مكي سوداني من مواليد 1966 بترت، خريج المعهد العالي لإطارات الشباب بورلة، يعمل حاليا مديرا لدار الشباب "الأمير خالد" بترت، له العديد من المشاركات والأعمال المسرحية. بدأنا الحوار مع مكي سوداني حول تاريخ المسرح في مدينة ترت، حيث أوضح أن الحركة المسرحية بدأت في حوالي سنة 1930 على يد الأستاذ الفرنسي "بوستال" الذي أشرك في إنتاجاته المسرحية مجموعة من تلاميذ المنطقة الذين كان يدرسهم وقدم العديد من المسرحيات لأطفال المدارس. وفي سنة 1962 تكوّنت أول فرقة مسرحية بترت تضم أبناء المنطقة قدمت العديد من الأعمال المسرحية وشاركت في الكثير من المهرجانات في مختلف المناطق. الانطلاقة الحقيقية للمسرح في ترت كانت سنة 1986 بتشكيل فرقة مسرحية تسمى "فرقة الضباء المسرحية" بقيادة الأستاذ أحمد زلومة وقد قدمت العديد من العروض المسرحية وشاركت في المهرجانات الوطنية، مضيفا أنه في سنة 1990 أنشئت جمعية »الستار المسرحي« من طرف مجموعة من الهواة وكانت لها العديد من الأعمال المسرحية وقد انتسب محدثنا إليها وقدمت العديد من الأعمال المسرحية منها »القلم المكسور«، »جبل وجلجل«، »الانزلاق«، »الهارب« و"آخر الاعترافات" والعديد من الأعمال المسرحية الأخرى. وعن الكتّاب المسرحيين بالمنطقة أشار الأستاذ مكي سوداني الى وجود العديد منهم على غرار أحمد بوسنينة، أحمد زلوم، عبد الغني بوسنينة. وأردف بالقول إن هناك العديد من المختصين في المسرح من بينهم طبال زرزور الذي شارك في العديد من الأعمال التلفزيونية وجمال سعداوي وعبد الجليل كبيدة المتخرجان من المعهد الوطني للفنون اختصاص تمثيل. ورغم كل هذه الإمكانات البشرية، يبقى المسرح في الجنوب - حسب المتحدث- وخاصة في ترت يعاني بسبب نقص الدعم والتشجيع مما ترك هذه الإطارات والمختصين في مجال المسرح في ترت يتجهون الى أعمال أخرى ليبقى المسرح في الجنوب حبيس دور الشباب ويحتاج الى دعم وزارة الثقافة من أجل تفجير هذه الطاقات الكامنة في الجنوب الذي يتوفر على جمهور ذوّاق للمسرح بدرجة كبيرة ويطلب دوما الجديد. المسرح في الجنوب يبقى مسرح هواة يفتقر الى التشجيع والدعم فبذوره موجودة والجمهور الذوّاق كذلك يبقى فقط بحاجة تشجيع ودعم هؤلاء الهواة من أجل إنتاج الجديد.