تعبّر الفنانة التشكيلية جهيدة هوادف في معرضها الجديد الموسوم "قربان ببلاد الأرز" المزمع تنظيمه بدار عبد اللطيف من 29 مارس الجاري إلى 18 أفريل القادم، عن إعجابها ببلاد الأرز في ثلاثين لوحة تشكيلية جسّدت أحاسيسها. المعرض الذي تنظّمه الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي بالتعاون مع جمعية "موزايكا" بدار عبد اللطيف، يسعى لتأريخ سفر جهيدة هوادف إلى لبنان؛ إذ تترجم إعجابها بهذا البلد بعد أن عادت من سفرها وقد انتابها شعور كما لو كانت قد زارته من قبل. وتقول في تقديمها للمعرض: "عندما عدت إلى المنزل ودقت المناظر الطبيعية في ذهني كأجراس، شعرت بالحاجة للعثور على تلك الصور". ويخلف التجوّل عند جهيدة هوادف في حركة عشوائية، مخطوطات، آثار، عناق.. شعر وحساسية الحركة، الحي والمضيئ. ويضمّ المعرض، حسب بيان لوكالة الإشعاع الثقافي، نشاطات متنوّعة من خلال ورشات فنية، وأمسية شعرية وموسيقية، حيث برمجت ثلاث ورشات فنية، اثنتان منها مع جمعية "أرت لند" و«ملتن أرت"، إلى جانب أمسية شعرية وأخرى موسيقية. للإشارة، وُلدت الفنانة التشكيلية جهيدة هوادف في الفاتح من أفريل 1963 بنقاوس (باتنة)، متحصّلة على شهادات عديدة في السيراميك والفن التشكيلي. وتمارس منذ فترة طويلة مهنة تدريس الفن في المدارس الثانوية بالعاصمة والمدارس الخاصة. ونشّطت من 1987 إلى 2011 ورشة عمل الحرف اليدوية للأطفال بالمتحف الوطني للفنون الجميلة. كما وضعت الفنانة أسلوبا يركّز على استخدام اللون النقي، ونمط مستوحى من الطبيعة والحياة التقليدية. وسبق لها أن دعت الحكومة الجزائرية لإنشاء سوق للفن التشكيلي من خلال شراء أعمال الفنانين وعرضها الدائم في المؤسسات العمومية، فضلا عن الشركات الخاصة ذات المداخيل الكبيرة التي يمكنها أيضا اقتناء هذه الأعمال وعرضها أمام الجميع، حتى يتسنى للمواطن البسيط أن يحتك بالأعمال الفنية. واعتبرت جهيدة الفن التشكيلي ميّتا في الجزائر مقارنة بالفنون الأخرى، مثل الموسيقى، قائلة إنّ الفنان التشكيلي مطالَب دائما بالجديد، لكن هل يمكن أن ينجز أعمالا جديدة وهو لا يدري ماذا يفعل باللوحات القديمة؟ وماذا عن المعاناة من قلة الإمكانيات، التي تدفع به أحيانا إلى اليأس والتخلي عن العمل الفني نهائيا؟