سلّم أمس وزير الداخلية والجماعات المحلية السيد نور الدين بدوي، أولى بطاقات التعريف الوطنية البيومترية، حيث تمت العملية خلال حفل نظمته وزارة الداخلية بالمركز الوطني لإنتاج السندات والوثائق المؤمّنة بالحميز شرق العاصمة، حضره وزراء قطاعات العدل، التربية، الصحة، البريد وتكنولوجيات الإعلام، إلى جانب مديري الأمن الوطني والحماية المدنية. وسُلّمت أولى بطاقات التعريف الوطنية البيومترية الإلكترونية لمجموعة رمزية من الصحافيين والأئمة والفنانين وكذا المترشحين لامتحان شهادة البكالوريا، قبل أن توسّع العملية إلى بقية المواطنين، حيث يُعد التسليم الرمزي إشارة انطلاق عملية توزيع هذه الوثيقة الرسمية على كافة شرائح المجتمع. بالمناسبة، ذكر وزير الداخلية والجماعات المحلية أن بطاقة التعريف الوطنية الإلكترونية تُعد مفتاح الإدارة الإلكترونية، وهي بمثابة انفتاح على المستقبل بمتطلباته المتعددة؛ لكونها العنصر المسهل إلى عالم الغد، مفيدا بأنه سيتم العمل، كمرحلة أولى، على استصدار بطاقات التعريف البيومترية الخاصة بالتلاميذ المقبلين على اجتياز امتحان شهادة البكالوريا، لاسيما بعد قرار تقديم موعد الامتحانات الرسمية إلى ما قبل شهر رمضان بالنسبة لباقي شرائح المجتمع، أكد السيد بدوي أنه سيتم استعمال المعطيات الخاصة بالمواطنين التي هي بحوزة المركز الوطني لإنتاج السندات والوثائق المؤمّنة لإعداد بطاقاتهم. وسيتم الاتصال بهم بصفة تدريجية عن طريق الرسائل القصيرة، حتى يستلموها، وسيكون المركز الوطني البيومتري بالأغواط، حسب وزير الداخلية، دعما إضافيا لهذه العملية. فرحة بعض المترشحين للبكالوريا الذين استفادوا من هذه الوثيقة العصرية، كانت كبيرة وهم يستلمون "البطاقات الرقمية"، موضحين أن العملية لم تستغرق سوى يوم واحد؛ إذ سلّموا الخميس الماضي لإدارة مدارسهم، نسخة عن جواز سفرهم البيومتري، وحضروا اليوم لاستلام بطاقاتهم. للإشارة، يُنتظر أن يغطي مركز العاصمة 70 بالمائة من الاحتياجات الوطنية، فيما يغطي مركز الأغواط الذي دُشن الأسبوع الماضي، 30 بالمائة من إنتاج الوثائق البيومترية لولايات الهضاب العليا والجنوب. وستسمح هذه البطاقة - بالنظر إلى ما تحتويه من معلومات دقيقة حول هوية الأشخاص - بالاستغناء عن العديد من الوثائق، ومنها تخفيف الضغط عن المواطن، كما تُعد خطوة كبيرة في مسيرة تجسد الإدارة الإلكترونية. تستعد بلديات العاصمة (الجزائر الوسطى) على غرار البلديات الأخرى، لتمكين المواطنين من استخراج بطاقات التعريف الوطنية بعد أشهر من تجربة استصدار جوازات السفر البيومترية. وذكر أحد المسؤولين عن المصلحة ل "المساء"، أن كل الأمور جاهزة لاستقبال ملفات المواطنين لطلب هذه الوثيقة العصرية، وأن المستفيدين من جوازات سفر بيومترية سيكون الأمر بالنسبة لهم، أسهل؛ باعتبار قاعدة البيانات موجودة ولا داعي لإعادة توفيرها. استبدال تدريجي ل 33 مليون بطاقة تعريف عادية أكد وزير الداخلية أن أكثر من "33 مليون" بطاقة تعريف وطنية عادية مستعملة، سيتم استبدالها تدريجيا ببطاقات تعريف بيومترية إلكترونية في أقل من خمس سنوات. وأوضح بدوي في ندوة صحفية أن أكثر من "33 مليون بطاقة تعريف عادية، ستبقى سارية المفعول إلى غاية استبدالها ببطاقات التعريف البيومترية الإلكترونية وفقا لتعليمات رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة". وأضاف الوزير أنه سيتم رفع وتيرة صنع السندات والوثائق المؤمنة لإنجاز أكبر عدد من البطاقات في وقت قياسي. مشيرا إلى تزويد مركزي صنع الوثائق البيومترية والإلكترونية بالجزائروالأغواط بالتجهيزات التكنولوجية اللازمة. وأوضح أنه "لم يتم بعد تحديد آجال نهائية لتوقيف استعمال بطاقات التعريف العادية". وفي رده عن سؤال حول مجانية البطاقة البيومترية، أكد السيد بدوي أن بطاقة التعريف الإلكترونية تحتوي على تطبيقات عديدة منها، تطبيقة الدفتر العائلي والصحة وغيرها من التطبيقات، مؤكدا أن "كل مجهود فكري وعملي له مقابل".