تعرف مختلف شواطئ ولاية الشلف إقبالا منقطع النظير للمصطافين هروبا من لفحات الشمس الحارقة خاصة بعدما تجاوزت درجات الحرارة خلال هذه الصائفة ال45 في بعض الأحيان، وهو ما عجل بالعديد من الأسر وخاصة بعاصمة الولاية، بالرحيل والتوجه نحو المناطق الساحلية طلبا للراحة والاستجمام ولو لأيام قليلة قبيل الدخول الاجتماعي وعودة أبنائها إلى أقسام الدراسة. «المساء» توجهت إلى مدينة تنس وبالضبط نحو الشاطئ المركزي الذي كان يومها يّعج بالمصطافين الذين أتوا من كل حدب وصوب طالبين الراحة والاستجمام على هذا الشاطئ بالنظر لتوفر كل ضروريات التخييم. ومنذ الوهلة الأولى، تواجهك طوابير من السيارات منذ نقطة الانطلاق وصولا إلى الشريط الساحلي ليتفرق الجميع شرقا باتجاه المناطق والشواطئ الأخرى على غرار شواطئ التراغنية، بوشغال، بني حواء، الدومية.. وصولا إلى حدود ولاية تيبازة. أما غربا فنحو شواطئ وادي القصب، ماينيس، عين حمادي، الداتي، القطار، القلتة، الدشرية، وصولا إلى حدود ولاية مستغانم. والقاسم المشترك بين كل المصطافين هو قضاء أوقات صيفية تزيل عنهم متاعب يومياتهم، خاصة بالنسبة للجنس اللطيف الذي أصبح يزاحم الجميع من خلال تواجد البنت والأم ضمن كوكبة زوار البحر رفقة عائلاتهن. ويتوجه المصطافون إلى الشواطئ في سياراتهم التي تصنع ديكورا مميزا وتشكل طوابير تشبه مواكب الأعراس، ضف إلى ذلك صخب الدراجات النارية بمختلف الأحجام يقودها شباب من هواة المغامرات يخيل لك وكأنه رالي للدراجات، الشيء الذي قد يزعج البعض هو ما يحدثه هؤلاء من ضجيج عبر الطرقات، والحق يقال أنه لولا النقاط المرورية لمصالح الأمن والدرك الوطنيين لفعلت المغامرات الشبانية فعلتها. ونحن نجوب العديد من الشواطئ، يتضح جليا أن الكل يبحث عن الراحة، فتجد أفراد العائلات مسترخين تحت الشمسيات التي صنعت هي الأخرى ديكورا مميزا للألوان، وأخرى يداعب أفرادها أمواج البحر تحت أعين أعوان الحماية المدنية الساهرة على حراسة الجميع، لترى شبابا يصنعون الفرجة بديكور مميز بين العوم والقفز ومواجهة الأمواج ومن حين إلى آخر يأتيك صوت لقهقهات شبانية معلنة عن انطلاق ساعات السباحة الطويلة. وما يزيد غبطة وفرحة تواجد الأطفال تحرسهم أعين الأولياء خوفا من الضياع بين الأمواج البشرية بين غدو ورواح. لكن لمتعة البحر جمال آخر فترى من بعيد دراجة «الجات سكي» تشق عباب البحر وترافق البعض في لحظات الاستمتاع والنشوة. وغير بعيد عنها هناك قوارب الصيد وهي تغادر الشاطئ باتجاه عرض البحر في رحلة البحث عن الرزق. وفي رحلتنا هذه، شد انتباهنا التواجد الكثيف لرجال الأمن والدرك الوطنيين وهم يحرصون علي مراقبة وتطبيق قوانين المرور وتوجيه السائقين والمصطافين والتخفيف من الازدحام المروري، وهي الإجراءات التي تزيد من سلامة المصطافين وتبعث الاطمئنان لدى الأسر. وخلال جولتنا هذه، صادفنا العديد من الشباب ممن يستغلون فرصة العطلة الصيفية لممارسة التجارة الموسمية في بيع خبز الدار، العنب، التين الشوكي وأنواع من الخضروات الموسمية فيسمحون بذلك للكثير من المصطافين وزوار المنطقة باقتناء بعض الخضروات والحاجيات الأخرى. وما زاد في الاستمتاع بالعطلة بمدينة تنس، تلك النشاطات الترفيهية التي أقامتها العديد من الجمعيات الثقافية بما فيها مديرية الثقافة، والتي تنوعت ما بين العروض السينمائية ومهرجان الأغنية الأندلسية في بهو مسرح الهواء الطلق، إلى جانب مهرجان المتاحف الذي حط الرحال بالمدينة، وهو ما شكل فرصة أخرى للمصطافين من أجل الاستمتاع بعروض الصيف الرائعة الجامعة ما بين الاستجمام والترفيه.