تحولت العاصمة المصرية القاهرة أمس إلى محج لمسؤولين فلسطينيين واسرائيليين في محاولة لمعرفة آخر المواقف بخصوص عرض الهدنة الذي تقدمت به فصائل المقاومة في قطاع غزة. وفي نفس الوقت الذي وصل فيه وزير الدفاع الاسرائيلي إيهود باراك إلى القاهرة للقاء الرئيس حسني مبارك وصل وفد عن حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إلى مصير للقاء مسؤولين مصريين لذات الغرض وعلى رأسهم المدير المخابرات المصرية عمر سليمان. وتقوم السلطات المصرية منذ مدة بمساعي وساطة وتحركات حثيثة بين الفصائل الفلسطينية وإدارة الإحتلال الاسرائيلي في محاولة لإيجاد أرضية "توافقية" بين الطرفين تلتزم من خلاله اسرائيل بوقف عملياتها العسكرية واعتداءاتها على القطاع مقابل توقف فصائل المقاومة عن إطلاق صواريخها على المستوطنات اليهودية. ويبدو من خلال آخر التطورات أن الطرف المصري وجد صعوبات كبيرة في تحقيق تقدم في هذا الاتجاه بسبب الهوة القائمة بين عرض المقاومة والشروط التعجيزية لإدارة الإحتلال. واصطدم مدير جهاز المخابرات المصرية عمر سليمان بشروط اسرائيل التي أقحمت مسألة إطلاق سراح الجندي جلعاد شاليط الأسير لدى حركة حماس، كشرط أساسي قبل الحديث عن أية تسوية أمنية في قطاع غزة. ورفضت حركة المقاومة الفلسطينية مثل هذا الشرط وأكدت أن مصير الجندي الأسير لديها منذ نهاية جوان 2006 لاعلاقة له بمسألة الهدنة. وقال وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك لدى مشاركته أننا اليوم منشغلون بمصير جلعاد شاليط وفي مسألة الالتزام بضمان حماية مواطنينا في عسقلان ومدن جنوب اسرائيل" المتاخمة لحدود جنوب قطاع غزة. وأدلى باراك بهذا التصريح قبل لقاء جمعه بالرئيس المصري حسني مبارك وبحضور مدير المخابرات عمر سليمان وكتبت صحيفة هآريتس الاسرائيلية أن ايهود باراك يكون أبدى استعادادات لقبول مقترح وقف إطلاق النار دون أن يعلن ذلك بصفة رسمية. وترفض فصائل المقاومة الإسلامية الشروط الاسرائيلية وخاصة مسألة ربط إطلاق سراح الجندي الاسرائيلية واعتبرت ذلك بمثابة شروط تعجيزية ومحاولة لافشال المساعي المصرية. وكانت حركة حماس اشترطت مقابل إطلاق سراح جلعاد شاليط تعهدا من إدارة الإحتلال بالافراج عن 450 أسير فلسطيني تقوم هي بوضع قائمتهم الإسمية وليس إدارة الإحتلال كما كانت تفعل في كل مرة. وتعمدت إدارة الإحتلال في كل المرات التي أطلقت فيها أسرى فلسطينيين إستثناء الأسرى المنتمين إلى حركة حماس وضبط تلك القوائم بأسماء المنتمين الى حركة فتح. وفي ظل تنافر مواقف الطرفين وصل وفد عن حركة المقاومة الفلسطينية أمس الى القاهرة برئاسة موسى أبو مرزوق الرقم الثاني في مكتبها السياسي. ومحمود الزهار وخليل الحيا وجمال أبو هاشم ويلتقي أعضاء الوفد صباح اليوم بمدير المخابرات المصرية لمعرفة الرد الإسرائيلي على مقترح الهدنة.