دعم فريق وفاق سطيف خزينة انتصارات، مساء أول أمس، بالتتويج رقم 25 في تاريخ النادي، بعدما فاز بالكأس الممتازة على حساب فريق مولودية بجاية في اللقاء الذي احتضنه ملعب الشهيد حملاوي بقسنطينة.وقد تمكن الوفاق الذي ثأر لنفسه من نتيجة لقاء نهائي كأس الجزائر، في مقابلة كانت متوازنة بين الطرفين، من حسم النتيجة في العشر دقائق الأخيرة من اللقاء عن طريق البديل لعميري، الذي يعتبر أصغر لاعب من ناحية البنية البدنية والذي من راوغ دفاع الموب وسدد كرة أرضية قوية أسكنها في الزاوية البعيدة لمرمى الحارس رحماني. ولم يتمكن البجاويون من الرجوع في النتيجة بسبب التعب من جهة وقلة التركيز من جهة أخرى. وكان منعرج اللقاء في الدقيقة ال50 بعدما ضيّع فريق الموب ضربة جزاء، أعلن عنها الحكم أمالو، بعد عرقلة المهاجم حمزاوي من طرف المدافع بلعمري، حيث تولى تنفيذ الضربة قائد الفريق زرداب الذي سدد كرة قوية لكن بعيدة تماما عن إطار مرمى الحارس خضايرية، وهو الأمر الذي أثر سلبا على معنويات زملائه في باقي أطوار اللقاء. شوط أول متوازن وفرص قليلة اتسم الشوط الأول من المقابلة بلعب حذر من الطرفين وفرص قليلة، كانت أولها من طرف الوفاق الذي بدا أكثر مبادرة من أشبال المدرب عمراني، حيث حاول بن يطو والعمري والإفريقي داغولوا زعزعة دفاع الموب المتماسك، وكانت أخطر لقطة في الدقيقة الأخيرة من المرحلة الأولى عندما استفاد داغولوا من توزيعة حاشي على الجهة اليمنى ووجد نفسه وجها لوجه أمام حارس الموب لكنه لم يحسن استغلال هذه الفرصة. انهيار بدني للموب في ربع الساعة الأخير عانى أشبال المدرب عمراني، من نقص اللياقة البدنية، وقد ظهر ذلك جليا في الربع ساعة الأخيرة من اللقاء، حيث اغتنم مدرب الوفاق هذه النقطة ليرفع من ريتم المقابلة، وتركيز الهجمات على مرمى المنافس، وأجرى تغيير في الدقيقة ال61 بإدخاله للمهاجم السريع بدل اللاعب داغولو، كما أدخل زياية صاحب البنية المورفولوجية القوية لتشتيت تركيز دفاع الموب. ونجح مدرب الوفاق في اختياراته بعدما تمكن البديل لعميري من هز الشباك لفريقه وهو اللقب الوحيد الذي ينقص خزينة تتويجات الوفاق. روح رياضية كبيرة سادت اللقاء تميزت مقابلة الكأس الممتازة، التي احتضنها ملعب حملاوي بروح رياضية كبيرة بين الفريقين، حيث ورغم أهمية هذا التتويج باللقب لكلى التشكيلتين، إلا أن الأمور فوق المستطيل الأخضر كانت منضبطة، قبل، أثناء وحتى بعد نهاية اللقاء بتتويج الوفاق، إذ توجه لاعبو الموب إلى زملائهم السطايفيين وهنؤهم على التتويج رغم مرارة الخسارة. كما حضر مدرب مولودية بجاية، عبد القادر عمراني، بعد نهاية المباراة، الندوة الصحفية رفقة مدرب الوفاق خير الدين ماضوي، وجلس الرجلان جنبا إلى جنب. 7 آلاف مناصر من سطيف و5 من قسنطينة كان حضور أنصار وفاق سطيف أكبر من أنصار مولودية بجاية بالنظر إلى قرب المسافة بين قسنطينةوسطيف التي لا تتعدى 130 كلم، حيث حضر حوالي 7 آلاف مناصر من سطيف إلى ملعب الشهيد حملاوي وجلسوا بالمدرجات المكشوفة من الجهة اليمنى، في حين كان حضور مناصري مولودية بجاية قليل بسبب الخلاف بينهم وبين مناصري شباب قسنطينة، وحضر حوالي 1500 مناصر من بجاية، ناصروا فريقيهم إلى غاية نهاية اللقاء، ووقف أنصار شباب قسنطينة اللذين بلغ عددهم حوالي 5 آلاف مناصر إلى جانب أنصار وفاق سطيف. أنصار الشباب رددوا النشيد الوطني صنع أنصار شباب قسنطينة اللذين جلسوا في المدرجات المغطاة اليسرى، مقابل أنصار وفاق سطيف، أجواء مميزة طيلة أطوار اللقاء، بداء من عزف النشيد الوطني، حيث وقف كل أنصار الشباب ورددوا النشيد الوطني بصوت واحد، مؤكدين أن رسالة الشهداء في الفاتح نوفمبر تبقى خالدة في أذهان الأجيال اللاحقة، كما كان أنصار الشباب في العديد من أطوار المقابلة يدعوون أنصار الوفاق إلى تشجيع فريقهم والهتاف له، كما أرسلوا رسائل سياسية إلى أعلى هرم السلطة وبالتحديد الوزير الأول سلال المنحدر من قسنطينة. حفل بسيط لكنه مميز عكف منظمو نهائي الكأس الممتازة بقسنطينة على صنع أجواء مميزة في الفاتح من نوفمبر، حيث نظموا حفلا بسيطا لكن مدلولاته الرمزية كانت حاضرة، من خلال الفرقة النحاسية لعلي منجلي والتي أطلقت إشارة انطلاق الحفل الكروي، إضافة إلى إطلاق البالونات بلون الراية الوطنية، ثم الألعاب النارية التي زينت سماء قسنطينة أثناء منح الكأس للفريق الفائز. خلاف حول الشارات مع مسؤولي "الموب" وقع خلاف قبل بداية اللقاء بين منظمي الكأس من الرابطة الوطنية لكرة القدم ومسؤولي مولودية بجاية، وكان جوهر الخلاف حول عدد الأسماء التي يسمح لها بحمل الشارة والدخول إلى المنصة الشرفية، حيث حملت قائمة الرابطة عددا معينا من الأسماء. وأضاف مسؤولو إدارة مولودية بجاية بعض الأسماء التي لم تكن في القائمة وكاد الخلاف أن يتطور لولا تدخل العقلاء من الطرفين الذي ساهم بشكل كبير في حل الإشكال. فلسطين دائما حاضرة على عادتهم، حمل أنصار شباب قسنطينة الراية الفلسطينية بينهم، خلال لقاء الكأس الممتازة، كما حضرت الراية فوق مدرجات أنصار وفاق سطيف، إلى جانب الراية الوطنية وأعلام الفريق، ودوت الهتافات "فلسطين الشهداء" أرجاء ملعب الشهيد حملاوي في الدقيقة ال63 من عمر المقابلة، ما يدل على تعلق الجزائريين بالقضية الفلسطينية، وهو مشهد أصبح مألوفا في الملاعب الجزائرية. تغطية أمنية مشددة مند الصباح الباكر عرف لقاء أول أمس تغطية أمنية مشددة خوفا من حصول أي انزلاق بين الأنصار، حيث عززت مصالح الأمن ومنذ الساعات الأولى لنهار أمس، تواجدها في محيط الملعب وفي كامل الطريق المؤدي إليه، انطلاقا من محطة المسافرين الغربية ببوصوف ومحطة المسافرين بمدخل المنطقة الصناعية بالما. ورغم ذلك، شهدت نهاية اللقاء في محيط الملعب بعض الفوضى بسبب محاولة بعض أشباه الأنصار الاعتداء على حافلة فريق مولودية بجاية. غوركوف حضر اللقاء رفقة منصوري ونغيز تابع مدرب الفريق الوطني، كرستيان غوركيف لقاء أول أمس، باهتمام بالغ، حيث كان يبحث عن بعض الأسماء التي من الممكن أن يدعم بها تشكيلة الخضر مستقبلا. وكان إلى جانب غوركوف كل من يزيد منصوري ونبيل نغيز، لكن الثلاثي امتنع عن تقديم أي تصريح بشأن اللقاء المقبل للأفناك ضد منتخب تانزانيا، شأنهم في ذلك شأن رئيس الفاف، محمد روراوة الذي غادر مباشرة بعد حفل تسليم الكأس رفقة رئيس الرابطة الوطنية لكرة القدم، محفوظ كرباج. 3 وزراء في حفل تسليم الكأس سلم الهادي ولد علي، وزير الشباب والرياضة، الكأس الممتازة لقائد فريق وفاق سطيف المتوج بها، وكان وزير الشباب والرياضة مرفقا بزميلين له من الحكومة، تابعا اللقاء من المنصة الشرفية، ويتعلق الأمر بكل من وزير الثقافة، عز الدين ميهوبي ووزير الأشغال العمومية عبد القادر والي. كما حضر اللقاء وحسبما تنص عليه البروتوكولات، كل من واليي بجايةوسطيف، إلى جانب والي قسنطينة. دورة شرفية بالكأس وإشادة بأنصار شباب قسنطينة بعد تسلم الكأس مباشرة، قام لاعبو الوفاق رفقة رئيسهم حسان حمّار، بالتوجه مباشرة إلى أنصارهم، حيث تبادلوا التحايا، كما لم ينس لاعبو الوفاق وقفة أنصار شباب قسنطينة، حيث توجهوا نحوهم وبادلوهم التحية وهم يحملون الكأس التي تلونت بألوان شباب قسنطينة. كما توجه بعض اللاعبين من الوفاق وهم يحملون الكأس نحو مدرجات مولودية بجاية، وحيوهم على الروح الرياضية. إجماع على جاهزية ملعب حملاوي لاستقبال المنتحب الوطني أجمع التقنيون وكذا اللاعبون اللذين نشطوا نهائي كأس السوبر، عشية أول أمس، بقسنطينة، على جاهزية ملعب الشهيد حملاوي لاستقبال مباريات المنتخب الوطني، حيث أكد خير الدين ماضوي وعبد القادر عمراني على النوعية الجيدة للأرضية وعلى المنشآت الهامة التي تدعمت بها الولاية خاصة من ناحية الفنادق، ما يؤهلها لاستقبال منافسات دولية، غير أن الهتافات التي رددها أنصار شباب قسنطينة ضد الرجل الأول في الفيدرالية الجزائرية لكرة القدم، قد تذهب بمسعى القسنطينين في احتضان مباريات الخضر، في مهب الريح. تصريحات: حسان حمّار (رئيس وفاق سطيف): هي فرحة لا توصف، بهذا الفوز الكبير والتتويج الأول من نوعه في تاريخ الوفاق، أظن أن اللاعبين كانوا في مستوى الثقة التي وضعناها فيهم وساهموا في صنع الفرحة فوق المدرجات، لدينا فريق كبير، ونمنى التوفيق في باقي المشاور والانطلاقة ستكون من هذا المقابلة.. الوفاق فريق تتويجات، أشكر أنصار شباب قسنطينة على وقفتهم ودعمهم لنا. زياية (مهاجم الوفاق): واجهنا فريق عنيد، خلق لنا العديد من الصعوبات طيلة أطوار المقابلة، أظن أن هذه الأخيرة كانت في القمة، وأنا سعيد لأننا لم نخيّب أنصارنا، كما أشكر أنصار شباب قسنطينة على هذه الوقفة التي ذكرتنا بلقاء نهائي كأس إفريقيا ضد نادي إيوانوانيو الكاميروني سنة 1988. بلعميري (مسجل هدف الوفاق): أظن أننا قدمنا مقابلة في المستوى، وأنا جد سعيد بإضافة هذا اللقب الذي يعد الأول من نوعه للوفاق طيلة مشواره الرياضي، أهدي هذا الفوز إلى كل عائلتي وأنصار الوفاق، أظن أن الفوز جاء بفضل التضامن الكبير بين اللاعبين... آمنا بحظوظنا إلى آخر لحظة ولم نفوت الفرصة. أتمنى أن نستعيد طعم الفوز في مشوار البطولة. مسعودي (مدافع مولودية بجاية): كانت للمقابلة نكهة خاصة، فقد جمعت بين فريقين معروفين على مستوى البطولة الوطنية، أظن أن الحظ كان بجانب الوفاق.. ضيعنا ضربة جزاء وفي لقطة واحدة تمكن المنافس من تسجل الهدف، نهنئهم بهذا التتويج ونتمنى التتويج مرة أخرى لفريق المولودية، ونتمنى أداء موسم كروي جيد خاصة في البطولة. دامة (الرئيس المدير العام لموبيليس): نحن في خدمة الرياضة الجزائرية ونفرح بفرح الجزائريين، هو يوم مميز والجزائر تحتفل بتاريخ عظيم، هو الفاتح نوفمبر، تاريخ انطلاق الثورة المظفرة، كان حفل مزدوج بسبب تنظيم نهائي الكأس الممتازة، أقول هنيئا لفريق الوفاق بهذا التتويج ومزيد من التألق وحظ موفق لفريق مولودية بجاية، وتبقى "موبليس" في دعم كرة القدم الجزائرية بشكل خاص والرياضة الجزائرية بشكل عام". عبد القادر عمراني مدرب مولودية بجاية: أثنى عبد القادر عمراني، مدرب مولودية بجاية، على أداء لاعبيه رغم الخسارة، حيث أكد خلال الندوة الصحفية التي عقدها بعد نهاية المقابلة، أن منعرج اللقاء كان في الدقيقة ال50، عندما ضيّع زرداب ضربة الجزاء. وقال عمراني إن اللاعب متعود على تنفيذ هذه الضربات لكن الحظ خان فريقه وابتسم لفريق وفاق سطيف. وحول مجريات اللقاء، أكد عمراني أن فريقه وقف الند للند أمام الوفاق خاصة في الشوط الأول، حيث تمكن من غلق جميع المنافذ، مضيفا أن اللعب كان متكافئا إلى غاية الدقائق الأخيرة حيث أحس لاعبوه بالتعب. ولم يخف عمراني تأثر التشكيلة من الغيابات بسبب الإصابات في شكل مباريكة ودخول بعض اللاعبين في اللقاء وهم يعانون من إصابة في شكل المهاجم حمزاوي، مضيفا أنه يتأسف لأنصار المولودية بعدما كانوا يحلمون بتدعيم خزينة الفريق بلقب جديد. خير الدين ماضوي (مدرب وفاق سطيف): أعرب مدرب وفاق سطيف، خير الدين ماضوي، عن سعادته الكبيرة وفخره بإضافة هذا اللقب الذي كان ينقص خزينة الفريق. وقال ماضوي إن قسنطينة كانت فأل خير على فريقه وأن التتويج رقم 25 في تاريخ الوفاق كان في الولاية رقم 25، مضيفا أن فريقه آمن بالفوز إلى آخر دقيقة من اللقاء وأن هذا الفوز كان صعبا بالنظر إلى تشكيلة الفريق المنافس الذي خلق لفريقه مشاكل جمة فوق أرضية الميدان. واعتبر ماضوي أن فريقه كان محظوظا عندما ضيع البجاويون ضربة الجزاء، مؤكدا أنه استغل بعدها التراجع البدني للفريق المنافس في الدقائق الأخيرة. كما أكد ماضوي على العلاقة الطيبة بينه وبين الإدارة وعلى رأسها حمّار، نافيا أن يكون قد اتخذ قرارا بالرحيل، مؤكدا في نفس الوقت تواصله الدائم مع القائمين على شؤون الكرة الليبية من أجل الإشراف على المنتخب الليبي، ليضيف أن مستقبله الكروي لن يكون إلا بمشاورة إدارة الوفاق. وقد عبر مدرب الوفاق عن شكره لأنصار فريقه ولم ينس أنصار شباب قسنطينة الذين وقفوا مع فريقه طيلة أطوار اللقاء، متمنيا أن يساهم هذا الفوز والتتويج في فتح صفحة جديدة مع أنصار الوفاق المستاءين من النتائج السلبية في البطولة.