ختم كريستوفر روس المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي إلى الصحراء الغربية أمس جولته المغاربية بمحطة العاصمة المغربية الرباط في إطار المساعي الأممية الرامية لتفعيل عملية تسوية القضية الصحراوية آخر مسألة تصفية استعمار في القارة الإفريقية. وحل روس أول أمس بالعاصمة المغربية في إطار جولة جديدة الى المنطقة شملت موريتانيا ومخيمات اللاجئين الصحراويين والجزائر حيث التقى بوزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار وبالوزير المغربي المنتدب لدى الشؤون الخارجية والتعاون ناصر بوريطة. وحل روس بالرباط ضمن مسعى لإقناع مسؤوليها بالسماح للأمين العام الأممي بان كي مون من زيارة الأراضي الصحراوية المحتلة ضمن جولته المغاربية المرتقبة شهر مارس القادم. وقبل أسابيع قليلة عن موعد هذه الجولة لم يتمكن مون من ضبط برنامج زيارته بسبب رفض المغرب أن تتضمن محطة العيون عاصمة الصحراء الغربية المحتلة. وهو ما جعل مبعوثه الشخصي يهتم أكثر بالقضايا البروتوكولية والإدارية بدلا من أن يواصل مهمته كوسيط لاحتواء نزاع مسجل لدى الأممالمتحدة في خانة قضايا تصفية الاستعمار. وتصر الرباط على منع الأمين العام الأممي من دخول الأراضي المحتلة وحتى زيارة مقر البعثة الأممية "مينورسو" بمدينة العيون المحتلة، كما تواصل فرض العراقيل من أجل تأجيلها الى غاية شهر جويلية القادم بعد أن يكون بان كي مون قد رفع تقريره السنوي حول الصحراء الغربية شهر أفريل القادم الى مجلس الأمن الدولي. وكشفت هذه المواقف درجة تعنت المغرب وسعيه لربح مزيد من الوقت من اجل إفراغ زيارة مون من محتواها وجعلها مجرد زيارة بروتوكولية لا اقل ولا أكثر. والسؤال المطروح هل سيتمكن روس من إقناع نظام المخزن بجدول زيارة مون الذي من المفروض أن يشمل المناطق المحتلة؟ أم انه سيعود خائبا ويكتفي فقط بزيارة مخيمات اللاجئين كما أشارت الى ذلك مصادر إعلامية؟ يذكر أن المبعوث الأممي زار أيضا اسبانيا القوة الاستعمارية السابقة، حيث تلقى ضمانات من المسؤولين الاسبان بمواصلة مدريد دعمها للجهود الأممية الرامية إلى إيجاد حل سياسي عادل ودائم للقضية الصحراوية بما يمكن الشعب الصحراوي من حقه في الحرية وتقرير المصير. وعبرت "التنسيقية الإسبانية لجمعيات التضامن والصداقة مع الشعب الصحراوي" مؤخرا عن أملها في أن تكون سنة 2016 مناسبة لإجراء تغيير إيجابي من طرف حكومة التغيير الإسبانية" يساند ويدعم تطلعات وحقوق الشعب الصحراوي المشروعة في تقرير المصير والاستقلال.