استبعدت، وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات انتشار حالات الملاريا، التي سجلت إلى غاية أمس، 11 حالة غير مؤكدة، كون فصل الشتاء لا يساعد على هذا الانتشار، مشيرة إلى أن كل الحالات مستوردة وغير محلية. وأكد المستشار الإعلامي للوزارة، سليم بلقسام في تصريح ل"المساء" أن الوصاية فعلت منذ شهر سبتمبر الماضي جهاز الرقابة الوبائية ومكافحة البؤر المحتملة لتفادي انتشار البعوض في كل الجنوب والولايات الداخلية المعنية. وأوضح المتحدث أنه في كل مرة تظهر فيها حالة مشتبه بها، يباشر تحقيق وبائي للتأكد منها إذ دعت أول أمس اللجنة الموفدة من مديرية الوقاية التابعة للوزارة إلى ولاية ورقلة من أجل التحقيق حول حالات الملاريا المسجلة بالمنطقة مؤخرا إلى ضرورة اتخاذ إجراءات استعجالية وتطبيقها ميدانيا دون تأخر من أجل تطويق المرض والحد من انتشاره. ودعت اللجنة المكلفة بالبرنامج الوطني لمكافحة الملاريا بالمديرية العامة للوقاية وترقية الصحة إلى ضرورة اتخاذ إجراءات استعجالية وتطبيقها في الميدان دون تأخر من أجل تطويق الفيروس والحد من انتشاره، مؤكدة أن حالات الإصابة ال11 المسجلة إلى غاية أمس الاثنين، مستوردة وأن نتيجة التحاليل التي تمت على البرك والمستنقعات المائية بالمناطق المعنية، أكدت وجود يرقات الحشرة الناقلة للداء عبر كل من مناطق بامنديل وعين البيضاء بالقرب من السكنات. وتتواجد حاليا بمصلحة الأمراض المعدية لمستشفى محمد بوضياف 10 حالات متبقية بعد مغادرة حالة واحدة (1) شفيت تماما من بينهم ستة (6) أطفال تتراوح أعمارهم ما بين 22 شهرا و9 سنوات، إضافة إلى امرأتين حاملين. ووصفت المسؤولة حالة تسعة من المصابين بالمستقرة تماما، وهي في تحسن تدريجي بعد أن تجاوبوا مع العلاج، في انتظار خروجهم من المستشفي خلال الأيام القليلة المقبلة، باستثناء حالة واحدة من بين المصابين ال10 الذين يتواجدون حاليا بالعناية المركزة. وأكدت في هذا السياق على ضرورة مضاعفة الجهود والتنسيق مع جميع الفاعلين من سلطات محلية ومصالح الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، إضافة إلى المجتمع المدني وجعلها مسؤولية جماعية، مشددة بالمناسبة على أهمية دور المواطن ومساهمته إيجابيا في تطبيق هذه الإجراءات الإستعجالية خاصة ما تعلق منها بردم البرك والمستنقعات المائية التي عادة ما تكون السبب الأول في تكاثر الحشرة الناقلة للمرض والقيام بحملات النظافة وتهيئة المحيط والإبلاغ عن أي حالة جديدة سجلت لديها أعرض هذا الداء. وتقوم حاليا مصالح الصحة بولاية ورقلة - بالتنسيق مع السلطات المحلية - بحملة واسعة لتطويق الداء والحد من انتشاره من خلال محاربة حشرة البعوض الناقلة له حيث يتم ردم البرك والمستنقعات والقيام بحملة رش بالمبيدات داخل البيوت وخارجها، فضلا عن زرع سمك القمبوز بالخنادق. كما يتم حاليا القيام بدراسة وبائية شاملة من أجل معرفة حركة تنقل الحشرة الناقلة للداء وانتشار هذا الأخير، علما أن انتشار الداء يتم عن طريق حشرة البعوض إلى الإنسان مباشرة وليس من إنسان إلى إنسان، فيما تستبعد الجهات المختصة انتشار الفيروس كون فصل الشتاء على الأبواب. وكان المستشار الإعلامي على مستوى وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات، سليم بلقسام، أول أمس، قد أعلن عن تسجيل 340 حالة إصابة مؤكدة بداء الملاريا منذ بداية السنة الجارية إلى غاية بداية شهر أكتوبر، وهو العدد المرشح للارتفاع في حالة تأكد إصابة الحالات التي تم تسجيلها في ورقلة وأدرار، مفيدا بأن 94 بالمائة من هذه الحالات مستوردة.