أعلن الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني أمس، عن ريادة حزبه في الغرفة العليا للبرلمان ب 45 عضوا من ضمن ال 96 عضوا المنتمين لثلثي أعضاء الهيئة المنتخَبين، كاشفا عن استرجاع الأفالان أعضاءه الثلاثة الذين تمردوا وترشحوا كأحرار في انتخابات التجديد النصفي لأعضاء المجلس في 29 ديسمبر المنصرم، بكل من قسنطينة وتبسة وأم البواقي، فضلا عن التحاق السيناتور المرشح عن حزب الفجر الجديد، بمستغانم، وسيناتور آخر انتُخب في 2012 عن حزب عهد 54. أكد سعداني في ندوة صحفية نشّطها أمس بمقر الحزب بحيدرة، أن العملية الانتخابية ليوم 29 ديسمبر 2015، جاءت لتعزّز ريادة حزب جبهة التحرير الوطني "الذي يترأسه منذ المؤتمر العاشر، رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة". وذكّر، في هذا الصدد، بأن الأفالان يسجل حضوره القوي داخل الحكومة بما لا يقل عن 14 حقيبة وزارية "ووزير أول من صفوفه"، فضلا عن امتلاكه أغلبية نسبية تقارب المطلقة، ب215 نائبا داخل الغرفة الأولى للبرلمان، ومن ضمنها رئاستها طيلة العهدات التشريعية الخامسة والسادسة والسابعة، والأغلبية داخل المجالس الشعبية الولائية والبلدية، مشيرا إلى أن الحزب تحصّل في اقتراع التجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة، على أغلبية جديدة داخل هذه الغرفة البرلمانية العليا. سعداني الذي بدا وكأنه يوجّه رسالة إلى الرأي العام عبر وسائل الإعلام التي حضرت الندوة الصحفية، قال بأن حزب جبهة التحرير الوطني كفيل بقيادة الحكومة، بالاستناد إلى أحكام المشروع التمهيدي لمراجعة الدستور، الذي تم الكشف عن فحواه أول أمس من قبل وزير الدولة مدير الديوان برئاسة الجمهورية أحمد أويحيى، ولا سيما منها المادة 77، التي تنص في فقرتها الخامسة، على أن رئيس الجمهورية يعيّن الوزير الأول بعد استشارة الأغلبية البرلمانية، عرض حصيلة انتخابات التجديد النصفي لمجلس الأمة، والتي كان المجلس الدستوري قد أعلن نتائجها سابقا، مؤكدا حصول الأفالان على أغلبية المقاعد ب 23 مقعدا، وهي النتائج التي سعى الأمين العام للحزب العتيد ل "تعديلها" من خلال إضافة 4 مقاعد أخرى إلى رصيده، حاز عليها المتمردون الثلاث على الحزب الذين فازوا في هذه الانتخابات بصفتهم مترشحين أحرارا قبل إعلان عودتهم إلى أحضان الحزب. أما المقعد الرابع الذي يعود اليوم إلى الأفالان، حسب مسؤوله الأول، فهو المقعد الذي تحصّل عليه المترشح عن حزب الفجر الجديد بمستغانم نور الدين بلطرش، والذي يكون، حسب سعداني، قد التحق بالحزب العتيد، ومع انضمام عضو آخر، هو توافشية زبير، الذي كان في مجلس الأمة ممثلا لولاية سوق أهراس بلون حزب عهد 54 إلى صفوف الأفالان، يصل الحصاد الجديد لحزب جبهة التحرير الوطني إلى 28 عضوا جديدا يلتحقون بال17 عضوا المنتمين للحزب في الغرفة البرلمانية العليا، ليرتفع رصيد الجبهة بذلك إلى 45 عضوا؛ ما يمثل 85 بالمائة من إجمالي عدد أعضاء مجلس الأمة المنتخبين. وإذ لفت الأمين العام للأفالان إلى أن الجبهة التي حرصت على تقديم مرشح عن كل ولاية من ولايات الوطن وتحاشت التحالفات التي تُعتبر، حسبه، "ضد الطبيعة"، استطاعت هذه المرة الفوز في بعض الولايات التي لم يسعفها الحظ سابقا في كسب مقاعدها، على غرار تلمسان والمسيلة، أكد أن الهدف الذي حددته الهيئات المسيّرة للحزب، للعملية الانتخابية الخاصة بمجلس الأمة، هو تعزيز مكانة الحزب كأول قوة سياسية في البلاد، وذلك بالفوز بعدد أكبر من المقاعد مقارنة بالتشكيلات ال29 الأخرى التي دخلت غمار هذه المنافسة الانتخابية. وبخصوص المترشحين الذين تمردوا على تعليمة قيادة الحزب وترشحوا خارج إطاره الحزبي، أشار سعداني إلى أن هناك 13 متمردا، منهم 3 فازوا في انتخابات مجلس الأمة و10 لم يفوزوا، مضيفا أن بالنسبة للثلاثة الفائزين سيتم النظر في وضعيتهم مع محافظيهم، فيما يعتبر الحزب ال10 الآخرين مقصيّين من صفوفه.