ستتدعم العيادة الطبية الجراحية لبواسماعيل "أحمد طلبة" المتخصصة في معالجة الأمراض القلبية الوراثية عند الأطفال بمعهد لأمراض القلب يعمل بمواصفات دولية. وأوضح مسؤولو هذه العيادة أن أشغال الهيئة التي استفادت منها ستسمح بإقامة العديد من الهياكل الاستشفائية التي تتماشى و المعايير الدولية المعمول بها في جراحة القلب. وتبقى هذه العيادة لحد الآن و بالرغم من عمليات التحويل و التهيئة التي أنجزت بها خلال السنوات الأخيرة عاجزة على التكفل بالعدد الهام للأطفال المرضى الذين يعانون من أمراض القلب الوراثية. وتتربع المنشأة الصحية الجديدة على مساحة قدرها 8000 متر مربع بطاقة استيعاب 185 سريرا استشفائيا و 60 سرير جراحة و 30 سريرا خاصا بالإنعاش و مصلحة للتصوير بالأشعة إلى جانب العديد من المخابر و المصالح. وستخصص قاعتان (2) من أصل الأربع للعمل بنظام التعاقد فيما ستخصص القاعتان الأخريتان للجراحة و زرع القلب و الرئة مع تحسين تقنيات جراحة القلب. وتستجيب المنشأة الصحية هذه للمعايير المعمول بها دوليا في جراحة القلب المفتوح التي تم إدخالها للعيادة في مارس 1986 وسط مصالح متخصصة في العلاج. ويمنح جمع المنشأتين (العيادة الطبية الجراحية الأولى و الثانية) للعيادة "القانون الرئيسي لمعهد خاص بالقلب" يتكفل بالأمراض القلبية لدى الأطفال و البالغين و المرضى الذين يعانون أمراض الأوعية الدموية و كذا الوقاية منها. وتعرف حاليا العيادة الطبية الجراحية لأمراض القلب التابعة للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي إدخال تدريجيا بعض تقنيات معالجة الأمراض القلبية التي يعاني منها الأطفال وراثية. وفي ذات السياق تم على مستوى هذه المنشأة الصحية إدخال تقنيتين اثنتين تتعلق الأولى بمعالجة الأمراض المعقدة و الأخرى بمعالجة الأمراض القلبية وذلك للقيام بعمليات جراحية على القلب لدى الأطفال المرضى من سن ستة أشهر الى 14 سنة. ويتم إدخال هاتين التقنيتين في معالجة أمراض القلب المعقدة على القلب المفتوح -والتي كانت تتم سابقا في الخارجي من خلال تحويل المرضى الأطفال إلى الخارج لتلقي العلاج بغلاف مالي يقدر بثلاثة ملايين دج عن الطفل الواحد- بصورة تدريجية و ذلك في إطار برنامج تنمية الشراكة بين الفرق البلجيكية و الإنجليزية و المندرجة في إطار الاتفاقية القاضية بتحويل التكنولوجيا الى الجزائر. ويتكفل أطباء العيادة الجراحية لبواسماعيل سنويا بالكشف عن نحو 5000 إلى 7000 طفل مريض و إجراء 300 عملية جراحية من نوع القلب المفتوح و المغلق. يذكر أن العيادة الطبية الجراحية لبواسماعيل ذات طابع وطني استحدثت سنة 1981 على نفس الموقع الذي كان يحملها سنة 1976 و أصبحت ابتداءا من سنة 1981 مؤسسة إستشفائية جامعية و ذلك بعد استحداث ثلاثة مصالح بها و هي مصلحة جراحة القلب ومصلحة الأوعية و طب الأطفال و أخيرا مصلحة إعادة التقويم العضلي. ويتمثل المشكل الذي لا يزالت تعاني منه العيادة في التكفل بأمهات الرضع القابعين في المستشفى و ذلك بعد أن أصبح منذ السنة الماضية أمر تواجدهم برفقة أبنائهم المرضى غير مرخص به لضمان أكبر عدد ممكن من الأسرة لهذه الفئة من المرضى. وقد وضعت السلطات المحلية خلال سنة 2006 تحت تصرف العيادة الموقع القديم لفندق"مرمار" و ذلك لتحويلها لمكان استقبال و إيواء أولياء الأطفال المرضى المتواجدين على مستوى العيادة. ولتحسين ظروف عمل الأطباء سيتم قريبا استلام نحو 20 مسكنا وظيفيا.كما أن أشغال تهيئة هي جارية حاليا على الإقامتين لاستقبال الأطر الطبية الأجنبية للإقامة على مستوى العيادة و ذلك في إطار التعاون و الشراكة التي تعرف انتعاشا في الآونة الأخيرة في هذا التخصص الطبي سيما مع دول البلجيكا و بريطانيا وجنوب إفريقيا.