اتخذت مديرية الطاقة والمناجم لولاية تيزي وزو كل الإجراءات الضرورية والمطلوبة لمواجهة أي طارئ قد يحدث خلال فصل الشتاء القادم، حيث سطرت برنامجا يضمن توفير حاجيات الولاية من منتجات مؤسسة "نفطال"، على غرار قارورات غاز البوتان التي لا تزال العديد من القرى والبلديات تعتمد عليها في ظل افتقارها لغاز المدينة. وتبعا للمعطيات المقدمة من قبل رئيس مصلحة الطاقة التابعة لمديرية الطاقة لتيزي وزو، السيد عبد الكريم أوشعبان في تصريحه ل"المساء"، فإن المديرية عمدت منذ أشهر إلى التحضير لموسم الشتاء الداخل، حيث اتخذت جملة من الإجراءات لضمان توفير الوقود وغاز البوتان للمواطنين بكميات تستجيب لطلبهم طيلة هذا الموسم، بهدف مواجهة البرد القارص الذي يميّز المناطق الواقعة في المرتفعات الجبلية بالمنطقة. وحسب الأرقام المقدمة من قبل المتحدث، فإن نسبة الطلب على غاز البوتان تراجعت بالولاية، بعد ارتفاع نسبة الربط بشبكة الغاز الطبيعي التي بلغت حاليا 63.6 بالمائة، حيث يستغل هذه الطاقة نحو 201.341 منزلا، موضحا أن المديرية تعمل ككل سنة، خاصة بعد شتاء عام 2012 لضمان قضاء فصل شتاء دون مشاكل، مع تفادي تسجيل نقص غاز البوتان في مدن وقرى الولاية طيلة موسم البرد، حيث يقع المواطن خلاله ضحية تلاعبات بعض الباعة والممونين غير الشرعيين، خاصة في الأوقات الحرجة التي تشهد تساقط الثلوج وانقطاع حركة السير على مستوى الطرق. وقامت المديرية في هذا الإطار، بعقد اجتماع مشترك مع الجهات المعنية كمؤسسة "نفطال"، لمناقشة مختلف التدابير المتخذة لهذا الموسم، وتحسيس المواطنين بضرورة الاستعداد وتعبئة قارورات غاز البوتان بكميات تلبي حاجياتهم قبل حلول فصل الشتاء، إضافة إلى تدعيم حظيرة العتاد الحالية من خلال كراء ثلاثة جرارات لسد العجز في الحالات الاستثنائية، إلى جانب توظيف عمال بشكل مؤقت لضمان رفع كميات الإنتاج على مستوى مركز وادي عيسي من أجل ضمان إنتاج 21 ألف قارورة غاز بوتان يوميا، مقابل فرقتين بمركز فريحة لضمان إنتاج 8000 قارورة غاز، حيث يضمن المركزان بشكل يومي إنتاج بين 19 ألف و30 ألف قارورة غاز بوتان، علما أن الاستهلاك اليومي للولاية من هذه الطاقة يترواح بين 25 ألف و26 ألف قارورة غاز. كما تضمنت الإجراءات المتخذة في هذا الاطار، تقوية قدرة التخزين التي بلغت إلى غاية نهاية شهر سبتمبر الماضي 50500 قارورة غاز، وستتم تغطية البلديات التي تفتقر لنقاط البيع، مع تحديد المناطق المنعزلة كبلدية زكري ومغيرة وآث زيكي، من أجل ضمان تزويدها بهذه الطاقة، مع العمل على إنشاء نقط لجمع القارورات التي تتكفل بها مصالح البلدية بهدف تسهيل عملية التعبئة للمواطنين. وتقرر إعادة تنشيط لجنة المراقبة للولاية، إضافة إلى أخذ مؤسسة نفطال كل الاحتياطات بعين الاعتبار، لتفادي أي مشكل قد يواجه المواطنين، فيما يخص وفرة كل من غاز البوتان والوقود خلال فصل الشتاء، حيث ستحرص المؤسسة على ضمان وفرة منتجاتها وتجنيد الإمكانيات البشرية المتكونة من 38 إطارا وعونا، مع تحسيس مسييري نقاط البيع بتدعيم محطات الخدمات برفع قدرة التخزين. وأضاف رئيس مصلحة الطاقة بالولاية، أن استغلال مركز إنتاج وتوزيع غاز البوتان بالمنطقة الجبلية "واضية"، سمح بإنتاج نحو 2000 قارورة غاز يوميا تضاف إلى مركزين هامين، أحدهما بفريحة ينتج 4000 قارورة غاز يوميا، ووادي عيسي الذي ينتج 9500 قارورة، حيث يضم الأول 3 صهاريج كبرى بسعة 500 طن لكل واحد منها، فيما تقدر سعة المصنع ب1500 طن، أما بالنسبة للمركز الثاني فيضم صهريجين بسعة 75 طنا لكل واحد منهما، فيما تقدر سعة المصنع ككل ب150 طنا، ويمثل المركزان 1650 طنا من غاز البوتان الذي توفره الولاية، كما طمأن المتحدث سكان الولاية، بأن الإجراءات المتخذة خلال الموسم الماضي كللت كلها بنجاح، حيث مر الموسم دون تسجيل مشاكل كبيرة، وتم خلاله توفير كميات التخزين التي تضمن تلبية الطلب من جهة، ومتابعة مستمرة لها لتفادي تسجيل أي نقص من جهة أخرى، إضافة إلى أنه لم تعرف الولاية غلق أي طريق، وهو ما سهل حركة شاحنات التوزيع لغاز البوتان إلى منطقة تيزي وزو.