مازالت لعنة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة تلاحق حكومة الوزير الأول الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، بعد أن عادت قضية العسكريين الإسرائيليين اللذين يجهل مصيرهما منذ جويلية 2014. فبعد عام ونصف لم تتمكن حكومة الاحتلال من مواصلة التكتم على هذه القضية بعد أن خرجت والدة أحد العسكريين مناشدة حركة المقاومة الإسلامية إرجاع جثة ابنها لإقامة مراسم العزاء ودفنه أو إطلاق سراحه أن كان على قيد الحياة. وكانت حكومة الاحتلال نفت بشكل قطعي وقوع عساكر قواتها أسرى لدى المقاومة الفلسطينية رغم أن تسريبات أكدت أسر ضابط وضابط صف من طرف وحدة خاصة تابعة لكتائب عز الدين القسام في عمليات تسلل نفذتها وراء السياج الأمني بين قطاع غزة والكيان المحتل مستغلة أنفاقا سرية أقامتها وراء الخطوط الأمامية للجيش الإسرائيلي. ولكن نتانياهو وجد نفسه مرغما على الاعتراف بمقتل الملازم الأول غولدن حدار والرقيب اورون شوول وأنه لم يتمكن من استعادة جثتيهما. ولكن تسريبات أكدت أن الرقيب اورون شوول ربما يكون مازال على قيد الحياة بعد أن تلقت أسرته رسالة ناشدهم من خلالها العمل على تحريره. وهو الاحتمال الذي نفاه جهاز المخابرات الإسرائيلية بعد ان شكك في صدقية الرسالة وقال إنها مفبركة دون أن يمنع ذلك عائلته التي التزمت الصمت منذ اختفائه من توجيه نداء مباشر باتجاه حركة "حماس" لمدها بمزيد من المعلومات حول مصير ابنها. وفي زخم الضجة التي أحدثتها رسالة والدة الرقيب الإسرائيلي، أكد محمود الزهار، العضو القيادي في حركة المقاومة الإسلامية، أنه هذه الأخيرة ترفض الرد على هذا الالتماس ولن يتحدث في هذه القضية ما لم تقم إسرائيل بإطلاق آخر دفعة من الأسرى الفلسطينيين التي تمت ضمن صفقة إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط سنة 2011 بعد ست سنوات من الأسر وكذا الفلسطينيين الذين تم اعتقالهم تباعا بعد ذلك أو الأسرى الذين أفرج عنهم ثم أعيد اعتقالهم مرة ثانية. يذكر إن إسرائيل وبعد مفاوضات عسيرة عبر الوسيط المصري قبلت بإطلاق سراح 1027 أسير فلسطيني ولكنها نكثت العهد وأبقت على المئات منهم رهن الاعتقال. وإذا كانت حركة حماس أبقت على الغموض قائما حول مصير العسكريين إلا أنها لم تؤكد ولم تنف وجود جثتيهما بين أيديها إلا أن محمود الزهار أكد إن حماس لن تتفاوض حول صفقة جديدة لإطلاق سراح الأسيرين أو تسليم جثتيهما ما لم تنفذ إسرائيل الشرط المذكور. وأضاف الزهار في تجمع شعبي بمدينة غزة بمناسبة الذكرى الثامنة والعشرين لتأسيس حركة المقاومة الإسلامية حماس أن كل مفاوضات لتبادل الأسرى يتم وفق الشروط التي تضعها الحركة.