تحتفل فئة المعوقين اليوم المصادف ل 03 ديسمبر بيومهم العالمي، وعلى غرار باقي معوقي العالم يمر هذا اليوم على هذه الشريحة بالجزائر يستذكرون فيه ما حققوه وما يطمحون إليه مستقبلا ويقيمون ما وصلت إليه هذه الشريحة التي لاتزال بحاجة ماسة للاهتمام والدعم المادي والمعنوي . "الأمة العربية" لم تفوت هذه المناسبة، لا لتنقل انشغالات هذه الفئة لأنها معروفة ولكن لتبرز بعض المواهب من هذه الفئة التي استطاعت تحقيق المعجزات وترفع التحدي أمام إعاقتها ومن بين هؤلاء الشاب سيدي علي عرجوم إبن مدينة بوفاريك مكفوف بنسبة 100٪ من مواليد 1979 أصيب في صغره بمرض افقده بصره، عانى كثيرا لكنه استطاع تجاوز إعاقته والخروج من دائرة اليأس التي كانت يعيشها، يملك صوتا شجيا. مرح للغاية لم يكن يعلم أن صوته هذا سيمكنه ويحوله يوما إلى مطرب معروف ولو على المستوى المحلي. "الأمة العربية" تحدثت إلى الشاب سيدي علي الدزيري وهو الإسم الفني الذي اختاره سيدي علي عرجوم الذي لم تفارق الابتسامة وجهه البتة طيلة اللقاء، يملك خفة ظل لا مثيل لها، أخبرنا أنه دخل مجال الغناء منذ 12 سنة وقد اكتشف موهبته الملحن توفيق عامر سنة 2000 وهو من ساعده على ولوج هذا العالم وكان له أول شريط تحت عنوان "لو كانت جات بيدي". علما أن الشاب سيدي علي الدزيري يؤدي الأغنية العصرية والرايوية، وأضاف أنه نظرا لبعض المشاكل التي اعترضته لم يتمكن من إخراج ذلك الشريط إلى السوق، لكن ذلك لم يحبط عزيمته على مواصلة مشواره الغنائي فكان له شريط ثان سنة 2005 من كلمات وتلحين شريف طاي طاي تم توزيعه في السوق، كان من إنتاج شركة سليافون، وفي سنة 2008 أصدر الشاب سيد علي الدزيري شريطا آخر بعنوان" المصالحة الوطنية" وقد لاقى حسبه إعجاب الجمهور وتم بثه عبر أمواج الإذاعة الوطنية بمختلف قنواتها ولاقى نجاحا معتبرا، وقتها ومؤخرا قام الفنان بتسجيل ألبوم جديد يحمل أغان عصرية ورايوية، كل الأغاني من كلمات كادر سوناكوم وتلحين حسين شريط، قام بتسجيلها بإحدى الإستدويوهات بمدينة وهران، ومن بين تلك الأغاني "مرا ونص" و"ياقلبي باغي نريح" و"كيما بغا ربي راني حامدو" إلى جانب أغنية المصالحة الوطنية وأغان أخرى، وأضاف الفنان سيدي علي الدزيري بأن هذا الألبوم لم يوزع بعد في السوق كونه يبحث حاليا على شركة انتاج تعينه على توزيعه وتدعمت فنيا وقد ناشد شركات الإنتاج مساعدته على القيام بذلك. سيد علي الدزيري ورغم إعاقته لم يكتف بولوج عالم واحد ليدخل بعدها نتيجة عشقه الشديد لها عالم الرياضة وينتسب إلى أبرز وأقوى الفرق لشريحة المعوقين بالمدينة "فريق النجم الساطع" لبلدية بوفاريك، هذا الأخير الذي تمكن من تحقيق انتصارات عديدة وحاز أكثر من مرة على البطولة الوطنية في كرة الهدف "الجرس" وجاز أيضا على كأس الجمهورية ليتوج بذلك أحسن فريق لمواسم عديدة، انضمام سيد علي لهذا النادي العريق جاء جراء حبه الكبير للاعبي النادي ورئيسه الذي هو الآخر مكفوف بنسبة 100٪ ويملك مواهب عديدة من بينها عزفه على آلة الناي والكوريدو" وآلات أخرى يتفنن على العزف عليها إلى جانب إلقائه لقصائد شعرية. كل هذا جعل فناننا سيد علي الدزيري ينضم إلى هذا الفريق الذي حقق معه نتائج جيدة جعلته يفتخر بانتسابه إلى أقوى الفرق على المستوى المحلي والوطني. هذا ماقاله الفنان سيد علي الدزيري في حديثه عن الوضعية التي تعيشها هذه الفئة في الجزائر، وأشار إلى أن هذه الشريحة لاتزال تعاني وبحاجة إلى المزيد من المساعدة ماديا ومعنويا، وناشد المصالح المعنية التكفل بانشغالاتها ودعا من جهة أخرى القائمين على مجال الثقافة سواء بالولاية التي ينتمي إليها أو على المستوى الوطني مساعدة المعوقين أصحاب المواهب الفنية لكي لا تضيع وتذهب هذه المواهب هباء، مثلما حصل لبعض الفنانين الذين اختفوا عن المجتمع كونهم لم يلقون دعما، ولم يول لهم الاهتمام. وختم سيد علي الدزيري حديثه بأمنية أن يصل إلى ما يطمح إليه في أن يصبح مطربا معروفا وتلقى أعماله نجاحا كبيرا وتمنى لكل الطاقم الصحفي لجريدة "الأمة العربية" المزيد من النجاحات والتوفيق وشكرها لأنها لم يفوت هذه المناسبه وتتذكر فيها هذه الشريحة التي كان هو عينه منها وتنقل اهتماماتها وإنشغالاتها.