على بعد 10 أيام من حلول السنة الجديدة وفي خضم التحضيرات التي باشرتها السلطات المحلية بالولايات الجنوبية لاستقبال السياح الجزائريين والأجانب الذين يرغبون في الاحتفال برأس السنة الميلادية وسط رمال الصحراء الجزائرية، لاتزال منطقة تمنراست التي تشهد إقبالا منقطع النظير في كل مناسبة مماثلة مغلقة أمام السياح، إذ لم يتم تهيئة مسالكها السياحية بعد وحتى الأسكرام لا يبدو أنها مستعدة لإحياء احتفاليات نهاية السنة. حسب ما كشفه مصدر عليم ل”الفجر”، فقد تم استثناء عاصمة الهڤار ”تمنراست” والتي تعد واحدة من أهم المدن السياحية في الجزائر من استقبال السياح هذا العام، ما ينذر بموسم سياحي صحراوي ”فاشل” بكل المقاييس. ورجح مصدرنا أن يكون مشكل ”الأمن” وتوتر المنطقة الحدودية سببا في قرار منع السياح من ارتياد تمنراست، نظرا لموقعها الحدودي مع مالي والنيجر. وقد سبق أن توقعت منظمة السياحة الدولية التابعة لهيئة الأممالمتحدة أن يتراجع عدد السياح الأجانب المتوافدين على الجزائر خلال الموسم السياحي الصحراوي الجاري، بسبب تخوفات من انتشار فيروس ”إيبولا”، بالرغم من أن الحكومة اتخذت كافة الإجراءات لحماية حدودها من دخول العدوى. وكشفت آخر إحصاءات مقياس السياحة العالمي الصادر عن منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، ارتفاع عدد السياح الأجانب إلى منطقة شمال إفريقيا بنسبة 4 بالمائة خلال سنة 2014، فيما حذر التقرير من إمكانية أن يؤثر انتشار إيبولا بشكلٍ سلبي على حركة السياحة إلى الإقليم، خاصة خلال موسم السياحة الصحراوية، بسبب المعتقدات الخاطئة بشأن انتقال الفيروس، حسب ذات التقرير. وفي هذا الصدد، قال الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية، طالب الرفاعي، ”يتمّ حاليا التركيز بشكل أساسي على اتخاذ ودعم الخطوات المطلوبة من أجل احتواء الفيروس. ولكن، علينا أن نتأكد أيضا من عدم إلحاق المعتقدات الخاطئة الضرر بالاقتصاد الإفريقي، وخصوصا على قطاع السفر والسياحة، الذي يعد قطاعا مركزيا وحيويا في كثيرٍ من البلدان”. لمياء حرزلاوي
جريبي ل”الفجر”: ”تفاجأنا بغلق المنطقة ومدير السياحة للولاية لا يرد على اتصالاتنا” ردا على استفسار ”الفجر” في هذا الشأن، ردّ رئيس نقابة الوكالات السياحية والأسفار، بشير جريبي، أن تحضيرات استقبال السياح من الجزائريين والأجانب تجري بصفة عادية وعلى قدم وساق بالصحراء الجزائرية، على غرار منطقة إليزي التي تمت تهيئتها وتأهيل مسالكها لاستقطاب الزوار، غير أن هذا الأخير تفاجأ بغلق منطقة تمنراست وعدم تهيئتها، مؤكدا أن هيئته عملت جاهدة للاتصال بمدير السياحة للولاية لتلقي رد شاف، لكن هذا الأخير لا يرد بتاتا ويلمع ”بغيابه”، يضيف جريبي”.