أكد بارتران بادي، خبير سياسي فرنسي، مختص في العلاقات الدولية أن الإهانة التي تعد حاليا محور العلاقات الدولية تعد ممارسة جديدة ظهرت بعد الحرب العالمية الثانية لما حل الضعف مكان القوة. وفي مداخلة له في إطار ندوة نظمها المعهد الوطني للدراسات الإستراتيجية الشاملة بموضوع "الإهانة في العلاقات الدولية"، قال بارتران أن الجزائر "مثال بارز عن السيادة الجديدة" في العلاقات الدولية و"تعكس مواقفها الثابتة المكانة التي تحتلها على الساحة العالمية". الخبير الفرنسي أوضح أنه "لفهم العلاقات الدولية يجب الإحاطة بالتفاعلية بين القوة والاهانة" التي هي في النهاية "ظاهرة إنسانية تسير العلاقة الاجتماعية"، وبالتالي فان تعريف الإهانة يتمثل في كونها طريقة للتقليل من قيمة بعض الدول على مستوى تصنيف الأمم. كما أكد الأكاديمي الفرنسي أن "إدخال الإهانة في النظام الدولي يفسر أولا بإشراك الحياة الدولية مع دخول متأخر لكن حقيقي للمجتمعات في العلاقات الدولية، حيث أن الحرب لم تعد مواجهة بين الدول وإنما بين الشعوب ثم تأتي العولمة التدريجية والمعاصرة، التي أدت إلى إعادة تشكيل النظام الدولي مع رهانات اجتماعية واقتصادية وليست جيوسياسية". وتابع قوله أن "الفوارق وعدم النزاهة في المجتمعات تعد التهديد الحقيقي للعلاقات الدولية لأنها تخلق تضامنا مع النزاعات والعنف".