تميز الاستعداد للدخول المدرسي الجديد بمسحة تضامنية من شأنها أن تخفف الكثير من الأعباء على الأسر الفقيرة. فبالإضافة الى العمليات التضامنية المعتادة المتمثلة في المحافظ والأدوات المدرسية وما يحتاجه التلاميذ من مستلزمات التمدرس هاهو رئيس الجمهورية يقرر رفع منحة التمدرس التي بادر بها في السابق من 2000 إلى 3000 دينار جزائري لكل تلميذ. وتوسعت العملية كذلك لتمس الكتاب الذي تقرر توزيع 4 ملايين نسخة منه مجانا على التلاميذ المعوزين وهي التفاتات تستحق كلها التنويه لأنها تعزز فكرة دمقرطة التعليم التي تتبناها الدولة الجزائرية في مواثيقها الرسمية. وما يبعث على الارتياح لمثل هذه الإجراءات هو أن أثرها لا ينتهي عند قيمتها المادية بل يتعداه إلى تداعياتها المعنوية والنفسية إن على رب العائلة أو على التلميذ الذي يستفيد عمليا من هذه المساعدات الأمر الذي يحبب إليه الدراسة وهو يدخل أول الموسم غير قلق على توفير المستلزمات. فكثيرا ما كان التلاميذ المعوزون يبدأون المواسم الدراسية مكسوري الخاطر لأنهم عجزوا عن توفير الأدوات المدرسية أو بعضها خاصة تلك التي لا يتسامح المعلم مع من لا يوفرها. وأتمنى أن تكون هذه المبادرات حجر الأساس لإيجاد منظومة تضامنية لمثل هذه المواسم بحيث تغني كل متمدرس عن الانشغال بالأدوات المدرسية لتضمن للمحتاجين دخولا عاديا خاليا من أي إحساس بالنقص قد يؤثر على تحصيله العلمي.