يتحدث السيد رابح العرباوي رئيس الجمعية الخيرية "كافل اليتيم" الوطنية في هذا الحوار، عما حققته الجمعية على مستوى الوطن فيما يخص التكفل ورعاية هذه الفئة التي استضعفها فقدان الأب، ويعرج بحديثه على قضية اختطاف الأطفال، الظاهرة التي استفحلت في المجتمع بصورة تنغص راحة الأولياء باعتبارها دخيلة ويعجز الفرد عن التعامل معها. ❊ ما هي المهام الأساسية التي تسطرها جمعية "كافل اليتيم"؟ — من مهامها الخيرية التنموية، كفالة اليتامى والأسر الضعيفة بكفالة مادية تقدم في كل مناسبة حتى يستطيع اليتيم الخروج ولو قليلا من الأزمة النفسية التي يعيشها، بسبب فقدانه والده الذي يمثل الجدار الواقي له، كما تقدم لليتامى برنامجا تربويا وتعليميا وثقافيا وترفيهيا خصصت له الجمعية مشروعا خاصا سمته بالمشروع التربوي التعليمي والثقافي، ناهيك عن المشاريع الترفيهية والرحلات والمخيمات، فضلا على التكفل بالأرملة بإدراجها ضمن الصفوف التكوينية في مراكز التمهين حتى يسهل عليها الانخراط في عالم الشغل وخلق لها مصدر تسترزق منه. ❊ هل نشاطات الجمعية مناسباتية أم تتم على مدار السنة؟ — تعمل الجمعية بمبدأين؛ الأول امتثالا لأقوال الرسول الكريم، فضلا عن جانب الإنسانية الذي يدفعنا إلى العمل جاهدين لمساعدة اليتامى عبر الوطن في مختلف المجالات وفي جل الأوقات، حيث نحرص من خلال جملة النشاطات التي نقوم بها على التكفل الاجتماعي بهم، ويكون بمد يد المساعدة من خلال الدعم الغذائي لهم، حيث تخصص الجمعية قفة شهرية للأرامل، تحوي على جميع المواد الغذائية، مع توفير الألبسة في الأعياد ومختلف المناسبات، وتوفير الأدوات المدرسية في بداية كل موسم دراسي، كما نقوم كذلك خلال الشهر الفضيل بتوزيع قفة رمضان ومختلف المساعدات، كما نقوم في الشتاء بتوزيع الملابس الشتوية والأغطية على اليتامى، إضافة إلى التكفل الصحي من خلال توفير الرعاية الطبية بمساعدتهم على إجراء الفحوصات الطبية.. ❊ ما هو وضع اليتيم في مجتمعنا وكم نحصي من يتيم في الجزائر؟ — اليتامى شريحة هشة، ومن كل الآفات الاجتماعية، لاسيما أن بعض الأرامل يعانين من انحراف أطفالهن بدخولهم المؤسسات العقابية بسبب غياب الأب الذي يمثل المرشد والراعي والمساند للطفل وغيابه يؤدي إلى ضعف وحساسة الطفل وسهولة التأثير عليه. ونحصي اليوم ما يزيد عن مليون ومئة ألف يتيم، وهذا الرقم مرشح للارتفاع يوميا، بل كل ساعة.. ❊ كيف تتعامل الجمعية مع اليتامى المراهقين؟ — في الحقيقة، نتلقى مشاكل عديدة من قبلهم، بسبب الشخصية العدوانية التي يتميز بها بعضهم والتي سببها التهميش الأسري الذي يعيشون فيه، مما يضعنا أمام مشاكل مستمرة، خاصة خلال الخرجات الميدانية الترفيهية، حتى أن بعضهم يشعر بالملل وينعزل عن البقية، في حين يسبب البعض الآخر مشاكل دون سبب، الوضع الذي يفرض معاملتهم معاملة خاصة مع طمأنتهم بأن سلوكهم مفهوم، مما يستلزم حضور الجلسات النفسية التي نسعى من خلالها إلى التخلص من هذه العقد. ❊ عشنا مؤخرا على وقع قضايا اختطافات للأطفال، ما تعليقك على هذه الظاهرة؟ — إنه لفعل غير إنساني، وينافي كل أخلاق ديننا الحنيف، ولا يتقبله أي بشر، كما أنه دخيل على مجتمعنا، وأعتبره كارثة مجتمعية، ففي وقت مضى كنا نرى هذا النوع من الحوادث فقط في أفلام "الأكشن"، وكانت بالنسبة لنا ضربا من الخيال، لم نتوقع أن تصل في يوم من الأيام إلى أرضنا، واليوم آن الأوان لتتكاثف جهود كل أفراد المجتمع الذي يتمتع بضمير حي بهدف التصدي لهذه الظاهرة من خلال اليقظة والحرص على أبنائنا، حتى إن لم يكونوا من أصلابنا مثلا أبناء الحي وغيرهم، فقد استفحلت هذه الظاهرة إلى درجة باتت تنغص حياة الأسر وتحرمهم الراحة عند خروج أطفالهم، ليبقى هاجس الاختطاف يحدق بهم في كل مرة، ومن المؤسف فعلا أن تصفية الحسابات غدت بشعة ولإنسانية بطلب الفدية وتهديد الوالدين بأذية الصبي المختطف.