في إطار الإحتفالات السنوية بعيد المرأة المصادف للثامن مارس من كل سنة، نظمت مديرية الشباب والرياضة بولاية أدرار بالتنسيق مع مختلف دور ومراكز الشباب، المهرجان الولائي السادس لإبداعات الفتاة• المهرجان كان فرصة لكل الفتيات اللواتي قدمن من معظم بلديات الولاية لعرض منتوجاتهم في الطبخ والنسيج والحرف التقليدية والرسم على الزجاج وصناعة الحلويات والخياطة والطرز، والتي تبين قدرات الفتاة الريفية في خلق مجال لها لإظهار إبداعها وما تختلجه من مؤهلات تجعلها قادرة على العطاء رغم الإمكانيات الضئيلة وغير المتوفرة في الكثير من الأحيان، نظرا لبعد هياكل دعم الشباب عنهن، أضف إلى ذلك العراقيل البيروقراطية التي تقف وراء مشاريعهم الخاصة في ظل الأعراف والتقاليد السائدة في المنطقة.. والتي تجعل المرأة بعيدة عن مختلف البرامج الموجهة لتنمية قدراتها وإبداعاتها• كما كان المهرجان فرصة لاكتشاف بعض المواهب الفنية الرائعة والتي صنعت الحدث في ميادين عدة كالمسرح والشعر والمونولوج وعروض الأزياء التقليدية والفلكلور التقليدي والموسيقى الشعبية، وما انبهر له المنظمون ولجان التحكيم تلك القدرات التي ظهرت على إحدى الفتيات في فن المونولج وهي ابنة لم تتعد 18 ربيعا، حيث تناولت في "ضحية أسرة" تلك المرأة التي أصبحت مطلقة عن زوج تزوج بأخرى، وتركها هي وابنتها في الشارع بعد أن لم يعد يتحملها إخوانها وعشيرتها، ولم تستطع تلبية رغبات طفلتها التي أرادت أن تدرس مثل قريناتها في المدرسة لكن لا أحد تكفل بنفقاتها، فأصبحت الأم المسكينة تضعف أمامها في ظل إلحاح الطفلة على توفير اللباس والأدوات المدرسية للذهاب إلى المدرسة، بنص متميز وبحركات منسجمة جعلت القاعة تعيش معها كل لحظاتها• "سعيدة" بشجاعتها وقدراتها جعلت الموهبة تبرز ولو أنها بحاجة للتقنية أكثر لتجعلها في المستقبل مرتبطة بفن الخشبة، وهي تطمح للإحترافية في هذا الفن• وهذه ما هي إلا واحدة من الكثيرات المتواجدات في قصور وبلديات الولاية المتناثرة، ولو توفرت الإمكانيات لاستطعن أن يظهرن قدراتهن الكبيرة في مختلف الفنون• وتبقى المرأة الريفية أو"القصورية" كما يصطلح عليها محليا بين مطرقة الأعراف الإجتماعية وسندان الإمكانيات الضئيلة أوالمنعدمة في الكثير من الأحيان•