يواجه المرحَّلون إلى الأحياء الجديدة بالعاصمة، خاصة الذين أعيد إسكانهم ضمن المرحلة ال 20 التي لازالت متواصلة إلى حد الآن، مشكل قلة المؤسسات التربوية وعدم جاهزية أغلبها، الأمر الذي أرهق الأولياء الذين اضطروا لتسجيل أبنائهم بمدارس الأحياء القريبة منهم، أو إبقائهم في المؤسسات المتواجدة ببلدياتهم الأصلية؛ خوفا من اضطرابهم وانعكاس ذلك على مستواهم ونتائجهم الدراسية. أكدت بعض العائلات المستفيدة من سكنات جديدة بحي 1424 سكنا بدرقانة ببرج الكيفان، أكدت ل "المساء"، أن فرحة الترحيل لم تكتمل بالنسبة للكثير منهم بسبب المتاعب التي يواجهونها يوميا مع أبنائهم المتمدرسين في مختلف المراحل، وغياب المؤسسات التربوية التي تستقبلهم للدراسة في ظروف مناسبة، خاصة أن تحويلهم من مؤسسة إلى أخرى جاء بعد فصل كامل من الدراسة. وفي هذا الصدد ذكر أولياء تلاميذ بالحي المذكور، أن المدرسة الابتدائية الوحيدة التي تم فتحها خلال الأيام القليلة الماضية، لا تستوعب العدد الكبير من التلاميذ الذين يفوق عددهم 40 تلميذا في القسم الواحد، ما يؤثر على مستواهم الدراسي، مما اضطر البعض لإبقاء أبنائهم في مؤسساتهم الأصلية، وتحمّل متاعب التنقل يوميا من بلدية إلى أخرى لمواصلة الدراسة. وذكرت سيدة ل "المساء" أن أبناءها يتنقلون يوميا للدراسة بمؤسستهم الأولى بحسين داي، ويضطر الأقارب لرعايتهم في فترة ما بعد الغداء عوضا عن الدراسة في مؤسسة الحي الجديد التي لم تفتح أبوابها في أول يوم من الفصل الثاني، فضلا عن كونها تعاني الاكتظاظ، غير أن ذلك ليس بالأمر السهل، تقول المتحدثة، في غياب النقل، الذي يُعتبر هو الآخر مشكلا عويصا بالنسبة لقاطني هذا الحي. وما زاد من قلق الأولياء عدم جاهزية المتوسطة التي يجري إنجازها بالحي، وإرغام تلاميذ هذه المرحلة على التنقل إلى غاية حي بومعطي بالحراش أو برج الكيفان أو الأحياء الأخرى القريبة، وهذا ما سيؤثر، لا محالة، على نتائجهم الدراسية؛ إذ إن أغلبهم مضطرون لتقبّل هذا الحل الذي يصطدم به جل المرحَّلين إلى مختلف المواقع السكنية الجديدة، خاصة بالنسبة للمؤسسات التربوية التي تُعتبر هاجس الأولياء الأوّل. من جهتهم، عبّر المستفيدون من سكنات جديدة بحي رشيد كوريفة بالحراش، عن قلقهم جراء قلة المؤسسات التربوية التي تستوعب أبناءهم المتمدرسين في مختلف الأطوار التعليمية، والذين تم تقسيمهم على عدة مؤسسات تربوية متواجدة ببلدية الحراش وخارجها، وهو أمر متعب للتلاميذ الذين أصبحوا يتنقلون مسافات بعيدة للالتحاق بمدارسهم، الأمر الذي يرهقهم كثيرا، خاصة تلاميذ الطور المتوسط والثانوي، الذين منهم المقبلون على امتحانات رسمية في نهاية السنة؛ ما جعل بعض العائلات تقترح على السلطات المعنية، وعلى رأسها والي ولاية الجزائر، تخصيص عمارتين أو شاليهات لتدريس أبنائهم في انتظار جاهزية المؤسسات المبرمجة، مؤكدين أنه لا يُعقل ترك الموسم الدراسي لأبنائهم يضيع؛ كون المدرسة الوحيدة القريبة من موقع كوريفة هي مدرسة "المقراني"، التي تعاني من اكتظاظ كبير، ولا يمكنها تحمّل المزيد من التلاميذ، خاصة القادمين من وادي الحميز، الذي عرف ترحيل أكثر من 730 عائلة تابعة للدار البيضاء و300 عائلة بالرويبة وأكثر من 200 عائلة تابعة لبرج الكيفان، بالإضافة إلى العائلات الأخرى التي رُحّلت إليه من مختلف المواقع، ما يؤكد العدد الهائل للتلاميذ الذين رُحّلوا بدون وضع، في الحسبان، مصيرهم الدراسي والقلق الذي تعيشه العائلات التي يوجد في معظمها تلميذ، على الأقل، بالمدرسة. وكان والي العاصمة عبد القادر زوخ قد اعترف بأن المرافق التربوية بالحي السكني الجديد كوريفة رشيد بالحراش، غير جاهزة، وأنّ التلاميذ المرحّلين الجدد سيتابعون دراستهم بالمؤسسات التربوية القريبة من الحي السكني الجديد بذات البلدية، إلى غاية استكمال المشاريع التي تجري بها الأشغال، والمتمثلة في ثلاث مدراس ومتوسطة وثانوية.