ينظّم مخبر الخطاب التواصلي الجزائري الحديث التابع للمركز الجامعي "بلحاج بوشعيب" لعين تيموشنت، الملتقى الوطني الثاني حول "الخطاب الديني، آلياته اللسانية وأسسه المعرفية"، يومي 26 و27 جانفي المقبل. وجاء في ديباجة الملتقى أنّه سيتمّ في هذه الفعاليات، مساءلة الخطاب الديني عبر حقبه المتوالية، وتأسيسه على لغة غير لغته؛ أي تأسيسه على الهامش التأويلي الذي غدا يتمرّد على خطاب النص، بل ويناقضه وينافحه. ومردّ ذلك كلّه إلى تلك المدوّنة اللسانية التي كان العدول فيها بين الدال ومدلوله شاسعا وواسعا؛ مما جعل مساحة القراءة تتسع، وتتحوّل إلى مجال خصب للتأويل. وأضاف بيان الملتقى أنّ الحمولة اللغوية التي يحفل بها الخطاب الديني بصفته مدوّنة لسانية في البدء، يفرض على الباحثين تأمّل اللغة وإحالاتها التداولية، فمنطق التفاعل "الإقناعي" و«الحجاجي" بين المتخاطبين في هذا الخطاب، يُلزمنا بدراسة بنياته المهمة (اللسانية - البلاغية - السيميائية)، فتواصلية الخطاب الديني جعلته حافلا حدّ التميّز بطاقات تداولية لم يحفل بها أيّ خطاب. وجاء أيضا في البيان أنّ مضمار "التثاقف" يفرض علينا اليوم أن نتأمّل وبعلمية بِنيةَ الخطاب الديني وأنساقه المكوّنة ودلالاته، وإحالاته المعرفية؛ لأنّه شُحن في عصرنا الحالي بحمولات مختلفة في ظلّ إكراهات العولمة وظروف الإعلام الجديد، وتطوّر الثقافة، وتدفّق المعلومة الدينية من كلّ حدب وصوب؛ الأمر الذي شتّت الإدراك الإيجابي للخطاب الديني والوعي بمختلف حمولاته. وأضاف البيان أنّه ضمن النظر العلمي لعلوم الخطاب المتعدّدة وانطلاقا مما يثار حول الخطابات الدينية المتناطحة في عصرنا الحالي، يكون لزاما على الباحثين الاهتمام بالبنية اللغوية للخطاب الديني وسياقاتها الحاضنة، فهذا الخطاب قبل كلّ شيء خطاب لغة وبلاغة وسرود نوعية تهدف إلى تحقيق هدف معيَّن ذي فروع دينية بحتة، سياسية، اجتماعية وإعلامية. كما إنّ هذا الخطاب بحمولاته المختلفة ينطوي على غيرية مفتوحة، تجعله عرضة لتأويلات متناقضة. أما عن أهداف الملتقى فتتلخص في توصيف لأزمة الفهم اللساني للخطاب الديني، والخطاب الديني والبنية المعرفية، وأيضا الكشف عن قصور بعض المناهج المعاصرة في فهم الخطاب الديني، والخطاب الديني وأبعاده التداولية التي تتحكّم فيها بنيات العصر المعرفية العامة. وسيتطرق المشاركون في هذا الملتقى إلى عدة محاور، وهي "الخطاب الديني، التاريخ والقراءة"، "الآليات اللسانية للخطاب الديني"، "الأبعاد التداولية في الخطاب الديني"، "بين خطاب النص وخطاب الهامش"، و«أزمة الخطاب الديني المعاصر". للإشارة، حُدّد تاريخ آخر أجل لقبول الملخصات في الفاتح من جانفي القادم. أمّا عن تاريخ قبول المداخلات فسيكون يوم 15من نفس الشهر؛ حيث ترسَل بالبريد الإلكتروني على عنوان المركز الجامعي لعين تموشنت.