فرصة الجزائر للترويج لصورتها كوجهة للاستثمار أكد متعاملون اقتصاديون جزائريون، عرب وأجانب وخبراء بأن معرض الجزائر الدولي ال 47 الذي انطلق يوم الأربعاء في قصر المعارض بالصنوبر البحري ( العاصمة ) بمشاركة ما لا يقل عن 1000 مؤسسة وطنية وأجنبية تمثل نحو 40 دولة، يكتسي أهمية كبرى باعتبار أنه يمنح فرص كبيرة للجزائر للترويج لصورتها كوجهة هامة للاستثمار، فضلا عن كونه سيفسح المجال أمام المؤسسات الوطنية المشاركة، المقدر عددها بحوالي 450 مؤسسة للتعريف بمنتجاتها لدى المتعاملين و المؤسسات الأجنبية الحاضرة و أيضا لدراسة فرص الشراكة بين الطرفين بهدف إقامة مشاريع استثمارية في الجزائر، على أساس المصلحة المتبادلة " رابح – رابح " وكذا نقل المهارة والتكنولوجيا سيما مع المؤسسات القادمة من الولاياتالمتحدةالأمريكية - ضيف شرف هذه الطبعة - سيما وأن الحكومة تراهن على أهمية دعم أسس الشراكة الجزائرية-الأمريكية خاصة في مجالات الطاقة والصناعة والفلاحة والسياحة كما أكد عليه الوزير الأول عبد المالك سلال.ولمست النصر خلال تنقلها أمس بين مختلف أجنحة المعرض وحديثها إلى مختلف الفاعلين الاقتصاديين الأمريكيين والأوروبيين والأسياويين إلى جانب بعض المشاركين العرب إرادة كبرى لنسج شراكة «حقيقية» مع نظرائهم الجزائريين الذين يأملون في دعم اقتصاد بلدهم خاصة في الميادين التي من شانها ترقيته وتنويعه، سيما خلال المخطط الخماسي الحالي 2014 – 2019 الذي تريده السلطات العليا في البلاد وتراهن فيه – حسب ما جاء في برنامج الرئيس بوتفليقة للعهدة الجديدة - على جعله اقتصادا ناشئا، أكثر إنتاجية وأكثر تنافسية مع تحديد نسبة نمو قدرها 7 بالمائة سنويا مماثلة لنسبة نمو الدول الصاعدة هدفا لها، في إطار مقاربة تنموية مستدامة تقود إلى خلق الثروة ووضع حد للبطالة. يعتبرون الجزائر البلد الأكثر استقطابا بمنطقة إفريقيا و الشرق الأوسط الأمريكيون يسعون إلى توسيع الاستثمارات إلى خارج المحروقات تؤكد المشاركة النوعية الأمريكية في الطبعة 47 لمعرض الجزائر الدولي، بحوالي 80 مؤسسة تنشط في مجالات، الصناعة الصيدلانية والنقل والبناء والتكنولوجيا والفلاحة والاستشارات الأمنية والخدمات، وغيرها، نية المستثمرين والمتعاملين الاقتصاديين الأمريكيين توسيع دائرة استثماراتهم بالجزائر خارج قطاع المحروقات في إطار شراكة. وفي هذا الصدد أكد كل من ممثل عن الغرفة التجارية الأمريكية ومدير مركز الاستشارات الأمنية الأمريكية "آن بي سي سيكوريتي "ناصر بن زكري، ذي الأصل الجزائري مدى الاهتمام الذي يوليه الأمريكيون والشركات المختلطة الدولية، للتواجد في الجزائر والاستثمار في مختلف القطاعات سيما في مجال الصناعات الصيدلانية التي تشكل أولوية قصوى للكثير من المتعاملين. وفي هذا الصدد أكد إسماعيل شيخون رئيس مجلس الأعمال الجزائري الأمريكي، الذي يوجد مقره في واشنطن، للنصر أن الولاياتالمتحدة حريصة على إقامة علاقات اقتصادية في مختلف المجالات، مثل الأدوية ، الطاقة، التكنولوجيا مبرزا بأنه من المرتقب انعقاد صفقات اقتصادية في الطبعة الحالية لمعرض الجزائر، خاصة في مجال الأدوية بين شركات وطنية وخاصة، ما يمكن أن يفتح المجال للجزائر لتتحول من مجرد سوق لتصريف منتجات الأدوية إلى منتج للدواء، وقال أن هذه التظاهرة الاقتصادية التي تنتهي فعالياتها بعد غد الاثنين الموافق للثاني جوان الداخل تشهد تواجد حوالي 100 رجل أعمال، 30 بالمائة منهم من أصل جزائري بهدف التباحث والسعي لإقامة مشاريع شراكة ونقل التكنولوجيا وخبرتهم في الميدان وهو ما من شأنه أن يعطي ديناميكية أكثر للاقتصاد الجزائري وخلق الثروة ومناصب الشغل. وبخصوص حجم الاهتمام الذي توليه المؤسسات الأمريكية للسوق الجزائرية، أوضح رئيس مجلس الأعمال الجزائري - الأمريكي أن هؤلاء يعتبرون الجزائر البلد الأكثر استقطابا بمنطقة إفريقيا و الشرق الأوسط، وقال أن هذا الاهتمام الأمريكي للاستثمار في الجزائر يعود لحجم السوق وكذا للاستقرار السياسي الذي يتمتع به هذا البلد معتبرا بأن هذا الاهتمام جد إيجابي في الوقت الذي تباشر فيه الجزائر مخططها الخماسي الرابع. حضور مصري أردني تونسي بارز في المعرض يمثل مصر في هذا المعرض ما يقرب 30 شركة متوسطة وصغيرة تنشط في مختلف الصناعات الثقيلة والمتوسطة سيما في مجالي المناولة والتجهيز والنسيج وغيرها، بحثا عن موطئ قدم لها في السوق الجزائرية. وقال ممثل عن الهيئة العامة المصرية للمعارض والتصدير، انه يتم الاعتماد كثيرا على هذه الشركات كركيزة أساسية في الناتج القومي الإجمالي، لذلك فإن مشاركة مثل هذه الشركات في معرض الجزائر تعد إحدى طرق دعمها ومساندتها من أجل البحث عن أوسع نطاق لتسويق منتجاتها وإبرام عقود شراكة كما تشارك الهيئة العامة لتنشيط السياحة برفقة شركة مصر للطيران بشكل بارز في ذات الحدث الاقتصادي من أجل تقديم عروض لجذب السياح إلى مصر وذلك عن طريق تعريفهم بالأماكن السياحية المختلفة. كما تشارك المملكة الأردنية الهاشمية بدورها بحوالي 30 شركة تنشط على وجه الخصوص في مجلات المستحضرات الصيدلانية الإنشاءات، الرعاية الصحية والمنتجات الغذائية والمنسوجات وقطع الغيار والفلاحة ومستحضرات التجميل. و ألح ممثل الجناح الأردني خالد الصعوب ( ملحق تجاري ) على ضرورة تفعيل اللجنة المشتركة مع الجزائر، من أجل تسهيل التبادلات التجارية بين البلدين ودعا إلى استفادة الجزائر من الخبرة التي تتمتع بها بلاده في المجال الطبي ( بصفتها مصنفة في المرتبة الأولى عربيا والخامسة عالميا ) مبرزا التجربة التي يحظى بها المستشفى التخصصي في التكفل بالمرضى القادمين من مختلف البلدان بغرض العلاج و أبدى استعداد هذا المستشفى وكذا شركة المراعي الأردنية لإنتاج اللحوم للاستثمار في الجزائر فيما دعا المتعاملون الاقتصاديون الجزائريون إلى اقتحام الأسواق العربية أفضل من البحث عن الأسواق الأجنبية باعتبار أن المنتوجات الجزائرية ذات نوعية ومرحب بها وتشارك أيضا الجمهورية التونسية الشقيقة بحوالي 10 شركات متخصصة في النسيج والجلود والمواد الصحية والبلاستيك ومواد التنظيف والمواد المعطرة والصناعات التقليدية وحتى الحلويات إلى جانب مشاركة متميزة لإحدى الجامعات التونسية الخاصة. وبالجناح الخاص بدولة فرنسا بالمعرض ألح الوزير الأول على ضرورة تفعيل مختلف اتفاقيات التعاون المبرمة بين الجزائروفرنسا في سياق إطار الشراكة الموقع سنة 2012. وقال أن تجسيد هذه الاتفاقيات سيمكن لا محالة من إرساء شراكة إستراتيجية متوازنة بين فرنسا و الجزائر وستسمح بذلك للطرف الجزائري باكتساب الخبرة والمعرفة والتكنولوجيات الحديثة من خلال إقامة مشاريع متكاملة مبنية على المنفعة المشتركة. تميز تركي ما يلفت الانتباه في الجناح التركي الذي يتميز بمشاركة ما لا يقل عن 100 شركة ومؤسسة مختلفة الإحجام، هو نوعية وجودة المنتوجات المعروضة على غرار مشاركة مؤسسات تنشط في مجال البناء والآلات الصناعية والنسيج والألبسة الجاهزة والأحذية وإنتاج القوالب الذهبية .وقد التقينا في الجناح التركي الكبير الذي يتوسط المعرض مجموعة من العارضين من بينهم صليح ارغون ومارسيون يولو المتخصصين في الصناعات النسيجية الذين يشاركان للمرة الأولى في معرض الجزائر الدولي. وأعرب كلا العارضين عن سعادتهما بهذه المشاركة خاصة وأن الجزائر تعتبر –حسبها-سوقا كبيرا وهو نفس ما عبر عنه متخصص في صناعة الذهب. وتراوحت رغبة العارضين الأتراك بين راغبين في إبرام عقود تجارية مع تجار جملة جزائريين وبين رغبة البعض في تجسيد شراكة حقيقية ودعا الخبير التركي عمر تركي بهذا الصدد إلى ضرورة فتح الأبواب لكل الشركات التركية للاستثمار في الجزائر من أجل المساهمة في النهوض بالاقتصاد الجزائري وخلق الثروة وامتصاص البطالة. وخلال جولتنا داخل الجناح التركي التقينا أيضا عارض تركي آخر في صناعة الآلات الحديدية ومن خلال حديثنا إليه لمسنا مدى اهتمامه بسوق شمال إفريقيا بما فيها الجزائر حيث كانت له تجربة في مجال الشراكة مع مؤسسات جزائرية ولديه الرغبة في إقامة شراكات أخرى . الجناح الصيني "عش نحل "والحضور الأوروبي مقتصر على الشركاء التقليديين تعتبر الصين من بين أهم الدول المصدرة باتجاه الجزائر لذلك ظلت من أبرز المشاركين من القارة الأسيوية إلى جانب الفيتنام وماليزيا. وتشارك الصين في طبعة هذه السنة بعشرات الشركات المتخصصة في النسيج وقطع الغيار والطباعة والمواد الإلكترونية والكهربائية وأغلبها تبحث عن موزعين ووكلاء وتجار جملة لتوزيع منتجاتها، وأهم ما يميز الجناح الصيني انه شبيه بعش النحل الذي يستقطب العشرات من المتعاملين الجزائريين الباحثين عن إبرام صفقات تجارية مع الشركات الصينية. في نفس السياق، لوحظ اقتصار المشاركة الأوروبية هذه السنة على أهم شركاء الجزائر التجاريين ضمن دول الاتحاد الأوروبي، على رأسها فرنسا التي تشارك بأكبر وأهم الوفود بالعديد من المؤسسات المتخصصة في الأشغال العمومية والبناء وغيرها إلى جانب ألمانيا و البرتغال و بريطانيا و روسيا و بولونيا و جمهورية التشيك. 450 شركة جزائرية في الصالون تشارك في معرض الجزائر حوالي 450 مؤسسة وطنية بهدف إعطاء لمحة عن القدرات التي تتمتع بها العديد من القطاعات في الجزائر خاصة فيما يتعلق بالطاقة والكيمياء والصناعة البتروكيماوية والصناعات الغذائية والخدمات والصناعات الكهربائية والالكترونية والميكانيكية والحديد والصلب والتأثيث وكذا الأشغال العمومية. وإذا كان من شأن هذه التظاهرة الاقتصادية أن تمنح للمستثمرين الجزائريين الخبرة والاكتشاف خاصة فيما يتعلق بالمنتوجات التكنولوجية المتطورة لنظرائهم الأجانب فإن حضور العشرات من أصحاب المؤسسات يهدف إلى تقديم عروض ترويجية والتعريف بمنتوجاتهم للزبون بشكل مباشر نظرا لعدم قدرتها على منافسة المنتوج المستورد هذا ما اعترف لنا به بعض العارضين.