أكد وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي محمد الغازي، على ضرورة إنجاز عيادات جديدة لجراحة القلب الخاصة بالأطفال؛ قصد تدعيم عيادة بوسماعيل التي لم تعد قادرة على التكفل بكل المرضى من مختلف مناطق الوطن. وأشار الوزير إلى أن عيادة بوسماعيل التي زارها تستقبل مرضى من كل الولايات من فئة حديثي الولادة إلى 16 سنة الذين يعانون من تشوهات خلقية على مستوى القلب، مبرزا أن هذا الهيكل الصحي أضحى غير قادر على استيعاب العدد الهام من هذه الشريحة؛ ما يستوجب إنجاز عيادات أخرى. وأعلن الوزير، أول أمس من تيبازة، عن مباشرة مساع حثيثة من أجل إنجاز عيادتين مماثلتين؛ واحدة على مستوى الشرق وأخرى بغرب الوطن، موضحا أنه تم تقديم الاقتراح لإدارة الصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية للعمال الأجراء، والتي تدرس حاليا إمكانية تجسيد المشروع. وقال الغازي: "إذا تمكنا خلال الخماسي الجاري ووفق الإمكانيات المتوفرة من فتح هاتين المنشأتين الصحيتين وتجهيزهما بالمعدات الطبية اللازمة، فسيتم بذلك تخفيف الضغط عن عيادة بواسماعيل، وتجنيب العائلات، من مختلف ربوع الوطن، مشقة التنقل إليها". كما من شأن إنجاز هذه الهياكل الصحية - حسبه - التخفيف من فاتورة تحويل المرضى للعلاج خارج الوطن، التي تكلّف الدولة مبالغ باهظة. وتفقّد الوزير، بالمناسبة، رفقة المدير العام للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي جواد بوركايب والمدير العام للصندوق الوطني للتقاعد تيجاني حسان هدام، مختلف أجنحة العيادة الطبية الجراحية لبواسماعيل "محمد طلبة"؛ حيث اطّلع على ظروف التكفل بالأطفال الذين يخضعون لعمليات جراحية دقيقة جدا ومعقّدة على مستوى القلب. وبعد أن أشاد بنوعية الخدمات الصحية المقدَّمة للمرضى من طرف الطاقم الطبي وشبه الطبي لا سيما تلك المتعلقة بعمليات القلب المفتوح والأخرى التي تعتمد على تقنية القسطرة بدون اللجوء للعمليات الجراحية، والتي تُعد الجزائر البلد الثاني إفريقيّا في حيازتها على هذه التكنولوجيا الطبية بعد دولة جنوب إفريقيا، ألحّ الغازي على ضرورة بذل المزيد من الجهود؛ قصد التكفل الجيد بالمرضى. واغتنم الوزير الفرصة لتوجيه تعليمات للقائمين على العيادة، على غرار إعادة تنظيم نظام الاستقبال، وتعزيز عدد هؤلاء، وتحسين الخدمات للمرضى من خلال تكثيف الاتفاقيات المبرمة مع الأطباء المتخصصين إلى جانب متابعة المريض بعد خروجه من العيادة الطبية عبر ربط الاتصالات مع مختلف وكالات الضمان الاجتماعي عبر الوطن وهذه المؤسسة، معربا عن استعداده التام لمرافقة القائمين على العيادة ومدّهم بكافة الدعم اللازم في المجال. كما شدد هنا على ضرورة التكوين المتواصل، وتبادل الخبرات مع الدول الأجنبية الرائدة في المجال، وفتح باب الشراكة معها في سبيل التسيير الجيد للنفقات العمومية. يُذكر أن العيادة الطبية الجراحية لبواسماعيل التي تتوفر على طاقة استيعاب تقدَّر ب 63 سريرا، تمكنت، خلال السنة الفارطة، من فحص 15 ألف مريض، وإجراء 600 عملية جراحية في القلب، و1210 باستعمال القسطرة بدون فتح القلب، وفق المعطيات المقدَّمة من طرف المدير العام للصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية للعمال الأجراء.