لم يتمكن آلاف السياح (الأجانب على الخصوص) من دخول أبواب عاصمة السياحة الصحراوية تمنراست. وضع بات يشكل هاجسا حقيقيا للسياح ومبعث قلق متزايد لأكثر من 65 وكالة سياحية جنوبية بعاصمة الأهقار ولأكثر من 4000 عائلة تعيش مباشرة على مداخيل السياح في مثل هذا الفصل والوقت بالذات. أكثر من ذلك أن لا أحد يملك جوابا عمّن أغلق أبواب السياحة بتمنراست، لأن مصدر التوضيح يظل مجهولا ومتواصلا منذ خمس سنوات رغم أن الوزير عمار غول كان قد وعد في شهر أكتوبر الماضي بإيجاد الجواب والحل. الوكالات السياحية قررت أخيرا رفع نداء عاجل إلى رئيس الجمهورية وإلى الوزير الأول تستعجل الحل، حتى لا يضيع موسم الهجرة إلى تمنراست ويفوّت مداخيل ينتظرها الجميع في الاقتصاد البديل، لاسيما والاحتفالات بنهاية السنة بدأت مبكرا. يؤكد نائب رئيس جمعية الوكالات السياحية بتمنراست، السيد محمد صالح في حديث خاص ب"المساء" أن الوضع أصبح مثيرا للغرابة خاصة في مثل هذا الظرف الذي تمر فيه بلادنا من تراجع مداخيل البترول ودعوات المسؤولين للاعتماد على قطاعات أخرى لخلق الثروة، وهو ما يتناقض بشكل تام مع ما هو حاصل بمنطقة تمنراست التي تفتح ذراعيها للسياح المحليين والأجانب الذين افتقدتهم خلال الأعوام الخمسة الأخيرة لأسباب يقول عنها المتحدث أنها مجهولة.رغم الإقبال المعتبر للسياح المحليين على المنطقة، إلا أن الأمر لا يكفي على اعتبار أن تمنراست لها سمعة عالمية والطلب عليها يأتي أولا من خارج الوطن، خاصة بعد تصنيفها عاصمة عالمية للسياحة الصحراوية من قبل المنظمة العالمية للسياحة، الأمر الذي أكسبها سمعة وشعبية لدى الأجانب وخاصة الأوروبيين منهم الذين انقطعوا عن المنطقة منذ 2010، الأمر الذي تسبب في انقطاع مداخيل مباشرة لأزيد من 4000 عائلة كانت تنشط في المجال. وبلغة الأرقام، يؤكد المتحدث أن ما يزيد عن 250 ألف سائح أجنبي لم يتمكنوا من دخول تمنراست منذ 2010، وهو ما انجر عنه حرمان خزينة الدولة من مداخيل بالعملة الصعبة تقدر بملايين اليورو، مضيفا أن وزير القطاع كان قد وعد بحل المشكل مطلع أكتوبر الماضي خلال زيارة الوزير عمار غول إلى المنطقة والتي كانت فرصة للمتعاملين السياحيين لرفع انشغالاتهم المتمثلة خصوصا في فتح المناطق السياحية المغلقة وتسهيل منح التأشيرة للراغبين في زيارتها.تجدر الإشارة في الأخير إلى أن تمنراست تتوفر على 1800 سرير و 65 وكالة سياحبة. بقي أن نذكر ما قدّمته بعض المصادر للمساء بشأن هذا "النداء" بأن الأمر يتعلق أساسا بالأوضاع في المناطق المتاخمة لحدودنا الجنوبية، أي الأوضاع الأمنية التي تتطلب أكثر يقظة وتشدّدا لأن حياة البشر قبل الدينار وهي بالتأكيد أوضاع وظروف عابرة.