جمال الوحيد، وعد حقيقي بما يكتنزه من وعي مبكر لرسالة الأدب فنا ومعنى، وهو يتقد طموحا وتطلعا نحو أفق أجمل، إنه موهبة واعدة لأن ترتفع إلى الأعلى وبعيدا، وهو قادر على أن يضع أقدامه في الأعلى، إن أطعم موهبته بالزاد الأدبي الرفيع وغذاها بروائع الشعر والأدب، وضرب عزمه بالتواصل، فإنه لن يطول به المدى حتى يرتفع باسقا ورائعا وجليلا. ❊ منذ متى بدأت الكتابة وإلى أين وصلت؟ ❊❊ في البداية، أحيي قراء جريدة "المساء" كافة، وأهنىء الشعب الجزائري بمناسبة مرور الذكرى ال61 لاندلاع الثورة التحريرية المباركة، راجيا من المولى عز وجل أن يحفظ الجزائر وشعبها ويصونها من كل سوء. كما أستغل الفرصة للترحم على أرواح شهدائنا الأكارم وأبطالنا الذين ضحوا بالنفس والنفيس لأجلنا ولأجل أن تحيا الجزائر حرة مستقلة، أما بخصوص سؤالكم، فقد بدأت الكتابة في الثامنة من عمري من خلال بعض الخواطر والأشعار والمقالات، وكنت حينها تلميذا بالمرحلة الابتدائية، ثم بعدها توطدت علاقتي بالكتابة وبدأت أنشر إبداعاتي في بعض المجالات المدرسية والخارجية، وأرأس تحرير أخرى كمجلة "الشبان" ومجلة "المثقف الصغير" وغيرها، بعدها ازداد تعلقي بالكتابة وبدأت موهبتي تتطور ونالت إعجاب معلمي وأساتذتي الذين أشرفوا عليّ ووجهوني وشجعوني، أما بدايتي الصحيفة، فكانت في المرحلة المتوسطة، حيث نشرت محاولات شعرية وأدبية ومسرحية في منابر محترمة، منها موقع "الجزيرة للأطفال" وصحيفة "الشروق اليومي" ومجلة "العربي" وغيرها، كانت هذه انطلاقتي الأولى، وفي السنة الأولى ثانوي، كانت انطلاقتي الحقيقية ودخلت الإعلام من بابه الواسع، ونشرت بعض المساهمات في منابر وطنية منها: جريدة "البصائر"، جريدة "أخبار اليوم"، جريدة "الشاهد" .. والعديد من الصحف والمواقع والمنتديات والمجلات الإلكترونية، كمجلة "أصوات الشمال الأدبية" وموقع "سيدي عيسى" وصحيفة "الدبلوماسية السياسية"، وكنت في السادسة عشر من عمري، وأسست مع جمع من الشباب المثقفين الذين يقاسمونني حب الإعلام مجلة "الإعلام الشبابي الحر" الإلكترونية في مطلع سنة 2014، والتي تحولت الآن إلى "شبكة الإعلام الشبابي الحر" وهي شبكة إلكترونية خاصة بالشباب، كما أنشط جمعويا وسياسيا وقد قمت مؤخرا مع مجموعة من الشباب بتأسيس مؤسسة "شباب شركاء لأجل المستقبل" التي يرأسها الشاب سهيل مناصر، وحاليا أحاول أن أتجه إلى النشر وأطبع كل إبداعاتي في الشعر والنثر والرياضة وأنا أسعى على قدم وساق إلى تحقيق ذلك في أقرب وقت.. ❊ ماذا حققت في مسيرتك الإبداعية؟ ❊❊ بالنسبة لي، مازلت لم أصل بعد إلى ما أصبو إليه من نجاح ومازلت لم أحقق كل طموحاتي وأهدافي، ومن السابق لأوانه أن أقيّم تجربتي أو أصفها بالناجحة، فأنا في بداية المشوار، لكنني راض عما قمت بتحقيقه إلى حد الآن. فقد افتككت العديد من الجوائز الأدبية والشعرية وكان آخرها جائزة "فارس الشعراء" بمدينة سيطف، كما أقيم أمسيات شعرية هنا وهناك وأحضر ملتقيات وطنية، وعما قريب دولية بإذن الله. كما أعمل حاليا على طبع كتبي ودواويني التي تعطل طبعها أكثر من مرة لأسباب مادية وكل ما أرجوه الآن هو أن ترى هذه الكتب النور لأنها ستكون أكبر خطوة أخطوها في مسيرتي... ❊ لمن تكتب ولماذا؟ ❊❊ أكتب للشباب بالدرجة الأولى وأسلط الضوء على القضايا المحورية التي تخصه، ومجمل إبداعاتي موجهة لهذه الشريحة التي أنتمي إليها، أكتب عن انشغالاتها وهمومها وأحاول أن أوصل صوتها وأرافع عنها، كما أخصص الكثير من كتاباتي لمحاربة الآفات الاجتماعية والظواهر لسلبية والأفكار الهدامة، كما أكتب عن الوطني، فشعري تقريبا كله وطني وملحمي.. ❊ كيف ترى مسيرة الإبداع الجزائري في حاضرها؟ ❊❊ في حقيقة الأمر، أنا لست راضيا كثيرا عن حالة الإبداع في الجزائر، فالكم انتصر على النوع والثقافة الجزائرية تقهقرت، رغم الزخم الذي نراه، والإبداع الجزائري ليس في أفضل حالاته والمبدع في الجزائر يعاني كثيرا، بدليل أن المبدعين صاروا يبحثون عن فرص خارج الجزائر ويتهافتون على الهجرة ويعتبرونها خطوة أساسية لنجاح أي مبدع، والأرقام تثبت كلامي، للأسف، الجزائر تفقد مبدعيها الواحد تلو الآخر وتخسر المثير، وهي للأسف، تزخر بالكثير من الطاقات الإبداعية والثقافية التي مازالت تبحث عمن يقودها إلى بر الأمان ويساعدها على البروز، والمبدع الآن، كما حدثتكم، يواجه في طريقه العديد من العراقيل سواء المادية أو غيرها، وهذا ما دفع بالكثيرين إلى اعتزال الإبداع، وعلينا أن نتعاون جميعا للقضاء على هذه الصعاب والارتقاء بالثقافة والإبداع، فالثقافة عصب الدول وقد أضحت صناعة حقيقية في الدول المتطورة والحديثة. ورغم ذلك مازلت متفائلا لأن هناك جيلا جديدا من المبدعين ينبئ بثورة إبداعية قريبة في الجزائر، وهناك كوكبة من الشعراء والكتاب والمبدعين الشباب تبعث على التفاؤل، وكل ما أتمناه هو أن يعود إلى الجزائر بريقها الثقافي في أقرب وقت.. ❊ ما هي طموحاتك وما هدفك من الكتابة؟ ❊❊ طموحاتي واسعة ومتنوعة، أريد أن أصبح كاتبا معروفا وشاعرا كبيرا، كما أن لي طموحات سياسية، فأنا شخص مهموم بوطني وأعشقه حتى النخاع وأريد أن أخدمه وأرتقي به، وهدفي من الكتابة هو نشر الثقافة في المجتمع وتوعية الشباب الجزائر وخدمته، لأن الشباب هو مستقبل الجزائر ومناط طموحاتها وآمالها، كما أريد أن أوصل أفكاري وأصون أمانة الشهداء والمجاهدين وأحمي الشباب من الأفكار الهدامة والعادات الدخيلة... ❊ كلمة أخيرة. ❊❊ أتمنى مستقبلا زاهرا للإبداع الجزائري والثقافة الجزائرية، وأخاطب من منبركم هذا، شباب الجزائر وأوصيهم خيرا بها، وأحثهم على تأدية واجباتهم والحفاط على أمانة الشهداء، كما أدعو الكل إلى الاهتمام بالثقافة وإعادتها إلى مكانتها الحقيقية كجزء لا يتجزأ من يوميات حياتنا. وفي الأخير، أشكر جريدة "المساء" التي شرفتني بهذا الحوار وأحيي كل طاقمها، كما أشكر اهتمامكم بالمثقفين والمبدعين الجزائريين.