شكل الصالون الدولي للكتاب في طبعته ال20 لهذه السنة، فرصة ذهبية لعشاق الكتاب للإبحار عبر أجنحته واقتناء كتب في كل الميادين وبأسعار ترقوية وتخفيضات مهمة، ومن بين أهم الكتب التي أثارت اهتمام المواطن بهذه الطبعة، تلك الخاصة بالصحة والتغذية الصحية وحتى كتب الطب البديل والتداوي بالأعشاب والزيوت الطبيعية وحتى كتب تحتوي في طياتها على نصائح مجربة لإبعاد شبح الإصابة بأية أمراض محتملة. أجمع العديد من ممثلي دور النشر الوطنية والأجنبية المشاركة في الطبعة الجارية للصالون الدولي للكتاب، على أن الإقبال على كتب الاعتناء بالصحة والصحة النفسية قد سجل ارتفاعا ملحوظا وصل إلى حد نفاد كمية بعض العناوين المطروحة خلال الثلاثة أيام الأولى من عمر الصالون، حيث يقول السيد رشيد حميش، ممثل "دار الميسرة" للنشر والتوزيع، بأن عناوين حول الصحة النفسية والتوحد والأسس النفسية لنمو الطفل، وإرشاد ذوي الاحتياجات الخاصة وغيرها، نفدت كلية من رفوف جناح الدار بسبب الإقبال الكبير المسجل حول هذه الكتب المتخصصة، موضحا أن الكتاب حول مرض التوحد تحديدا لقي إقبالا كبيرا، نفدت معه الكمية التي حددت لهذا الصالون، "بل سجلنا طلبات كبيرة حول هذا الإصدار تحديدا لدرجة أننا طلبنا التزود ثانية بهذا العنوان قبل اختتام هذه الطبعة". يقول رشيد، موضحا أن الطلب حول التوحد سجل حضورا عند الأسر الجزائرية والمربيين في رياض الأطفال وحتى من طرف طلبة يدرسون هذا المرض الذي استفحل مؤخرا في مجتمعنا، وإلى جانبه، سُجل أيضا طلب كبير على كتاب "التربية الصحية والإشراف التربوي" المطلوب بكثرة من طرف الأكادميين وطلبة سنوات ما بعد التدرج ممن يحضرون لنيل الشهادات العليا، إلى جانبهم أيضا مربون يتعاملون مباشرة مع الطفل "يجدون في مثل هذه الكتب المتخصصة فضاء معرفيا لا ينضب من أجل التعامل الصحيح مع الأطفال المرضى وحتى من أجل الثقافة العامة كون مجتمعنا يشهد تغيرات كثيرة حتى على الصعيد الصحي، بالتالي فإن الكتاب يبقى المرجع الأساسي لفهم كل المتغيرات"، يضيف رشيد حميش. ويؤكد المتحدث أن "دار الميسرة" طبقت سياسة تخفيضات هامة لفائدة هذه الطبعة الدولية للكتاب، حيث اعتمدت تخفيضات تصل إلى 30 %، موضحا أن أسعار الكتب المطبقة في المكتبات تبقى بعيدة عن المتناول بسبب ارتفاع صرف العملة الصعبة مقابل العملة الوطنية، وهو ما له بالغ الأثر على ارتفاع الأسعار في جميع ضروريات الحياة وليس فقط في أسعار الكتب. من جهته، اعترف نعيم حديدي، ممثل دار أسامة للنشر، بالإقبال الملحوظ المسجل حول الكتب الصحية ويقول: "أخص بالذكر كتب الطب البديل والتداوي بالأعشاب، هي كتب مطلوبة من العامة ولا يمكن تحديد الفئات العمرية، خاصة من جنس الطالبين، كون الطب البديل معروف منذ الأزل، أي قبيل استعمال الكيماويات في التداوي، شخصيا لمست اهتماما بهذه الكتب خلال هذه الطبعة، حتى أنني سجلت ملاحظات حول مؤلفات بعينها سأعمل على توفيرها في طبعة الصالون للعام المقبل". أما الياس، ممثل دار الأندلس، فقال بأنه يقترح على الجمهور المحب للكتب الصحية "موسوعة الثقافة الصحية"، إضافة إلى مؤلفين من جزئين حول التداوي بالأعشاب الطبية، مؤكدا من جهته أنه لمس اهتماما بالجوانب الصحية بالنظر إلى ارتفاع الوعي عموما في المجتمع، وما زاد في الإقبال على المؤلفات التي تعنى بالصحة العامة في جناحه؛ "التخفيضات المعتمدة التي تصل في شأن بعض العناوين إلى 60%.. ووقفت "المساء" في صالون الكتاب على عدة عناوين مهتمة بالمجال الصحي، ومنها كتب حول الحمل والولادة، العناية بالصحة في الشباب والشيخوخة، موسوعة التغذية الصحية، موسوعة طب الحجامة، موسوعة الأمراض الشائعة، معجم الأعشاب الطبية، وهناك أيضا كتب تعتني بالحياة الصحية بوجه عام، ككتب النحافة والجمال، وهناك أيضا علاج العليل في الطب البديل، إلى جانب كتاب يخص العلاج بالزيوت الطبيعية، مع إصدار آخر بعنوان "كيف تهزم مرض السكر"، يقول عنه صالح ممثل "دار العين للنشر" بأنه لقي رواجا بين زوار الصالون كونه مُؤلف يتحدث عن عصارة فكر وخلاصة تجربة طويلة لمؤلفه الدكتور صلاح الغزالي مع وباء العصر، والذي يعطي الدكتور خلال صفحاته الكثير من النصائح القيمة للأفراد ليستمتعوا بحياة صحية بعيدة عن هذا الداء الذي يتحدث عنه من خلال معاينته للكثير من الحالات وتطبيقه لبرنامج الكشف المبكر الذي يبقى الوسيلة الأكثر نجاعة، لإبعاد شبح الإصابة بأي مرض محتمل. نشير أيضا إلى توفر العديد من الكتيبات الخاصة في كل المجالات المعرفية والصحية، وهي كتيبات تحتوي في الغالب محاولات لشرح بعض الحقائق العلمية حول بعض الأمراض، أعتمد على شرحها بصورة مبسطة يفهمها عامة الناس، في محاولة للتغلب على الكثير من الأوهام التي قد تحيط بصحة الفرد، وهي في الحقيقة دعوة صريحة وعامة للتفقه حول الصحة والتمتع بصحة جيدة عبر الكتاب الذي يبقى خير جليس في الأنام.