قررت قيادة الكشافة الإسلامية الجزائرية الذهاب إلى مؤتمر استثنائي يعقد الخميس القادم بقصر الأمم نادي الصنوبر بالعاصمة يخصص للفصل نهائيا في النزاع الداخلي المحتدم منذ قرابة شهرين بين القائد العام السيد نور الدين بن براهم وقيادات في المجلس الوطني. دفعت التطورات الداخلية التي شهدتها الكشافة الإسلامية منذ 15 أوت الماضي، بالسيد بن براهم إلى استدعاء مؤتمر استثنائي لدراسة موضوع الخلاف من جهة ورمي الكرة في مرمى المؤتمرين للفصل في مسألة مطالبة خصومه بالتنحي من على رأس الكشافة. وقال بن براهم أمس خلال ندوة صحفية عقدها بالمقر الوطني للكشافة أن المؤتمر الاستثنائي سيكون الفاصل بينه وبين خصومه في مسالة البقاء على رأس المنظمة الكشفية، كما يفتح المجال أمام إعادة النظر في القانون الأساسي والنظام الداخلي على النحو الذي يضع حدا لتدخل الحزب في عمل هذه المنظمة التي أخذت طابع "هيئة ذات منفعة عمومية" بموجب مرسوم تنفيذي صادر قبل أربع سنوات. ويشارك في هذا المؤتمر الذي يدوم يوما واحد 750 مندوبا يمثلون قيادات الأفواج والمجالس الولائية والمحافظات إضافة إلى 150 عضوا يمثلون إطارات وقدامى الكشافة، ويعقد بقصر الأمم بنادي الصنوبر غرب العاصمة وذلك بعد أن أعطى رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة موافقته على ذلك. ويحمل المؤتمر الطابع الاستثنائي كونه يأتي بعد الأزمة الداخلية التي عرفها منذ شهر أوت، وكذا بالنظر إلى الملفات التي سيفصل فيها اذ بالإضافة الى إعادة انتخاب القائد العام فإنه سيتم الفصل في مسألة تدخل بعض الأحزاب السياسية دون أن يسميها في نشاط الكشافة، وسيحمل المؤتمر شعار "خَلّّونا ترونكيل" (أي اتركونا لحالنا)، وأوضح أن اختيار هذا الشعار لم يكن اعتباطيا ولكن بغرض إيصال رسالة إلى أولئك الذين يتدخلون في سير المنظمة الكشفية لرفع أيديهم عنها وقال "لا بد من حماية الكشافة من جماعات خارجية تحاول بسط هيمنتها عليها نظاميا" واتهم حزب سياسي لم يذكره بالاسم بالوقوف وراء "إنشاء بعض الأطراف الداخلية لتنظيمات سرية موازية تشتغل داخل المنظمة الكشفية وتتلقى أوامر من رئيس ذلك الحزب السياسي"، وأكد بن براهم أن التعديلات التي سيتم إدخالها على النظام الداخلي للمنظمة خلال هذا المؤتمر ستضع حدا لمثل هذه التصرفات. وأشار إلى أنّ المؤتمرين ستكون لهم الفرصة أيضا لاتخاذ قرارات مهمة في هذا المؤتمر، ترمي الى فتح أبواب الكشافة للجهات الرسمية مثل وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني قصد خلق حلقة متكاملة بين التنشئة في أوساط الكشافة والمدرسة. وحول القرائن التي يملكها القائد العام للكشافة والتي تؤكد تورط حزب سياسي في الأزمة الداخلية قال بن براهم أن ملفا يتم إعداده حاليا بلغت عملية تحضيره نسبة 50 بالمئة، وأنّه سيتم الكشف عنه في الوقت المناسب، وأضاف أن الأدلة التي يحوز عليها تؤكد الاتهامات الموجهة إلى ذلك الحزب السياسي. وحسب القائد العام للكشافة فإنّ المؤتمر سيفصل في قرار الإقصاء التي اتخذتها لجنة الانضباط في حق أربعة قيادات و15 عضوا تورطوا في عمليات مخالفة القانون الداخلي للمنظمة. ومن جهة أخرى أعلن بن براهم عن اصدار الكشافة الإسلامية الجزائرية لكتاب خاص بتنشئة الطفل الكشاف يحمل عنوان "التربية الإسلامية في الحركة الكشفية" تم إعداده بالتعاون مع وزارة التربية الوطنية، وأشار إلى أنه لأول مرة يكون للكشافة الجزائرية منذ تأسيسها سنة 1936 دليل خاص بها يتم اعتماده في تكوين الكشاف.