أمام ارتفاع موجة الحر في الشلف، تبقى الشواطئ الممتدة على الساحل الشلفي المقدر ب120 كلم فضاء مميزا لمختلف شرائح المجتمع الشلفي، فالمواطن الشلفي يحاول الخروج من الروتين والتوجه إلى الشواطئ من أجل الاستمتاع بزرقة البحر والطبيعة الخلابة التي ترسم معاني الراحة والاصطياف عبر الشواطئ، ويزداد إقبال المواطنين والعائلات الشلفية على الشواطئ مع نهاية الأسبوع، حيث تختار العائلات الأماكن المعزولة بعيدا عن ضوضاء الشباب وهم على متن دراجاتهم النارية، حيث يحالون وككل مرة صنع عزف منفرد قد يعيق راحة المصطافين، لكن في المقابل يحاولون الاستمتاع بزرقة البحر. رحلتنا عبر شواطئ الولاية كانت من شاطئ بوشغال المشهور، والذي يعد قبلة معظم سكان الولاية وحتى الولايات الأخرى كالجزائر العاصمة والبليدة وتيبازة لروعة مكان تواجده، وتوجد بشاطئ بوشغال، بعض المرافق التي تقدم الخدمات لضيوفها، لكنها تبقى قليلة بالنظر لشساعة الشاطئ الذي يتواجد به مخيم عائلي لشركة سوناطراك، التي توفر كل إمكانات الراحة لمصطافيها، ويحرص أعوان الدرك الوطني على فرض الأمن والحماية. هي عينة من الشواطئ الشلفية على غرار الشاطئ المركزي بتنس، وشاطئ بني حواء، والدومية، وشاطئ وادي القصب التي تبقى في انتظار من يزورها لتحتضنهم في هذا الصيف الحار ببرودة مياه بحرها وسحر جمال طبيعتها، فهي صورة لم يرسمها فنان، وإنما هي صناعة الخالق، ومن جهة أخرى تضم شواطئ الشلف خمس مخيمات صيفية لفائدة الأطفال الذين جاءوا من مختلف الولايات، وفرت لهم كل سبل الراحة من طرف المنظمين من أجل معانقة أمواج البحر والغوص في أعماقه من أجل قضاء عطلة رائعة، بالإضافة إلى تنظيم رحلات سياحية لفائدة المعوزين والمحرومين بعيدا عن لفحات حر المناطق الداخلية. وتعرف شوارع مدينة الشلف حركة دؤوبة ميزها الطابع التجاري، وكل من يتجول عبر هذه الشوارع يكاد يجزم أن أغلب شرائح المجتمع الشلفي فضلت البقاء في المدينة بدل الذهاب بعيدا لقضاء العطلة. هي إذاً الحياة في مدينة الشلف خلال هذه الصائفة بين شواطئها الرائعة لمن يهوى البحر والطبيعة بين الأهل والأحباب.