احتفل المركز الثقافي الاسباني "سرفنتس" بطريقته الخاصة بعيد المرأة، حيث احتضن العديد من الأنشطة الفنية بداية بعرض مسرحية "أسباسيا، وتحرير المرأة" ومن ثم محاضرة " المرأة والبحث عن الحقوق المدنية"وأخيرا فتح الأبواب أمام 12 فنانة تشكيلية من الجزائرواسبانيا لعرض مجموعة من لوحاتهن· تشارك 12فنانة من الجزائرواسبانيا في معرض الفن التشكيلي الذي افتتحت أبوابه أول أمس بمعهد "سرفنتس" وتستمر فعالياته إلى غاية الثاني من الشهر المقبل، ب29 لوحة وخمس منحوتات تمثل ضفتيّ البحر المتوسط، وأثارت المبادرة هذه استحسان الفنانات المشاركات اللواتي اعتبرنها فرصة ذهبية لتبادل الخبرات الفنية والتعرّف على أعمال الآخر، وفي هذا السياق أعلنت التشكيلية الاسبانية مارجا رييرا، إحدى منظّمات التظاهرة أنّه سيتم نقل هذا المعرض إلى برشلونة السنة القادمة في مثل هذا الموعد· 12 فنانة و29 عملا من الرسم الزيتي، النحت، المنمنمات والرسم على الزجاج، زيّنت فضاء "سرفنتس" وشكّلت نسيجا يضمّ خيوطا جزائرية واسبانية تشترك في العديد من الصفات، كيف لا وهي نابعة من بقعة واحدة : البحر المتوسط· وفي هذا الإطار أشارت التشكيلية الجزائرية السيدة جهيدة حوادف ل" المساء" أنّ تنظيم معرض مشترك بين التشكيليات الجزائرياتوالاسبانيات بادرة مهمة من خلال إمكانية تحقيق التبادل الثقافي والتعرّف على أعمال الغير، علاوة على التعريف بأعمال الجزائريين في الضفة الأخرى من المتوسط، مضيفة أنّها تشارك بثلاث لوحات من ضمن مجموعتها السابقة "شظايا صورية" على غرار لوحة "تغريد العصافير"، وكشفت أنّها تعرض لوحاتها منذ الثمانينيات متناولة الكثير من المواضيع ومستعملة العديد من التقنيات، رغم أنّها تركّز أكثر على الأسلوب النصف التصويري، إضافة إلى أنّها ترسم بطريقة عفوية بدون حسابات ويجب أن تكون روحها المعنوية عالية حتى تستطيع أن ترسم وتستعمل الألوان الزاهية التي تعبّر بدورها عن عالم جميل· من جهتها قالت مارجا رييرا المشاركة أيضا في المعرض بثلاث لوحات ل"المساء" بأنّ "الرسم بالنسبة لي حاجة ملحّة لا أستطيع أن أتخلّى عنها، أمارسها بحب كبير وأيضا لحاجتي في التعبير، فالرسم يعبّد لي طريق الحوار مع الخارج من خلال استخراج مكنونات الداخل، كما أنّني أرفض أن لا يكون للفن جنس، في القرن التاسع عشر كانت المرأة ترسم فقط ما تراه في محيطها كتربية الأطفال، لكن في هذا القرن تغيّرت المرأة فأصبحت محبّة للاستفزاز وهو ما كان يخصّ الرجل فقط··نعم لقد تغيّرت الأدوار وهذا ما أريده، أي يجب التعبير بكلّ اللّغات الفنية لأنّ للحياة العديد من الأوجه" وأضافت "بالمقابل أعيش في الجزائر منذ سنة وسأظل فيها عددا من السنين، ورسمت خلال إقامتي هذه لوحات مختلفة من بينها ثلاث لوحات أشارك بها في هذا المعرض، كاللوحة التي تضمّ بدورها أربع لوحات صغيرة عن المرأة الترقية وركّزت على يديها اللتين تظهر من خلالهما الشقوق الدالة على عمل المرأة الدؤوب·· الحقيقة أحبّ العيش في الجزائر التي ستضيف لفني الكثير"· أمّا النحاتة الجزائرية يمينة قوشيش، فقد أكّدت أنّ مشاركتها في هذا المعرض خطوة كبيرة بالنسبة لها، حيث اعتبرت أنّ ذلك يشكّل فرصة أن يشاهد فنانو الضفة الأخرى أعمال الجزائريين، مضيفة في السياق نفسه أنّ الأعمال المشاركة لا تختلف كثيرا، لأنّها تنبع من المنطقة نفسها "البحر الأبيض المتوسط"، في حين قالت التشكيلية الجزائرية ياسمينة سعدون "أحبّ أن أتناول في أعمالي التقاليد الخاصة بنا، ومن بينها الملابس والحلي، ومن منطلق أنّ الإنسان خليفة الله في الأرض وأنّ الكائنات الأخرى سخّرت له، ارسم كثيرا هذا الإنسان، وأركّز على الأعين التي أعتبرها البوابة بين داخل الإنسان وخارجه"· بالمقابل نشّطت كلّ من القانونية الجزائرية نادية آيت زاي والأستاذة الاسبانية أنتونينا رودريغو محاضرة تحت عنوان "المرأة والبحث عن الحقوق المدنية"، وفي هذا السياق اعتبرت انتونينا أنّ كفاح المرأة من أجل حقوقها يجب أن يكون يوميا، مضيفة أنّ المرأة في اسبانيا ما تزال لم تصل بعد إلى مبتغاها·