مواهبها المتعددة جعلتها تقتحم عدة ميادين فدخلت ميدان عروض الأزياء لرشاقة قدها وتناسق جسمها، أختيرت في 2004 كملكة جمال السياحة في الجزائر، متواجدة في مجال الإعلانات التلفزيونية منذ أن كانت في سن السادسة عشر، ولازالت الى يومنا هذا·تملك صوتا جميلا جعلها تفكر في انتاج ألبوم لها يوما ما، لكن ميلها للتمثيل، رسم طريقها، فكان قرارها الفاصل هو الإنتماء إلى هذا العالم· حظيت بشرف الوقوف أمام نجمة الكوميديا "بيونة" في ناس ملاح سيتي"3" وأسعفها الحظ بعد صبر طويل أن تنال دورا هاما الى جانب النجم المتألق سيد أحمد أقومي في المسلسل الدرامي الذي بث في رمضان الفارط، ونال صدى كبيرا ألا وهو "موعد مع القدر" لمخرجه جعفر قاسم، هذا الدور الذي ترددت كثيرا قبل أن تقوم به· لمعرفة المزيد عن صدى هذه التجربة في حياة الممثلة إيمان·· استضفناها وأجرينا معها هذا الحوار - تعدد المواهب قد يدخل الشباب الموهوب في متاهة الاختيار الصعب خاصة في المجال الفني، فهل مرت إيمان بمرحلة التيهان؟ * أكيد، مررت كغيري بمرحلة التيهان لقد كان قرار الإختيار جد صعب، فتارة أفكر في الغناء وتارة أخرى في التمثيل وتارة في مجالات أخرى، الى أن استقر بي المطاف لحسم الأمر مع التمثيل، فكما قلت الإهتداء للطريق الصحيح، والمجال الأنسب قد يأخذ أحيانا وقتا· - مجال التمثيل كان بالفعل أوفر حظا بالنسبة لك كممثلة شابة حيث حظيت بأدوار متميزة الى جانب "بيونة" فماذا استفدت من وقوفك أمام هذه الممثلة؟ * أمدني بالثقة في النفس، كان عملي معها في ناس ملاح سيتي"3" رائعا لقد أسند إلي دور بيونة بعد عملية التجميل (بيونة الشابة) حيث حاولت تقليد حركاتها لأن الدور كان يتطلب ذلك، لكن في الواقع بيونة ممثلة من الصعب تقليدها، فهي بالفعل نجمة فريدة من نوعها في عالم الكوميديا·· لها بصمتها الخاصة، وأثناء أدائي لهذا الدور "بيونة"، لم تكن حاضرة في التصوير، لكن مع هذا وفقت الى حد ما في الوصول الى شخصيتها من خلال الحركات التي قمت بها، وهذا بشهادة منها هي شخصيا وطبعا أمر كهذا شجعني كثيرا وكان بمثابة الحافز الذي دفعني للعطاء أكثر، كما كانت لي تجربة أخرى ناجحة في ناس ملاح سيتي (لبنى والأفزام السبعة) فكنت الثليجة البيضاء لهذه السلسلة الرائدة· - هل أديت قبلها أو بعدها أدوارا تذكر؟ * كانت معظمها أدوارا ثانوية، وبما أنني أحب أفلام الإثارة والحركة ومنها الأفلام البوليسية مثلت دور مفتشة شرطة في (الجناح الأسود) لمخرجه محفوظ محمد الصالح، لكن صراحة الدور لم يقنعني أنا شخصيا لأنه كان يفتقد لروح الخفة والحركة والديناميكية المطلوبة كثيرا في مثل هذه النوعية من الأفلام كأفلام عالم العنف والجريمة، لكن مع هذا كانت تجربة لابد منها لأنها ستفيدني قطعا في المستقبل· - "موعد مع القدر" كان أيضا بالنسبة لإيمان الممثلة موعد لإبراز الموهبة التي تحتويها وإظهار كمية الشر التي ليست قطعا بداخلها، فما صدى هذه التجربة في نفسية المشاهد، ونفسية إيمان الممثلة والإنسانة؟ * أولا أقول بأن "موعد مع القدر" علمني الصبر حيث بقينا سنة ننتظر الفرج، وظهور هذا المشروع إلى النور، إلى أن جاء اليوم الذي أخبرني فيه جعفر قاسم بأننا بالفعل سننطلق كنت وقتها في فرنسا، وللعلم أن السيناريو الأول لهذا المسلسل كان خاليا من دور "نسيمة"، لكن جاء اقتراح هذه الشخصية بعد الإحساس بفجوة في مضمون القصة وانعدام عنصر التشويق·· ومن هنا وجب إدخال عنصر الشر لتتضارب المشاهد·· مشاهد الخير ومشاهد الشر فيصبح المسلسل أكثر إثارة ومتعة، فأضيف هذا الدور ورشحت أنا لأدائه، لا أخفيك أني عندما قرأته نفرت منه وكرهته لدرجة كبيرة وباعتراف الكثيرين نجحت فيه الى حد بعيد، هذا الأمر طبعا أسعدني لكن ما أتعبني هو كراهية الناس·· والشارع لي·· اعتقادا منهم أني بالفعل شريرة، في حين أن الموضوع ومافيه واضح فهو مجرد تمثيل في تمثيل·· والحمد لله أن هناك من يتفهم· - بما أنك مثلت الى جانب "عثمان بن داود" بطل المسلسل، فكيف وجدته كانسان وكممثل؟ * هو إنسان لدرجة لا توصف، وفنان ذو إحساس جارف ومرهف·· جعله يشعر بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقه في هذا الدور تطلب أحاسيس فياضة وانفعالات "هائجة" في بعض المشاهد·· وهدوء حالما في مشاهد أخرى، فالمهمة لم تكن سهلة لإظهار كل هذه المشاعر لكنه وفق، وكان بالفعل (بطل)· - مرة أخرى يحالفك الحظ في الوقوف أمام نجم كبير ألا وهو الممثل "سيد أحمد أفومي"، فماذا تعلمت منه؟ * تعلمت منه الكثير·· وأهم شيء هو التركيز في العمل وترك كل الأمور الأخرى جانبا·· لقد كان معظم الوقت منهمكا في الحفظ والتدقيق في الدور المسند إليه، وقد يكون هذا هو سر نجاحه وتألقه واستمرار نجوميته· - ماقول "إيمان" الممثلة في جعفر قاسم المخرج؟ * أولا هو إنسان رائع! ومخرج جد متواضع، يتقبل أفكار كل الناس ولا يحتقر أحدا، متفهم ومبدع في مجال تخصصه· - ما أكثر ما تحبه إيمان؟ * أحب الإثارة والمغامرة لدرجة أن شاركت في حصة تلفزيونية إسمها (برج الأبطال) يحوي موقع تصويرها كائنات غريبة، وأحيانا مخيفة تتطلب قلبا صلبا وأعصابا حديدية· - هل تؤمن إيمان بالنجومية في بلادنا؟ * صراحة لا وجود لها، فالفنان الذي لايملك جهة تحمي حقوقه ولا صندوقا يسند تقاعده فأي نجومية لي؟! وأريد أن أضيف شيئا آخر، الناس تعتقد أن الفنان غني جدا لكن هذا خطأ، فقد نحصل حقا على مبلغ يصل (200.000دج) في مسلسل، لكن قد نبقى لسنوات دون عمل فتخيلي لو أن هذا الفنان كان مستأجرا بيتا لمدة سنة أو حتى أقل فهل سيكفيه هذا الدخل لسد أجرة بيته مظافة اليها نفقاته الخاصة، بما فيها اللباس والأكل· فالفنان هو صورة الجزائر لذا من الواجب مراجعة حقوقه وانصافه· - ماهو حلم "إيمان"؟ * تنشيط حصة إذاعية أو تلفزيونية للأطفال فالطفل عندنا للأسف مهمش· ولابد من الإلتفات اليه وإعطائه هو أيضا حقه من التسلية والمتعة والثقافة· - هل من مشاريع في الأفق؟ * ربما سأكون أنا وحكيم دكار في عمل تلفزيوني قريبا، هذا ماطلبه هو مني شخصيا·· والله أعلم؟! - في الختام هل من أمنية؟ * كل ما أتمناه هو توفير الإمكانيات المادية والمعنوية للممثل، والفنان الجزائري إجمالا، ليعطي ويبدع أكثر فهذا مهم جدا هذا إذا أردنا رقيا وتطورا للفن وللجزائر·· وشكرا·