شهدت شواطئ ولاية الشلف في نهاية الأسبوع الماضي، إقبالا كبيرا لزوار البحر، هروبا من لفحات موجة الحر، حيث صنعت مختلف العربات طوابير لا متناهية من عاصمة الولاية نحو المناطق الساحلية طلبا للاستجمام بين احضان زرقة البحر وجمال طبيعة الشواطئ المسموح بالسباحة فيها، وكل من هؤلاء الضيوف اختار وجهته، فهناك عائلات اختارت الشواطئ الواقعة في الجهة الشرقية على غرار شواطئ تاغزولت، بوشغال، الدومية، بني حواء... ومن الجهة الغربية انطلاق من شاطئ تنس المركزي وصولا الى شاطئ الدشرية، هذا الاخير تستثنيه العائلات الشلفية فقط، وإنما تقصده عائلات من مختلف الولايات، وأمام هذا الزخم الكبير اختارت ''المساء'' وجهتها نحو شاطئ بوشغال الذي كان خلال السنوات الماضية شاطئا يقصده المئات من المصطافين وحتى العائلات، وصولنا الى شاطئ بوشغال كان رفقة أحد الزملاء، وأول نقطة زرناها هي الخيم التي نصبت من أجل التخييم الشباني، حيث استدرجنا قاطنوها الى حوار شيق حول اختيار هذا الشاطئ الذي يبقى حسب هؤلاء الوجهة المفضلة لديهم لأنه أصبح الملاذ الوحيد منذ سنوات رفقة عائلاتهم، ليغيب عنه الجميع بعد السنوات التي عرفتها كل مناطق الوطن، يوميات هؤلاء الشبان أكثرها التجوال، الاستحمام ومعانقة أمواج البحر في ديكور جمالي يبقى للذكريات فقط، الدردشة كانت رائعة بروعة هؤلاء الشباب الذين عبروا لنا عن احساسهم العميق بالترويح عن النفس ومعها يغوص هؤلاء في سحر جمال شاطئ بوشغال، فأخذنا سحر الحديث أيضا عن أمور تخص الحياة ومتاعبها في جو شباني يطول الحديث، وقد تأخذ منها اوراقا للتدوين والكتابة، بعدها كانت لنا وجهة الى الشاطئ المركزي بتنس بعد عودتنا من بوشغال نعانق الطبيعة بسحرها ويلقاك شباب يداعب أمواج البحر بهوايتهم المفضلة وهي الصيد، اقتربنا من هؤلاء الصيادين الهواة الذين تحدثوا إلينا عن يومياتهم في الصيد وعلاقتهم ب''القصبة'' وأدوات الصيد، حيث اعتبروا هذه الهواية الشيء المفضل لديهم خلال كل صائفة، والاستعداد لها يكون قبل حلول فصل الصيف. تركنا الصيادين الهواة منهمكين في مداعبة ''السنارة'' التسمية المعروفة بولاية الشلف. وصلنا الى الشاطئ المركزي بتنس الذي يستقبل عددا كبيرا من المصطافين ومن مختلف الشرائح تحت حراسة أمنية تجوب هذا الشاطئ حفاظا على سلامة زوار البحر وممتلكاتهم،اخذنا مكانا وانزوينا في ركن من أركان محل قصدناه من أجل تناول بعض المرطبات على ايقاع صخب الاغاني بغية جلب المصطافين من بعض الباعة، جلسنا نراقب حركة المواطنين في هدوء وكل منهم يعيش يومياته حسب ميولاته لكن الكل من أجل الاستحمام والاستجمام، ومع بداية غروب الشمس عدنا وسط زحمة كبيرة تصنعها الطوابير المتعددة من السيارات والعربات، والكل سيعد بعد رحلة البحث عن الراحة بين سحر الطبيعة وزرقة البحر على أمل العودة الى مختلف الشواطئ خلال الايام المقبلة، فيما تركنا في الجهة المقابلة من كان لهم الحظ في البقاء من أجل الاستماع بعطلتهم الصيفية والكل حسب امكانياته، لكن تبقى حرارة الشمس تصنع بلفحاتها حر يوميات مواطني ولاية الشلف وجريدة ''المساء'' التي عادت من رحتها بذكريات دونتها في انتظار رحلات أخرى خلال هذه الصائفة.