تجري التحضيرات بولاية تيزي وزو منذ أيام استعدادا لمواجهة فصل الشتاء الذي تفصلنا أيام عن حلوله، حيث ضبطت مديريات ومختلف المصالح بالولاية برامجها تحسبا للموسم الذي يعرف انخفاضا في درجة الحرارة وتساقط الثلوج وانقطاع الطرق وغيرها، عبر وضعها لإجراءات مع الأخذ بعين الاعتبار التجارب الماضية لضمان اجتياز الموسم دون أية مشاكل. وحسب المعطيات المقدمة من طرف السيد عبد الكريم أوشعبان، مسؤول مصلحة بمديرية الطاقة والمناجم لتيزي وزو ل"المساء"، فإن المديرية عقدت اجتماعا مؤخرا جمع مختلف المصالح والقطاعات من مديرية الأشغال العمومية، الحماية المدنية، مصالح الأمن، شركة سونلغاز وغيرها، حيث خرجوا بجملة تدابير وإجراءات لمواجهة موسم الشتاء ضمانا للتكفل باحتياجات المواطنين، خاصة فيما يخص توفير غاز البوتان بالنسبة للمناطق التي لم تزود بعد بهذه الطاقة، وكذا فتح الطرق لتمكين قاطنيها من التنقل والتزود بالمؤونة وغيرها. وحسب المتحدث فإن أول إجراء تم اتخاذه هو إعادة تنشيط خلية المراقبة، التي تبدأ عملها مع حلول موسم الشتاء ككل سنة، حيث يسهر أعضاؤها على مراقبة مدى تجسيد الإجراءات المتخذة في الميدان، وذلك بالتنسيق بين مصالح الأمن بتوفيرها الأمن، والتجارة لقمع أية محاولة غش، الأشغال العمومية لفتح الطرق عند تساقط الثلوج ومديرية الطاقة والمناجم بالنسبة لوفرة غاز البوتان بمراكز التوزيع والإنتاج ونقاط البيع. وتأتي بعدها -يضيف المسؤول- مختلف الإجراءات المتخذة والتي منها تحسيس المواطنين عبر الإذاعة ووسائل أخرى للاستعداد للموسم عبر تموين منازلهم بالكميات اللازمة من غاز البوتان وذلك قبل بداية تساقط الثلوج والأمطار الغزيرة، إضافة إلى تجنيد إمكانيات إضافية لسد العجز منها كراء شاحنات، جرارات التي ستضمن نقل خزانات الغاز ما يضمن وفرة الكميات اللازمة، مع توظيف أعوان جدد مؤقتين يتوزعون على فرقتين واحدة لتدعيم مركز الإنتاج لوادي عيسى والأخرى لمركز الإنتاج وتوفير الإيواء والإطعام بمراكزهم من أجل الاستنجاد بها في حال الحاجة وتدخلهم في أي وقت لتزويد منطقة معنية بغاز البوتان، إلى جانب تقوية قدرة التخزين لقارورات غاز البوتان ذات وزن 13 كلغ. كما تتضمن الإجراءات المتخذة خلق فضاءات داخل مؤسسات نفطال وكذا خلق فضاءات للتخزين والتنظيم ونقاط البيع بالمناطق المنعزلة والنائية مثل آث زيكي، آيت شافع وغيرهما مع تقوية الإجراءات الأمنية في حال حدوث أزمة أو نقص في غاز البوتان عبر مراكز إنتاج الغاز بكل من وادي عيسى وفريحة وعلى مستوى مستودعات التوزيع لهذه المادة نحو نقاط البيع. وبلغة الأرقام، قال السيد أوشعبان، أن تيزي وزو استطاعت عبر تجربتها الماضية، من التحضير الجيد للموسم الشتوي لهذه السنة، حيث قال؛ إن المديرية تعتبر أهم نقطة لمواجهة الموسم الشتوي وهو تفقد مستوى التخزين لمعرفة ما هو موجود وإن كان كافيا لسد احتياجات المواطنين طيلة فترة البرد وهو ما لم يتحقق منذ الموسم الشتوي لسنة 2012، الذي كان وراء تسجيل عجز وندرة في غاز البوتان، غير أنه تم استدراك المشكل بالنسبة لهذه السنة وتم التأكد من المخزون الذي يقدر ب1500 طن بمركز الإنتاج لوادي عيسى و150 طن بمركز الإنتاج لفريحة، إضافة إلى 22 طنا بمركز صغير يوجد بواضية الذي فتح مؤخرا، حيث يضمن هذا الأخير إنتاج 2000 قارورة غاز يوميا، موضحا أن مركزي فريحة ووادي عيسى بإمكانهما لوحدهما توفير وسد احتياجات الولاية، وأنه في حال سجل طلب كبير وقوي على الغاز سنعتمد على إنتاج مركز واضية. كما أضاف في سياق متصل، أن إنتاج المراكز بالولاية يصل إلى 35 ألف قارورة غاز يوميا، فيما أن احتياجات الولاية تتراوح ما بين 25 و28 ألف قارورة غاز يوميا، ما يجعل الولاية تحوي فائضا أو زيادة في الإنتاج، علما أن الولاية تضم حاليا 65 ألف قارورة غاز بوتان معبأة. وفي ظل المشاريع الكبرى التي استفاد منها قطاع الطاقة والمناجم لولاية تيزي وزو، تسعى المديرية إلى تجسيدها لتحسين الخدمات وتطوير المستوى المعيشي للمواطنين، عبر تقوية الإنتاج، فتح نقاط بيع جديدة، تبقى العديد من البلديات تنتظر ربطها بغاز المدينة، حيث لا تزال تعتمد على غاز البوتان.