توضيحا منه لأسباب وأهداف "مجلة الكاتب التي تصدر عن اتحاد الكتاب الجزائريين، يقول صاحب افتتاحية ثالث عدد لها عمر بوشموخة، أنه ومنذ صدور العدد الأول من "الكاتب" كان الهاجس المطروح هو كيفية وضع مجلة أمام القارئ تستجيب لحاجياته الفكرية والإبداعية أمام التعطش الثقافي و الفراغ الفكري، وكان هذا الهاجس يستمد شرعيته من الخوف من العجز عن تحقيق الطموح الذي يستبد بكل محب غيور على أهمية ازدهار الثقافة ورقي الفكر، و أكد صاحب افتتاحية المجلة ، أن الحاجة إلى مجلة أدبية تلم شمل الأدباء، وتلتئم، على صفحاتها أفكار و نصوص الإبداع تنبع من ضرورة إعادة الاعتبار للكلمة و الحرف و النص الشعري، و المتن الروائي، و المقالة الأدبية والنقدية ولكل القيم الفنية و الجمالية التي ينشدها حامل القلم من شرف واستحقاق، إيمانا بأن الدعوة إلى رد الاعتبار للنص الأدبي الجزائري يصب في هدف محدد يتعلق بضرورة الاعتراف لا بالدور الثوري و الريادي الذي قام به الكاتب، و المثقف، مشيرا إلى أن المقصود بالحاجة إلى المجلة الأدبية هو محاولة إيجاد مجلة ورقية تعبر عن روح الأدب، وتعيد القطار إلى سكته الصحيحة، بالمعنى الذي يجعل من هذه المجلة لا تكتفي بنشر قصيدة جميلة، أو قصة رائعة، أومقالة أدبية مؤثرة فقط، ولكن بالمعنى الذي يجعل منها تصنع الشاعر و يتخرج منها القاص، مستدلا بالدور الذي لعبته العديد من المجلات في صنع الأدباء والمبدعين،و اكتشاف المواهب، على غرار مجلة "آمال" الجزائرية، "الآداب" البيروتية، "الفكر" التونسية، "الموقف الأدبي" السورية. ، حملت بين طياتها أهم المواضيع المتعلقة بشتى مجالات الفكر و الإبداع، ففيما يتعلق بالدراسات فقد تم التطرق إلى موضوع أدب الطفل في سورية، والبحث في جذور الفن التشكيلي الجزائري، كما وقعت الدراسة على دلالة الشخصيات في رواية المملكة الرابعة للأزهر عطية، حيث اختير نموذجا للدراسة تظهر فيه رمزية الشخصيات بجلاء، حيث غاص الدكتور عبد الحق منصور بوناب بعد تلخيصه للرواية في مفهوم الشخصية الروائية ، و كذا أنواع الشخصيات،ودلالتها في رواية المملكة الرابعة . هذا و قد دفع وضع الثقافة العربية وما تتعرض له من هدم وتشويش، الدكتور عمر بوشموخه، لتخصيص دراسته حول موضوع الغناء والموسيقى في مواكبة الثورات العربية. وفيما يخص مجال الإبداعات قدمت المجلة الصادرة في 192 صفحة مجموعة من القصائد الصادرة باللغتين العربية والفرنسية كقصيدة"سلاما أيتها الثورة" لأحمد عنتر مصطفى من مصر، وعن أوقات الطفولة يكتب "حسن خراط" قصيدته "مراعي الطفولة"، وعن السلام كتب " عبد القادر زنين" بالفرنسية قصيدته المعنونة ب"من أجل السلام"، وإلى جانب هذا حملت المجلة في شقها الإبداعي دائما مجموعة من القصص القصيرة، على غرار قصة"الرأس والمرآة" للأردني "جعفر العقيلي"، "أرض الحب" لزهرة أنيس، "وضاعت في الطريق" للكاتب"اليمين أمير"، و في صفحتين دوّن "عيساني محمد الطاهر" قصته"الملامح المبهمة". وفي حديث طويل وشيق، حاورت المجلة الشاعر محمد بن رقطان الذي اعتبر أن فترة السبعينات تمثل قمة الازدهار الثقافي، وبإسهاب تحدث الشاعر عن الظروف والأوضاع التي نشأ ودرس فيها، ودور زاوية الشيخ الحفناوي بديار في التربية والتعليم، ليواصل حديثه بعدها عن سيرته النضالية،ثم عن السيرة التربوية انطلاقا من تجربته في ميدان التعليم ليختتم حديثه بالتطرق إلى مسيرته الأدبية بداياته، مواقفه من تجربة القصيدة الحرة في الجزائر، ومن قصيدة النثر رأيه حول الكتابات الشعرية الجديدة، وحول أفاق الثقافة في الجزائر. تختتم المجلة صفحاتها بالتفاتها نحو فنان روسيكادا أحد أهم مبدعي فن المنمنمات، الأستاذ أحمد بخليلي المولود بعد الاستقلال بسكيكدة، وهو أحد طلبة الفنون الجميلة بقسنطينة والجزائر. مليكة. ب