نوه الأمين العام لمنظمة الوحدة النقابية الإفريقية، أرزقي مزهود، أمس، بالإرادة السياسية التي تبديها الجزائر في ترقية الحوار الاجتماعي وتعميقه، معتبرا تجربتها من بين التجارب الرائدة التي يتم تقديمها في المحافل الإقليمية والدولية كنموذج ينبغي الاقتداء به في هذا المجال، وفيما أعرب عن ارتياح المنظمة للقرار المتخذ خلال المجلس الوزاري الأخير للحفاظ على كل المكاسب الاجتماعية ومواصلة السياسة الاجتماعية المنتهجة، أكد مزهود، أن السياسة الاجتماعية في الجزائر تصنّف من بين أحسن السياسات الاجتماعية على مستوى إفريقيا. وثمّن الأمين العام للمنظمة النقابية الإفريقية خلال استقباله من قبل وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي محمد الغازي، الإجراءات التي بادرت بها وزارة العمل في الجزائر في إطار تدابير قانون المالية التكميلي لسنة 2015، والمتعلقة بتوسيع الحماية الاجتماعية للأشخاص الذين ينشطون في إطار سوق العمل غير الرسمي، إضافة إلى تشديد العقوبات على المخالفات المتعلقة بعدم التصريح بالعمال لدى الضمان الاجتماعي، مؤكدا بأن هذه الإجراءات التي تعبّر عن التزام السلطات الجزائرية بتعزيز الحماية الاجتماعية لفائدة العمال، "هي إجراءات رائدة ينبغي الاقتداء بها في ظل استفحال ظاهرة العمل غير الرسمي في القارة الإفريقية، والذي أخذ حسبه أبعادا مخيفة تصل في بعض البلدان إلى 90 بالمائة من إجمالي اليد العاملة النشطة. وإذ أعرب عن ارتياحه للنقاش الذي جمعه بوزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي، والذي تناول مختلف المسائل والقضايا التي تهم عالم الشغل بإفريقيا، خصوصا اهتمامات النقابات الإفريقية والتحديات التي تواجهها والدور المعول عليها في التنمية، أكد السيد مزهود، حسبما جاء في بيان الوزارة أن اللقاء يعد مناسبة لينقل من خلالها تحيات وشكر وعرفان الحركة النقابية الإفريقية للسلطات الجزائرية لما قدمته من دعم ومساعدة لهذا الحركة، إضافة إلى تضامنه مع الحركة النقابية والعمال الجزائريين في نضالهم وجهودهم من أجل التنمية الاقتصادية في الجزائر، وتحسين وضعهم الاجتماعي والاقتصادي. من جانبه استعرض السيد الغازي، خلال اللقاء القضايا التي تتعلق بالحركة النقابية والمسائل الاجتماعية في الجزائر، إضافة إلى الملفات المرتبطة بالوضع الاقتصادي للبلاد وبالثلاثية المقبلة المقررة الأربعاء القادم 14 أكتوبر بمدينة بسكرة. وأعرب الوزير بدوره عن ارتياحه لتطابق وجهات النظر بين المنظمة العمالية الإفريقية والسلطات الجزائرية في ما يخص المسائل والتحديات المطروحة أمام الحركة النقابية على المستوى الإفريقي والدولي، مؤكدا أهمية تنسيق المواقف المشتركة على مستوى الهيئات والمنظمات الجهوية والدولية، لاسيما خلال مؤتمر العمل الدولي الذي تنعقد أشغاله سنويا بجنيف في سويسرا. وقد توج اللقاء باتفاق الطرفين على مواصلة التنسيق والتشاور حول القضايا التي تهم عالم الشغل، والحركة النقابية على المستوى الإقليمي والدولي، حيث عبّر السيد محمد الغازي، في هذا الإطار، عن استعداد الجزائر لمواصلة دعم منظمة الوحدة النقابية الإفريقية، وتعزيز دورها الهام والاستراتيجي في الدفاع عن مصالح الشعوب والدول الإفريقية.