يمكن لأصحابها الراغبين في تجديدها قبل هذا التاريخ، التقدم إلى الدوائر للحصول على جوازات سفر بيومترية قبل انتهاء مدة صلاحيتها. وطمأن السيد حني أنه ما عدا هذا القرار الذي اتخذته السلطات الفرنسية التي تشترط جوازات سفر بيومترية لدخول أراضيها، فإن جوازات السفر الجزائرية الكلاسيكية ستبقى صالحة في باقي البلدان التي لم تتخذ هذا القرار، وهذا إلى غاية تجديدها قبل 24 نوفمبر 2015، مثلما تشترطه منظمة الطيران المدني العالمي. وللتذكير، فإن وزارة الداخلية اتخذت عدة إجراءات في الأشهر الأخيرة لتسهيل عملية الحصول على جواز السفر البيومتري، ولعل أهمها تقليص آجال الحصول عليه إلى أسبوع بعدما كانت هذه الآجال تصل إلى 30 يوما من قبل، علما أن جواز السفر البيومتري الذي يدفع صاحبه قسيمة مبلغها 6000 دينار يقتنيها من مصالح الضرائب، صالح لمدة 10 سنوات. وتعرف حاليا معظم الدوائر اكتظاظا في استخراج جوازات السفر بسبب الإقبال الكبير للمواطنين، الذين يتوافدون عليها يوميا لاستخراج هذه الوثيقة، خاصة مع حلول فصل الصيف وموسم العطل والسفر إلى العمرة والحج. وللاستجابة لهذا الطلب الكبير والالتزام بإصدار جوازت السفر في الآجال التي حددتها وزارة الداخلية، فقد تم تحديد قدرة مديرية السندات والوثائق المؤمنة المكلفة بإصدار جوازات السفر البيومترية، ب 20 ألف جواز يوميا. كما عملت وزارة الداخلية والجماعات المحلية على إرسال معدات جديدة إلى كل القنصليات والقنصليات العامة الجزائرية بالخارج، لتسهيل استصدار جوازات السفر البيومترية لفائدة أبناء الجالية الجزائرية، لوضع حد للمعاناة التي تعاني منها هذه الفئة، التي تمضي ساعات طويلة في الطوابير بالقنصليات؛ بسبب كثرة الضغط والاكتظاظ، خاصة بالمناطق التي يتواجد بها عدد كبير للجالية الجزائرية.