فاز الفيلم الجزائري "البئر" بأربع جوائز في الدورة ال11 لمهرجان الإسكندرية السينمائي لدول حوض البحر المتوسط، هو أفضل فيلم وأفضل إخراج للطفي بوشوشي وأفضل ممثلة لنادية قاسي وأفضل سيناريو لمحمد ياسين بن الحاج. كما ظفر فيلم "آخر كلام" للجزائري محمد زاوي بالجائزة الأولى في مسابقة الفيلم العربي الوثائقي الطويل. يتناول فيلم "البئر"، على مدى 90 دقيقة، وقائع محاصرة جنود الاستعمار الفرنسي لسكان قرية نائية بمنطقة الجنوب إبّان الحرب التحريرية. ويسلّّط لطفي بوشوشي في فيلمه الأول، الضوء على معاناة سكان القرية، أغلبهم من النساء والأطفال باعتبار أن الرجال إما استشهدوا أوالتحقوا بالجبال، بعد أن طوقتهم قوات الاستعمار واستحال عليهم استغلال البئر الوحيدة التي ألقيت بها جثث جنود. كما أبرز المخرج، وبشكل جليّ، مدى مكابدة المرأة من ضيم الاستعمار، فها هي أمام مسؤولية حماية بيتها وأطفالها الذين يهددهم العطش من جهة وجنود الاحتلال من جهة أخرى. وأمام استمرار الحصار ونفاذ الماء المخزن لدى الأسر وموت الماشية، تقرر النساء وفي مقدمتهن "فريحة" و"خديجة" التي فقدت ابنتها خلال الحصار على رفع التحدي ومواجهة رصاص قناصي الكتيبة الفرنسية المحاصرة للقرية. وتمكنت تلك النساء من رفع التحدي والخروج من القرية تتقدمهن الثنائي "فريحة" و"خديجة" اللتين أرغمتا الشيخين بلقاسم وبن عودة على الالتحاق بالركب. ورغم استشهاد الأربعة، إلا أن إصرار البقية على المرور أفشل الجانب الآخر (جنود الاستعمار). للإشارة، ساهم في إنتاج فيلم "البئر" المنجز في إطار الاحتفال بخمسينية الاستقلال كل من الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي والمركز الوطني للسينما و"الفداتيك". كما اقتبس سيناريو الفيلم الذي وقعه ياسين محمد بن الحاج عن قصة لمراد بوشاشي (عم المخرج وضابط في جيش التحرير الوطني). وشارك في الأدوار الرئيسية كل من ليلى مات سيستان، زهير بوزرار، أورايس عاشور، محمد أدرار، إلى جانب مشاركة أجنبية، حيث قام بدور الضابط الفرنسي الممثل لوران مورال. أما عن "آخر كلام" للجزائري محمد زاوي والذي ظفر بالجائزة الأولى في مسابقة الفيلم العربي الوثائقي الطويل، فتناول فيه الجانب الإنساني في حياة الروائي الراحل الطاهر وطار في فيلم مدته 68 دقيقة، وأنجزه بإمكانياته الخاصة وأنتج سنة 2014، وكشف بكاميرته بعض التفاصيل من الأوقات الذي قضاها شيخ الرواية الجزائرية في بيته أيام قلائل قبل أن يودع الحياة بعد معاناة مع المرض دامت قرابة العامين قضى أغلبها بمستشفى بباريس. كما حمل الفيلم شهادات حية لأفراد عائلة الطاهر وطار وكل من عرفه عن قرب من أصدقائه، لاسيما الوزير الحالي للثقافة الجزائرية، عز الدين ميهوبي وأيضا الروائيان واسيني لعرج وجمال الغيطاني وإبراهيم نصر الله والشاعر المغترب بفرنسا عمار مرياش. بالمقابل، فاز الفيلم الألباني: "أقسمت أن تكون عذراء" بالجائزة الكبرى في مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول حوض البحر المتوسط الذي اختتم مساء أول أمس دورته ال31. وبدأ حفل ختام الدورة التي حملت اسم الممثل المصري محمود ياسين بمقاطع فيديو من ذاكرة المهرجان في دوراته السابقة وتسجل لحظات تكريم ممثلين مصريين منهم عمر الشريف، فاتن حمامة، عادل إمام، أمينة رزق والنجم الهندي أميتاب باتشان. وقبل توزيع الجوائز، كرم المهرجان بحضور محافظ الإسكندرية، هاني المسيري ورئيس المهرجان، الأمير أباظة. أما السينما السورية، فممثلة بالمخرج باسل الخطيب والممثلين دريد لحام وسلاف فواخرجي، بإهداء درع المهرجان إلى كل منهم. وأعلنت لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة لدول البحر المتوسط فوز الفيلم الألباني "أقسمت أن تكون عذراء" ب3 جوائز هي جائزة أفضل فيلم وتسلمتها مخرجته لاورا بيسبوري وجائزة نجيب محفوظ لأفضل سيناريو لكاتبة السيناريو فرانشيسكا مانيري وجائزة فاتن حمامة لأفضل ممثلة ونالتها بطلة الفيلم ألبا روارشر مناصفة مع نورا يوسف، بطلة الفيلم السوري "الرابعة بتوقيت الفردوس". كما منحت لجنة التحكيم جائزتها الخاصة لفيلم "الرابعة بتوقيت الفردوس" لمحمد عبد العزيز، أما جائزة يوسف شاهين لأفضل إخراج، فنالها المخرج كيروس باسافاسيليو من قبرص عن فيلم "انطباعات رجل غارق". وفاز بجائزة كمال الملاخ لأفضل مخرج عمل أول خليل المزين عن الفيلم الفلسطيني "سارة"، أما جائزة أفضل إنجاز فني فحصل عليها المخرج اليوناني بيتروس سيفاستيكوجلو عن فيلم "إلكترا"، وفي المسابقة نفسها، فاز ماركومانديتش، بطل فيلم "الجحيم" وهو إنتاج سلوفيني-كرواتي بجائزة عمر الشريف لأفضل ممثل. ومنحت لجنة التحكيم شهادة تقدير إلى الطفل بطل فيلم "جوق العميين" للمخرج المغربي محمد مفتكر. وفي مسابقة الأفلام الوثائقية والروائية القصيرة لدول البحر المتوسط، فاز الفيلم التونسي "فتزوج روميو جولييت" لهند بوجمعة بجائزة أفضل عمل روائي، وفاز الفيلم المصري "حياة طاهرة" بجائزة أفضل عمل وثائقي. أما جائزة لجنة التحكيم الخاصة فذهبت إلى الفيلم اللبناني "بانج بانج" للمخرج سيريل باسيل. وقبل إعلان جوائز "مسابقة نور الشريف للفيلم العربي الروائي الطويل" التي ينظمها المهرجان للمرة الأولى باسم الممثل المصري الراحل، صعدت أرملته الممثلة المصرية بوسي إلى المسرح وسط تصفيق الحضور وتسلمت درع المهرجان تكريما للشريف ثم قامت بتوزيع الجوائز. ومنحت لجنة التحكيم جائزتها الخاصة للفيلم المغربي "نصف سماء" لعبد القادر لقطع، أما جائزة أفضل إنجاز فني فنالها الفيلم الفلسطيني "المريخ عند شروق الشمس" للأمريكية من أصل لبناني جيسيكا هابي، كما فاز بطله الفلسطيني علي سليمان بجائزة أفضل ممثل. ومنحت لجنة التحكيم تنويها للفيلم المصري "سعيكم مشكور يا برو" لعادل أديب. وتقاسم جائزة أفضل عمل أول الفيلم العراقي "صمت الراعي" لرعد مشتت والسوري "رسائل الكرز" إخراج سلاف فواخرجي. كما وجه رئيس لجنة التحكيم المخرج المصري عمر عبد العزيز التحية إلى الفيلم في دول الخليج والذي أصبح له "حضور عربي" وقال إن اللجنة توصي بتنظيم أسابيع للأفلام في العالم العربي لكي يتعود الجمهور في كل بلد على لهجات البلدان الأخرى. ونال الفيلم الإماراتي "صوت البحر" لنجوم الغانم جائزة لجنة التحكيم برئاسة المخرج اللبناني صبحي سيف الدين ومنحت لجنة التحكيم شهادة تقدير للفيلم الأردني "المجلس" إخراج يحيى العبد الله. وفي مسابقة الأفلام العربية الروائية والوثائقية القصيرة، فاز الفيلم التونسي "ارجع للسطر" لبلال بالي بجائزة أفضل عمل روائي، كما فاز الفيلم التونسي "شوف" لعامر زهير بجائزة أفضل عمل قصير. أما الفيلم العراقي "يوجد قتلى" لمحمود شاكر، فنال جائزة لجنة التحكيم الخاصة التي نوهت بالفيلم الكويتي "الإمام" لعامر زهير.