أعلن وزير الثقافة السيد عزالدين ميهوبي أمس من ولاية تيزي وزو عن توسيع نطاق المهرجان الثقافي لزربية آث هشام ليخرج من حلقة المحلي إلى مهرجان وطني بدءا من السنة المقبلة، حيث قال "ستكون الطبعة السابعة للمهرجان العام المقبل طبعة وطنية"، معلنا عن تحويل دار صناعة الزربية لآث هشام إلى متحف يحفظ الذاكرة بعد إعادة تهيئته، داعيا الشباب إلى العمل على تكثيف النشاطات والتنويع والإبداع من أجل الحفاظ على التراث والثقافة الوطنية. وأضاف الوزير خلال كلمة ألقاها على هامش إشرافه على إعطاء إشارة انطلاق فعاليات مهرجان زربية آث هشام في طبعته السادسة، رفقة الوزيرة المنتدبة المكلفة بالصناعة التقليدية لدى وزارة السياحة وتهيئة الإقليم، السيدة عائشة طاغابو، بدار الثقافة مولود معمري، أن دعم الوزارة "غير مشروط" خاصة لفائدة الحرفيين الناشطين الذين يقدمون برامج ونشاطات من شأنها التطوير والإبداع في الحرف بالمنطقة التي تعتبر فضاء مفتوحا على الثقافة والفن والإبداع. وأضاف السيد ميهوبي، أن تيزي وزو لها خصوصيات، حيث أن 10 بالمائة من الفنانين على المستوى الوطني ينحدرون من المنطقة التي قدمت حناجر ذهبية أمثال سيلمان عازم، معطوب الوناس، آيت منقلات وغيرهم الذين يعتبرون جزء من الثقافة الجزائرية الأصيلة، مشيرا إلى ضرورة توسيع نطاق المهرجان المحلي لزربية آث هشام، ليكون مهرجانا وطنيا يعرف مشاركة حرفيات تيزي وزو وعدة ولايات من الوطن لإبراز التنوع والتميز الذي يطبع منتوج الحياكة لكل ولاية ما من شأنه أن يساهم في ترقية الزربية وتطويرها، مؤكدا على أن الجمع بين هذا التنوع سيعمل على خلق القوة الناعمة التي تزيد من تعزيز الوحدة الوطنية والتضامن الوطني. وأعلن الوزير عن تحويل دار صناعة الزربية لآث هشام إلى متحف لصيانة وحماية ذاكرة الحرفة وعميدات الحياكة من بنات القرية، موضحا أنه سيتم إخضاع الدار لعملية ترميم وإعادة تهيئة، مؤكدا على متابعة وزارته للأشغال إلى أن يتم تدشينه، مضيفا "سيكون هناك متحف بالقرية ليحفظ ذاكرة آث هشام وممارسات حرفة الحياكة اللواتي قاومن النسيان وحافظن على الذاكرة". وأثنى الوزير على العمل الفني الراقي الذي تتميز به زربية آث هشام الذي كان موجودا قبل ظهور التكنولوجية والتطور في تقنيات الحياكة، مغتنما الفرصة ليكرم المرأة الحائكة التي أبدعت وتفننت في المنسوج الصوفي وذلك خلال سنوات عدة من أجل الحفاظ عليه، مؤكدا على ضرورة حفظ هذا الإرث على اعتبار - يقول الوزير- "ضرورة دعم النجاح والاستمرارية لهذا الكنز العظيم الذي يعد إرثا وطنيا وأصيلا". وذكر الوزير بأن ولاية تيزي وزو تملك القدرة للدفاع عن الثقافة الجزائرية الأصيلة وكذا القناعة والإمكانيات للحفاظ على التراث، مؤكدا أن الثقافة الأمازيغية تعتبر ركنا هاما وأساسيا ضمن الثقافة الجزائرية، مضيفا أنه لا يمكن الحديث عن ثقافة وطنية جزائرية دون إدراج الثقافة الأمازيغية التي تشكل تناسقا دائما ومستمرا، حيث قال "الثقافة الأمازيغية تمثل تاج الثقافة الوطنية". ودعا وزير الثقافة السيد عزالدين ميهوبي الجيل الجديد وكذا الجمعيات الناشطة في إطار حماية التراث والحرف التقليدية إلى العمل على تكثيف النشاطات والتنويع والإبداع من أجل الحفاظ على الحرف التقليدية والصناعات التي تعتبر إرثا قديما حافظ عليه الأجداد لسنوات، ليصل إلينا اليوم بفضل ممارسي هذه الحرف. وتم بقاعة العروض بدار الثقافة، مولود معمري منح كل من وزير الثقافة السيد عزالدين ميهوبي والوزيرة المنتدبة لدى وزارة السياحة وتهيئة الإقليم، المكلفة بالصناعات التقليدية، السيدة عائشة طاغابو، برنوس قبائلي أبيض من صنع حائكات زربية آث هشام، كل واحد منهما إلى جانب منح كل من ممثل عن الوالي ورئيس المجلس الشعبي الولائي لتيزي وزو زربية آث هشام، ليجوب المعرض المقيم بأزقة دار الثقافة الذي عرف مشاركة 20 حرفية من آث هشام، 4 ممثلين لبلديات أخرى من الولاية، إلى جانب 12 حرفي ممارس لحرفة صناعة الفخار، اللباس التقليدي وغيره.