اجتمعت الأسرة الرياضية الكروية بقسنطينة، نهار أول أمس، بمناسبة تنظيم جيبيلي المرحوم عبد الكريم زفيزف المدعو زفزاف، اللاعب السابق لمولودية قسنطينة والمنتخب الوطني سنوات الستينات والسبيعنات، وكانت الفرصة مواتية لأسرة الموك لأن تستذكر ماضيها العريق وتعود بالأنصار إلى ذكريات الأمجاد التي صنعت الفرجة بملعب الشهيد بن عبد المالك رمضان ثم ملعب الشهيد حملاوي، وعلى رأسهم الثلاثي الناري المشكل من قموح، فندي وكروكرو، حيث عكف المنظمون على جمع أكبر عدد من اللاعبين القدامى في مباراة استعراضية جمعتهم بقدماء الفريق الوطني سنوات السبعينات والثمانينات، على ملعب الشهيد حملاوي، بحضور حوالي 300 مناصر من عشاق "البيضة"، اللذين استمتعوا بنسوج كروية جميلة ولقطات رياضية في المستوى العالي قدمها شيوخ وكهول. حفل غذاء على شرف المدعوين فضل المنظمون أن يكون لقاء الضيوف بنزل «النوفوتيل» بوسط المدينة، حيث كانت الفرصة لجمع كل المدعوين، حيث تم تنظيم وجبة غذاء على شرفهم، مع تقديم كعكة كبيرة كتب عليها «شكرا كروم»، قبل التوجه مباشرة إلى ملعب الشهيد حملاوي عبر حافلتين، تم تخصيصهما لنقل المشاركين في المباراة الاستعراضية التي انطلقت في حدود الساعة الثانية زوالا وأعطى إشارة انطلاقها نجل الفقيد. كروكور، قموح وفندي يلهبون المدرجات كان دخول الثلاثي المشهور لمولودية قسنطينة، ويتعلق الأمر بكل من كروكرو، قموح وفندي، مميزا، حيث تفاعل الأنصار خاصة من الجيل القديم، كثيرا مع الأسماء القديمة التي صنعت أمجاد الموك والكرة القسنطينة بشكل عام، وعرفت التشكيلة القسنطينية تواجد عدد كبير من اللاعبين على غرار خاين، زغمار، عدلاني، بن عبدون وجدو من شباب قسنطينة، إضافة إلى ثابت من شبيبة سكيكدة. كما شارك جيل الثمانينات في هذه المباراة الاستعراضية على غرار لغرود، بلارة وأحمد سميّر، كما كان الحضور مميزا لعميد لاعبي الموك بن سغني الذي يبلغ من العمر 91 سنة والذي أبى إلا المشاركة في الحدث. قدماء المنتخب الوطني يفوزون بنتيجة 7 أهداف مقابل 4 رغم أن المباراة التي أدارها الحكم الدولي السابق محمد حنصال، كانت ودية، إلا أنها عرفت جدية وندية كبيرتين، حيث دخل الفريقان بحنكة الشيوخ وحماسة الشباب، وصنعت أمجاد كرة القدم الجزائرية الفرجة بملعب حملاوي، حيث تفنن كل من لخضر بلومي، جمال مناد، زبير باشي وكالام ورد عليهم في الجهة المقابلة كل من فندي، قموح وكروكرو. واستطاع قدماء المنتخب الوطني فتح باب التسجيل عن طريق لخضر بلومي على مرتين، قبل أن يرد عليه قموح وقندي، لكن جمال مناد عمّق النتيجة، لتنتهي المقابلة التي دامت حوالي 70 دقيقة بنتيجة 7 مقابل 4 لقدماء المنتخب الوطني. تكريم أسرة الفقيد أبت مديرية الأمن الوطني بقسنطينة والتي كانت ضمن المنظمين لهذا العرس الكروي، إلا أن تكرم عائلة الفقيد عبد الكريم زفيزف، ممثلة في نجله سمير. وأكد مدير الأمن الولائي، وابري عبد الكريم، أن التكريم جاء من باب أن الفقيد كان موظفا بسلك الشرطة وعمل بولاية الجزائر العاصمة وسطيف واستقر به الأمر بمسقط رأسه قسنطينة قبل أن يحال على التقاعد برتبة محافظ شرطة. حفل فني قسنطيني ساهر بحضور وزير الثقافة شارك وزير الثقافة، عز الدين ميهوبي، الأسرة الرياضية القسنطينية، فرحتها بمناسبة تنظيم هذا الحدث الكوري، حيث حضر ميهوبي بملعب الشهيد حملاوي وشاهد نهاية اللقاء، قبل أن يقرأ بالقاعة الشرفية للملعب الرسالة التي وجهها الوزير الأول عبد المالك سلال، والتي أشاد فيها بخصال الفقيد وكل زملائه الرياضيين اللذين رفعوا الراية الوطنية عاليا وشرفوها في المحافل الدولية وجعلوا من القضية الوطنية شغلهم الشاغل وضحوا بمسيرتهم الاحترافية في سبيل إعلاء اسم الجزائر. وحضر الوزير، جانبا من الحفل الفني الساهر الذي أقيم على شرف الضيوف بنزل الخيام بالمدينة الجديدة، علي منجلي والذي أحياه مطرب المالوف، عباس ريغي، مؤكدا أن الموك فريق كبير ورغم أنه سقط إلى قسم الهواة، إلا أنه يمكن أن يعود إذا توفرت الظروف وتجددت الهمم. دحلب كان نجما بارزا في الحدث صنع حضور اللاعب الدولي السابق مصطفى دحلب، نجم باريس سان جرمان الفرنسي في سنوات السبعينات، الحدث بملعب الشهيد حملاوي، حيث أبى «موموس»، إلا مشاركة زملائه السابقين في المنتخب الوطني، هذا العرس الكروي، ورغم التقدم في العمر والمرض، إلا أن دحلب تنقل إلى قسنطينة وشارك في هذا «الجيبيلي» رغم أنه لم يتمكن من المشاركة في المقابلة الكروية، لكن حضوره كان مميزا وكانت كل الأنظار مصوبة نحوه، وتهاطلت عليه طلبات الصور التذكارية شأنه شأن نجوم الموك والمنتخب الوطني. لمحة عن المرحوم عبد الكريم زفيزف هو من مواليد الخروب بولاية قسنطينة سنة 1939، بدأ مشواره الكروي في سن ال15 سنة والتحق بصفوف مولودية قسنطينة. لعب للمنتخب الوطني بين 1964 و1965، حيث شارك في العديد من المقابلات ضد منتخبات المجر، تشيكوسلوفاكيا، بلغاريا والبرازيل وآخرها ضد الاتحاد السوفياتي، وسجل للمنتخب الوطني 5 أهداف، كما شارك ضمن منتخب كرة القدم الذي مثل الجزائر في الألعاب الإفريقية المنظمة سنة 1965 بالكونغو ولعب لمنتخب الشرطة الجزائرية قبل أن يعتزل، وقد وافته المنية سنة 2000. مناصر يقبل يد قموح ويذرف الدموع كانت فرحة أحد مناصري الموك كبيرة جدا عندما تقدم اللاعب السابق قموح إلى المدرجات لتحية الأنصار الذين كانوا يهتفون باسمه قبل انطلاق اللقاء، ولم يتمالك المناصر نفسه عندما صافحه كموح، حيث راح يقبل يد صانع أمجاد الموك في السبعينات وهو يذرف الدموع، وهي اللقطة التي أثرت كثيرا في نجم المولودية الذي يعيش ببلاد الغربة وبالتحديد بمدينة نيم الفرنسية.