سبعة فنّانين مثل أطياف قوس قزح تزيّن أعمالهم الفضاء الثقافي "إسبانيا" إلى غاية السبت المقبل، في معرض من تنظيم الجمعية الثقافية "موزاييكا" التي اختارت الفنانة التشكيلية جهيدة هوادف، كي تكون محافظة له وهي الفنانة التي لا تتوقّف عن عرض أعمالها لتكون اليوم سفيرة للفن الجزائري بالنيابة من خلال اختيارها لقائمة من الفنانين من مختلف الأعمار، الخبرة والأساليب الفنية. mأشارت جهيدة هوادف ل"المساء" إلى أنّها اختارت سبعة فنانين للمشاركة في هذا المعرض الجماعي المقام حاليا بالفضاء الثقافي "إسبانيا" بمعهد سرفنتس، وفي هذا السياق، قالت إنّ المعرض يشارك فيه سبعة فنانين من مختلف المدارس الفنية التشكيلية، إضافة إلى وجود محترفين في الفن التشكيلي بيد أنّ هناك من يعرض أعماله لأوّل مرة. وقامت جهيدة بدور الدليل الفني ل"المساء"، حيث جالت رفقتنا في هذا الفضاء للتعريف بأعمال الفنانين المشاركين، والبداية بلوحات الفنان عبد الجليل ماشو، الذي رافقها على مقاعد الدراسة بالمعهد العالي للفنون الجميلة، وقالت إنه فنان يقّدم عملا جميلا إلاّ أنّه شديد الحياء، فلم يتمكّن من عرضه أمام الجمهور إلاّ مرة واحدة وكان ذلك في مدرسة الفنون الجميلة، لهذا دعته جهيدة للمشاركة في هذا المعرض وهكذا سيتمكّن من الخروج من ورشته وولوج فضاء معرض جماعي ومن ثم الاحتكاك بالفنانين المشاركين في هذا الفعل الثقافي. وأضافت جهيدة أنّها دعت أيضا فنانة شابة تدعى سلمى دحمان، كانت طالبة في قسمها حينما كانت تُدرّس بثانوية الحراش، اكتشفتها مؤخرا في "الفايسبوك" وأُعجبت كثيرا بأعمالها وها هي اليوم تعرض لوحاتها لأوّل مرة، في حين ارتأت جهيدة أن يشارك الفنان المخضرم علي قريد ولا يقتصر عمله في تقديم الرسومات والمنحوتات، بل يقدّم خبرته للفنانين الشباب بدون أدنى تردد، كما أنّه المسؤول عن تنظيم المعارض بقصر رياس البحر. وواصلت جهيدة مهمة المضيف في حضرة الضيف، فقالت إنّها فضّلت رفقة المشرفين على جمعية "موزاييكا"، اختيار فنانين من مختلف التيارات الفنية التشكيلية ومن بينهم الخطاط عثمان علالو، الذي يقوم بعمل جيد وشارك بخمس لوحات، بينما قالت إنّ الفنان محمد بوستة يقدّم أعمالا قوية، كما يتحكّم في التقنية بشكل رهيب، بالمقابل ما يزال يبحث عن طريقه الفني الذي لم يستقر عليه بعد. أما الفنانة ماجدة بن شعبان، فقالت عن جهيدة إنّها تعرفت عليها حينما كانت تُدرّسها في ورشة رسم بمتحف الفنون الجميل، ويظهر على رسوماتها تعلّقها بالفن الهندسي باعتبار أنّ والديها مهندسان وكذا اهتمامها بالطفولة خاصة أنها طبيبة نفسانية، بالمقابل أشارت المتحدثة إلى أنّ مشاركة الفنان جمال طالبي، مهمة فهو فنان يقدّم العديد من الأعمال بشكل قوي ومستمر، لتؤكّد أنّها عمدت في هذا المعرض إلى إشراك فنانين يمتلكون حسا جماليا كبيرا وذوقا فنيا لا غبار عليه، لتؤكّد أنّ النوعية هي معيار المشاركة في هذا المعرض باعتبار أنّ احترافية الفنان ضرورة لا مناص منها. للإشارة، اعتمد الفنان عبد الجليل ماشو على اللون الأسود للتعبير عن مكنوناته، فجاءت لوحاته وكأنّها قطع من الليل، أما علي قريد فأراد أن يتقاسم مع الجمهور حبه للرموز رغم أنّه أصبغها بالفن التجريدي، وغير بعيد عن هذا الأسلوب، اختار الفنان جمال طالبي ثلاثة أعمال للمشاركة في هذا المعرض، وفي هذا السياق قال ل"المساء" إنّه "يشارك بثلاث لوحات معتمدا على الأسلوب شبه التجريدي، الأولى رسمها تحت عنوان "امرأة حامل"، أنجزها حينما كانت زوجته حاملا وتقاسما معا أياما طوال من الانتظار وترقب الخبر السعيد، أما اللوحة الثانية فهي بعنوان "عطلتي في البلاد" ورسم فيها رمزا أمازيغيا صغيرا على غير عادته، أما اللوحة الثالثة فلم تحمل أي عنوان. بالمقابل، اختارت الفنّانة الشابة سلمى دحمان، المرأة في أجمل حلّة حتى أنها زيّنتها بالمجوهرات، وغير بعيد عنها رسمت ماجدة بن شعبان، الإنسان فرسمت الحب في صورة عشيقين يتأملان مدخل مدينة ورسمت المرأة أيضا، بينما برع عثمان علالو في رسم الخط العربي. راكال روميرو (مديرة سرفنتس): أدعو الفنانين لعرض أعمالهم بفضاء "إسبانيا" دعت مديرة المعهد الثقافي الإسباني بالجزائر راكال روميرو، عبر "المساء"، كلّ الفنانين الجزائريين لعرض أعمالهم بالفضاء الثقافي "اسبانيا" الذي يحتضن هذه الأيام أول معرض فن تشكيلي لفنانين جزائريين، وأشارت إلى أن هذا الفضاء المهم الذي أعيد تجهيزه السنة الماضية، يرحب بكلّ مبدع يريد أن يبرز مواهبه. وأضافت أنّ هذا الفضاء احتضن عدة نشاطات من بينها أمسية شعرية، محاضرات، معرض حول الهندسة الإسبانية، ومعرض آخر حول الحرف الجزائرية، وثالث عن رسومات مستوحاة من أعمال الكاتب الإسباني الكبير ميقال ديلياز، إضافة إلى محاضرة حول تأثير مدينة الجزائر على أعمال ميقال سرفنتس وغيرها. كما أكّدت المتحدثة على أهمية تنظيم نشاطات ثقافية متنوعة لهذه السنة التي تتزامن مع الاحتفال بمرور 400 سنة على رحيل سرفنتس، لتضيف أنّ الطابق الأوّل من هذه البناية يحتضن معرضا دائما عن الصور التي تبرز العلاقات الجزائرية الإسبانية من سنوات الستينيات إلى غاية اللحظة. فلة خليف (نائب رئيس جمعية موزاييكا): ما زلنا نبحث عن شركاء لتجسيد مشاريعنا أكّدت فلة خليف أنّ الجمعية الثقافية "موزاييكا" لا تهتم فقط بالفن التشكيلي رغم أنّها نظّمت لحدّ الساعة نشاطيّن خاصين بهذا الفن الجميل من بينهما هذا المعرض الجماعي، وإنّما تصبو لتجسيد جملة من المشاريع الخاصة بكلّ الفنون مثل إقامات إبداع خاصة بالموسيقى، كتابة قصة للطفل مع وضع رسومات مسرح وغيرها. وأشارت المتحدثة إلى استحالة مواصلة الجمعية لتمويل مشاريعها من جيبها ولهذا ستقوم بإيداع ملف لدى بلدية الجزائر الوسطى للحصول على تمويل، كما أنّها لا تنكفئ في البحث عن شركاء لتجسيد أهدافها، وطلبت فلة من المجتمع المدني التحرك لإنقاذ الثقافة وهذا من خلال المشاركة في الفعل الثقافي، وهو ما لا نجده في الجزائر، لتعود إلى مشروعيّها اللذين أنجزتهما، الأول مع الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي حول معرض جهيدة هوادف في مارس من السنة الفارطة والثاني تنظيمها لهذا المعرض الذي يحتضنه الفضاء الثقافي "إسبانيا".