نظمت جامعة مولود معمري بولاية تيزي وزو مؤخرا، ملتقى دوليا حول طاوس وفاطمة عمروش، كنموذجين للتواصل الثقافي المؤنث، دام ثلاثة أيام وعرف مشاركة عدة باحثين وأساتذة جامعيين من داخل الوطن وخارجه· المجتمعون بدعوة من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالتعاون مع قسم اللغة والثقافة الأمازيغية، تطرقوا الى دور المرأة بصفة عامة والأمازيغية بصفة خاصة، ومدى مساهمتها في نقل الثقافة شفهيا· وأكد المحاضرون على أن التاريخ شاهد على دور المرأة في الحفاظ على الثقافة وتلقينها عبر الأجيال، إضافة الى استمرارها في صون هذه الثقافة حتى مع ويلات الاستعمار·· وعرجوا على العادات التي همشت المرأة، مبينين عزيمتهما على إيجاد طريقة ووسيلة لمواصلة عملها والحفاظ على أدوارها الحضارية· واتخذت المحاضرات التسعة عشر التي ألقيت خلال أشغال الملتقى، من طاوس وفاطمة عمروش، نموذجا لنساء ساهمن في الحفاظ على الثقافة والعمل على نقلها كتابيا· وعرف الملتقى حضور الباحث الفرنسي جون بيار فاغر من المركز السوسيولوجي الأوروبي بباريس، والذي قدم محاضرة بعنوان "طاوس عمروش والحياة المزدوجة" وقارن فيها بين كاتبتين باللغة الفرنسية، هما طاوس عمروش وأندري يعلي··· واستعرضت الأستاذة الجامعية مريم روداراهس من باريس، نماذج من التواصل الثقافي· فيما تمحور تدخل الباحثة بادي ديدا حول "المرأة الترقية والفلاحة"، وتطرق ايرفي سانسو إلى أول كتاب حمل سيرة ذاتية لامرأة افريقية، والتي وضعتها فاطمة أيت منصور عمروش· وأثري الملتقى بعدة محاضرات ألقاها باحثون جزائريون مغربيون وفرنسيون، تطرقوا فيها الى مهام ودور المرأة في نقل الثقافة عبر الأجيال المختلفة،ومن شأن هذا الملتقى حسب القائمين عليه، إعادة النساء اللواتي كان لهن قسط في نقل الثقافة والحفاظ عليها، باعتبارها إرثا عبر عن مدى التواصل والتبادل الثقافي·