كشف بابا السيد الأستاذ الصحراوي العامل بجامعة الجزائر"3" أمس أن الزيارة المرتقبة للأمين العام الاممي بان كي مون إلى المنطقة المغاربية خلال الأسبوع الأول من شهر مارس القادم ستقتصر على مخيمات اللاجئين والجزائر وموريتانيا ولن تشمل المناطق المحتلة من الصحراء الغربية. وأبدى الأستاذ الجامعي الصحراوي خلال مداخلة له أمس بمنتدى جريدة "ديكا نيوز" بمناسبة إحياء الذكرى ال40 لإعلان قيام الجمهورية الصحراوية أسفه لانصياع الأممالمتحدة لإرادة المغرب الذي رفض علنا استقبال مسؤولها الأول والسماح له بزيارة الأراضي الصحراوية. لكن بابا السيد الذي تدخل في الندوة بصفته ممثلا عن الجمهورية الصحراوية أكد أن المغرب ما كان له ليفرض منطقه لو لم يحظ بدعم فرنسا التي حملها مسؤولية المآسي والمعاناة التي يتخبط فيها الشعب الصحراوي جراء دعمها أطروحات المغرب الكاذبة ب«مغربية" الصحراء الغربية وقال إنها تواصل تجنيد كل إمكانياتها ووسائلها لعرقلة مسار تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية المحتلة. وقال رن "المغرب أصبح يقول لا لبان كي مون ويقول له لا يمكنك المجيء الى الصحراء الغربية" رغم أن هذه الأخيرة مسجلة لدى الأممالمتحدة في خانة قضايا تصفية الاستعمار ووفق القانون الدولي خاضعة لإدارة المنظمة الأممية وليس لسيادة المغرب الذي يبقى قوة محتلة. وهو ما جعله يعتبر أن الضغط رفع عن المغرب لكون زيارة مون تأتي في آخر سنة من عهدته في إشارة ضمنية الى أن الزيارة قد تفقد معناها في حال لم يتمكن المسؤول الدولي من زيارة الأراضي المحتلة ويمنع من التوجه الى مقر بعثة "مينورسو" المتواجد في الجانب المحتل من الإقليم. لكنه اعتبر بالمقابل أن الأمين العام الاممي الحالي ومبعوثه الشخصي الى الصحراء الغربية الدبلوماسي الامريكي كريستوفر روس يعدان من أحسن ممثلي الأممالمتحدة والصحراويون لن يجدوا أحسن منهما في معالجة القضية الصحراوية وفق ما تقتضيه الشرعية الدولية. واعتبر بوجمعة صويلح أستاذ القانون الدولي أن زيارة مون الى المنطقة المغاربية وحتى وان لم تشمل إقليم الصحراء الغربية تبقى مهمة لأنها ستمكن الرقم الأول عن المنظمة الأممية بالوقوف بنفسه على حقيقة الوضع بالمنطقة في نفس الوقت الذي أكد فيه أنها كشفت للعالم اجمع مدى تعنت النظام المغربي برفضه استقبال مون. وقال إنه عندما يصل مون الى جدار العار الذي يقسم الصحراء الغربية الى جزئين ولا يتمكن من تجاوزه بسبب الألغام المزروعة بمحيطه سيدرك حقيقة الصراع القائم في الصحراء الغربية وسيدرك وجود شعب يعيش تحت نير الاحتلال ومن حقه المطالبة بتقرير المصير. ونفس الطرح ذهب إليه السعيد العياشي رئيس اللجنة الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي الذي أعرب عن تفاؤله في أن تحمل زيارة مون الجديد من خلال تضمين تقريره السنوي المقرر رفعه شهر أفريل القادم الى مجلس الأمن الدولي اقتراحات ملموسة تتمثل بالخصوص في تحديد تاريخ تنظيم استفتاء تقرير المصير. من جانبه تطرق عماري طاهر الدين أستاذ بجامعة تيزي وزو الى القضية الصحراوية من وجهة نظر قانونية وأكد أنها قضية تصفية استعمار تسويتها لا تتم إلا عن طريق تنظيم استفتاء تقرير المصير يشمل كل أراضي الإقليم المحتل. نواب ألمان يدينون الانتهاكات المغربية لحقوق الإنسان الصحراوي أكد غونتر كرينغز كاتب الدولة لدى وزارة الداخلية الألمانية المكلف بالشؤون البرلمانية أن حكومة بلاده تشاطر انشغالات نواب البرلمان حول أوضاع حقوق الإنسان بالأراضي الصحراوية المحتلة. وعبر نواب ألمان خلال نقاش احتضنه مقر "البوندشتاغ" الألماني عن "انشغالهم لتدهور وضعية حقوق الإنسان" في المدن المحتلة في موقف أيده المسؤول الحكومي الألماني الذي أكد انه "من حقهم الاحتجاج خاصة إذا كان الأمر يتعلق بانتهاكات لحقوق الإنسان". وتزامنت إدانة البرلمانيين الألمان مع قرار بلدية كلادساكس بالعاصمة الدانمركية كوبنهاغن إنهاء عقدها مع "الشركة الدانماركية للملح" التي تقوم باستخراج هذه المادة من أراضي الصحراء الغربية المحتلة. وأدانت البلدية بشدة استغلال ثروات هذا البلد الذي لا يزال تحت الاحتلال المغربي في نفس الوقت الذي شجبت فيه تحايل "الشركة الدانماركية بسبب إبرامها لصفقات مع المملكة المغربية و«الكذب بشأن المصدر الحقيقي لهذه المادة". وتعد الشركة سالفة الذكر المزود الرسمي لهذه البلدية باحتياجاتها من الملح الصحراوي الذي يستعمل في إذابة الثلوج. وجاء ذلك مع قرار صندوق التقاعد بدولة اللكسمبورغ الذي سحب استثماراته أيضا من شركة "كوسموس إنيرجي" التي تقوم بعمليات تنقيب عن النفط بسواحل الصحراء الغربية المحتلة.