تتجه الأنظار هذا العام إلى موسم الحج المرتقب ل2015، والذي يتوقع أن يكون مخالفا للمواسم السابقة، حيث كانت خيبة الأمل هي الانطباع السائد عقب الانتهاء من أداء هذه الفريضة التي يتمسك بها الجزائريون ويزداد الإقبال عليها موسما بعد آخر، وجاء الوافد الجديد على ديوان الحج والعمرة، ممثلا في مديره العام السيد يوسف عزوزة، ليضفي ملامح عصرية على تنظيم رحلة العمر، وحمل هذا الشاب حقيبة جيله التي تتضمن الكثير من الحلول التقنية والتكنولوجية العصرية للارتقاء بخدمة الحجاج، وإعطاء صورة متطورة لأداء الإدارة الجزائرية التي تتجه في جميع فروعها إلى التخلّي تدريجيا عن جميع الممارسات البيروقراطية والكلاسيكية الجامدة. وقد رسم الديوان الوطني للحج والعمرة، معالم استراتيجيته المستقبلية لتسيير مواسم الحج والعمرة، والتي ستعتمد بدء من هذا الموسم على الدعائم الإلكترونية، ويفكر الديوان في إنشاء فضاء إلكتروني العام المقبل، يضم قاعدة بيانات خاصة بالحجاج يتم تسجيلهم بمجرد الانتهاء من إجراءات القرعة، ليتم تصنيفهم في خانات تخص السن والحالة الصحية، وفي السياق يؤكد المدير العام للديوان الوطني للحج والعمرة، الشروع بدءا من هذا العام في تطبيق مسار إلكتروني جزائري يتماشى وينسق مع نظيره السعودي في خطوة لإلغاء جميع العراقيل لتي كانت تحول دون نجاح مواسم حج الجزائريين في الأعوام السابقة. وتطرق المدير العام للديوان الوطني للحج والعمرة، يوسف عزوزة، في بداية الدورة التكوينية والتوجيهية الخاصة بأعضاء البعثة الوطنية للحج الذين سيكون لهم شرف تأطير وخدمة حجاجنا الميامين بالبقاع المقدسة خلال موسم الحج 2015، والتي احتضنتها أمس، دار الإمام بالمحمدية، إلى الإجراءات الجديدة والفريدة من نوعها التي اتخذت خلال هذا الموسم، لتأمين إقامة الحجاج الجزائريين في أحسن الظروف والتكفّل بهم بصورة جيدة. ومن أبرز الإجراءات توجيه كل رحلة نحو الفندق المخصص لها من خلال تحديد مسبق لغرف الحجاج والمقرات التي سيتوجهون إليها بمجرد نزولهم من الطائرة، بفضل نظام إلكتروني خاص تم إعداده لإنجاح العملية التي يعوّل عليها كثيرا للتخفيف من معاناة الحجاج الجزائريين التي كانوا يواجهونها في المواسم السابقة، خاصة تلك المتعلقة بتحديد أماكن الإيواء والتي كانت تتم بالبقاع المقدسة، وتأخذ وقتا كبيرا يزيد من متاعب ومعاناة ضيوف الرحمان. وتم انتداب عن كل ولاية مشرف أو مشرفين على هذا النظام الذي لا يحابي أحدا ولا يميّز أحدا ويعطي الفرصة للجميع، وعلى الرغم من توقع تسجيل بعض الأخطاء من خلال اعتماد هذا النظام الإلكتروني الجديد إلا أن نسبته ستكون محدودة ويمكن تداركها وتصحيحها في وقتها، علما أن الموقع الإلكتروني سيمكّن الحاج من أن تكون لديه صورة واضحة عن الغرفة التي سيقيم بها وعدد الأسرة، مشيرا إلى أن ضيوف الرحمان سيقيمون في عمارات كلها قريبة من الحرم المكي، وعليه فإن العملية ستسمح للحاج الجزائري بالتعرّف على العمارة والغرفة التي سيقيم بها انطلاقا من الجزائر. ويضاف النظام الإلكتروني المستحدث إلى جملة من اللمسات التحسينية التي تقررت هذا العام، منها إرفاق كل رحلة بثلاثة أو أربعة أعضاء من البعثة وهم طبيب ومرشد وعونان من الحماية المدنية، ناهيك عن التحضيرات المادية الأخرى المتعلقة خصوصا بالإعاشة أو الإطعام الذي تكفّلت به الدولة، ويعمل الديوان على تكوين مختصين لمتابعة هذه المسألة، بالاضافة إلى خدمات إضافية بمشعل عرفات ومنن من خلال توفير خيم جديدة وتكييف صحراوي، وإنارة وجملة من الخدمات التي لم تكن موجودة ومتوفرة لدى الحجاج الجزائريين من قبل.