عندما يخرج الفن التشكيلي من قاعات العرض والمتاحف إلى الشارع والعمارات ومحطات النقل والحدائق، نطلق عليه تسمية «الفن الحضري» أو «فن الشارع» والذي يعرف نجاحا كبيرا بين الشباب من ناحية جماليته وكذا حرية تعبير صانعيه، وفي هذا السياق، يعرض المركز الثقافي الاسباني أكثر من أربعين لوحة لفنانين شباب من اسبانيا محبّين للفن الحضري ومتأثّرين بكلّ ما له علاقة بالمدينة. «غرافيكا،30 فنان من اسبانيا الشابة» هو عنوان المعرض التشكيلي الذي يُنظّم حاليا بالمركز الثقافي الاسباني ويضمّ لوحات فنانين ولدوا في الفترة الممتدة من أواخر الستينات إلى منتصف الثمانينات، قدّموا أعمالهم بنهج مختلفة مثل التصوير والرسم الزيتي وتحمل نظرة ناقدة عن المجتمع الاستهلاكي بالإضافة إلى تسليطها الضوء على تقاليد العيش في المدينة. وعرض محبو الفن الحضري، أعمالهم في «سرفنتس» مستعملين في ذلك تقنيات مختلفة مثل الاركيليك على الورق والتقنية المختلطة والطبع الرقمي على الورق وغيرها، نذكر من بينهم دانيال مينوز (مواليد 1980)، الذي رسم لوحة «أنا مجمع للنجاحات والجروح» حيث رسم رجلا واقفا من الحجم الكبير، تحيط به المباني بمختلف الأحجام، في حين يقف بشموخ مبرزا ذراعه وكأنّه يريد أن يؤكّد أنّ نجاحه في الحياة لم يكن بدون تضحيات وآلام. أما زوسان (مواليد 1978)، فرسم لوحة «أغذية مهمة» ورسم فيها في شكل فكاهي مجموعة من الأغذية مثل الفواكه والخضار في حال صراع وتشنّج، وكأنّها ملّت من حملات الرجيم التي تطارد المرأة والرجل سيان، علاوة على مسالة الأكل الصحي الطبيعي الذي أصبح يؤرق الكثيرين. لوحة أخرى للفنان سرجيو مورا (مواليد 1975) رسم فيها طاحونات مضحكة بعض منها قائمة والبعض الاخر هامدة وتنظر بدهشة إلى الفارس الشيخ الذي يمتطي حصانا ويحاول أن يهجم عليها تعبيرا عن شخصية» دون كيشوت» لميغال سرفنتس، أمّا سيكسرت (مواليد 1975)، فنظرته تخطّت العالم الأرضي إلى الفضاء في لوحة «نظرة كونية» رسم فيها أشكالا هندسية مختلفة وبألوان جميلة، في حين رسم سوزو (مواليد 1979) في لوحة «حركات» أشكالا تحتك ببعضها وتشكّل دائرة يظهر أنّها في حالة حركة دائمة. وعن غلاء المعيشة وسيطرة الولاياتالمتحدةالأمريكية على اقتصاد العالم، رسم خافيير كاليخة (مواليد 1971) في ورقتين نقديتين للدولار، عينين زرقاوين في الأولى وفم شرس يريد أن يفترس كلّ من يقترب منه في الثانية، أمّا سلفيا برادا (مواليد 1969) فرسمت بالقلم الرصاص أكثر من لوحة من بينها لوحة تضمّ هيئات مختلفة بعضها في شكل إنساني والبعض الآخر شكلها غريب تقف جميعها بانتظام وكأنّها تنتظر أن يُلتقط لها صورة، بينما رسمت نورية مورا (مواليد 1974) باقة جميلة من الأزهار في حلة مزركشة. أمّا روبين سنشيز (مواليد 1979) فعبّر عن رؤيته للمرأة بشكل فكاهي حيث رسم امرأة مستلقية على الأرض ويتكوّن جسدها من أشكال هندسية مختلفة ومع ذلك يظهر أنّها مبتسمة وتتمتّع بالحياة، بالمقابل يشارك رورو برخانو (مواليد 1979) بأربع لوحات جاءت على شكل رسومات «غرافيتي» أي الرسومات التي تزيّن جدران الشوارع والعمارات، وجاءت لوحة برسمة «لا تنام وإلاّ سآكلك» رسم فيها امرأة ممدة أمام نمر، أمّا اللوحة الثانية فرسم فيها هيئتين متشابهتين لرجل يظهر انه يتعذب وفي أعلاه هيئتين في شكل ملائكة تحتضن بعضها البعض. للإشارة تتواصل فعاليات معرض «غرافيكا 30فنان من اسبانيا الشابة» إلى غاية 15سبتمبر المقبل بمركز «سرفنتس».