وقع المجمع الجزائري للصناعات المحلية "ديفانتوس" والشركتين التركيتين "أوزقون" و"فيفا" على بروتوكول شراكة في صناعة السكنات الجاهزة. ويراهن على هذا الاتفاق الذي تقدر تكلفته المالية في مرحلته الأولية ب 70 مليون دج، أن يضمن الصادرات الوطنية من منتجات الشاليهات والألياف الإسمنتية والغرف الصحراوية الجاهزة بنسبة 30 بالمائة. أشرفت على حفل التوقيع، الأمينة العامة لوزارة الصناعة والمناجم، ربيعة خرفي والقائم بالأعمال بالسفارة التركية بالجزائر، ايردم برباروس، بمقر وزارة الصناعة، حيث أكد الجانبان على الأهمية التي يكتسيها الاتفاق في تعزيز مسار الشراكة في إطار المنفعة المتبادلة. وفي هذا الإطار، أبرزت خرفي الأبعاد الإستراتيجية التي يحملها بروتوكول الشراكة الموقع في مجال العصرنة ونقل التكنولوجيا والمعرفة، بما يلبي احتياجات السوق الوطنية ومن ثم تقليص فاتورة الاستيراد، وأعطت في هذا الصدد مثالا بالغرف الصحراوية الجاهزة التي سيرتفع حجم إنتاجها من 2000 غرفة سنويا إلى 3000 شهريا، مستطردة بالقول إن هذه الديناميكية من شأنها أن تغطي الاحتياجات الوطنية بنسبة 70 بالمائة. الأمينة العامة للوزارة، ذكرت بالاهتمام الذي توليه الدولة لترقية السياسة الصناعية مع مختلف الشركاء، مستدلة في هذا السياق بالتطور الذي شهدته العلاقات الاقتصادية بين البلدين إثر الزيارات المتبادلة على أعلى مستوى لمسؤولي الدولتين، مثل الزيارة الأخيرة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الجزائر خلال العام الماضي والتي أعطت دفعا جديدا للشراكة على حد قولها. من جهته، أكد برباروس أن بلاده تراهن على تكثيف التعاون الاقتصادي مع الجزائر في شتى المجالات، مشيرا إلى أنه من بين الأهداف المتوخاة في مشروع الشراكة الحالي، تقوية الاستثمارات المباشرة في الجزائر، في حين أبدى ارتياحه لوتيرة التعاون ومناخ الاستثمار المتوفر في بلادنا. كما أوضح أن الشركات التركية تعتبر الجزائر قطبا استراتيجيا وتبدي استعدادها للتعاون مع نظيراتها الجزائرية في القطاعين العام والخاص وفق القوانين المحلية التي تشكل ضمانات قوية للمؤسسات التركية. المسؤول التركي تطرق إلى جملة المشاريع التي تستقطب رجال أعمال بلاده في الجزائر، والتي تتركز بالخصوص على النسيج والالكترونيك والبناء، إلى جانب نقل التكنولوجيا والمعرفة، مضيفا أن حجم الاستثمارات التركية ببلادنا تقدر حاليا ب2 مليار دولار، وينتظر أن ترتفع إلى 10 ملايير دولار خلال السنوات القادمة. بدوره، حدد رئيس "ديفانتوس"، مانع جمال شهر فيفري القادم موعدا للانطلاق في مشروع الشراكة، مشيرا إلى أن آجال الانجاز لن تتعدى ال24 شهرا، كما ذكّر في هذا الاطار بسمعة الشركتين التركيتين على المستوى العالمي. من جهة أخرى أوضح مانع أن 90 بالمائة من المواد الأولية المستعملة في مشروع الشراكة هي وطنية. رئيس المؤسسة التركية "أوزقون" أشار إلى أن شركته متواجدة بالجزائر منذ 11 عاما، مضيفا أن هذه الفترة سمحت بتحويل التجربة لنظيراتها الجزائرية. وأوضح أن مشاريع "أوزقون" مكنت خلال الفترة الحالية من تقليص 10 بالمائة من العمال الأجانب، مقابل توظيف 90 بالمائة من العمال الجزائريين. أما رئيس شركة "فيفا"، فأوضح أن طموحه يرتكز في إطار بروتوكول الشراكة الموقع أمس على تطوير المعارف التكنولوجية.