انطلقت، أمس، بقصر الثقافة "مفدي زكرياء" فعاليات الملتقى الدولي حول "الترجمة وتعدّد التخصصات: نحو اجتياز الحدود" الذي أشرفت على تنظيمه جامعة الجزائر، كلية الآداب واللغات قسم الترجمة، بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيسها. أشرف على افتتاح الملتقى الذي تتواصل فعالياته إلى يوم غد، رئيسة قسم الترجمة بكلية الآداب واللغات فاطمة الزهراء فرشولي ومصطفى فاسي، عميد كلية الآداب واللغات، الذي قال إن الترجمة التي تتّهم بالخيانة قدّمت خدمات عديدة، إذ عرّفت بالحضارات المختلفة والآداب والعلوم وتلتقي بالعالم، مؤكدا أنه بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس جامعة الجزائر ستنظم ملتقيات على مدار العام حول دور الجامعة في انتقال المجتمع من مرحلة إلى أخرى، وكذا تنظيم في نهاية السنة ملتقى حول دور الجامعة في الاستشراف، وذكر بأن جامعة الجزائر تربطها العديد من اتفاقيات التعاون وتبادل الخبرات في هذا المجال مع جامعات من مختلف أنحاء العالم منها أمريكية، مصرية، إنجليزية وفرنسية. وتأسّف المتحدث للتأخر الذي تعاني منه بعض الدول العربية في مجال الترجمة مقارنة بدول أخرى بالرغم من وجود عدد من المؤسسات المختصة في هذا المجال، مشيرا إلى أن الترجمة جزء من العمل الثقافي وينبغي أن تحظى بالعناية اللازمة. وفي الأخير أشار فاسي إلى وجود نظرة مستقبلية لفتح معهد أكاديمي للترجمة. الملتقى عرف مشاركة العديد من الأساتذة والدكاترة من الجزائر، تونس وفرنسا منهم الدكتور رولند، باحث فرنسي مختص في الترجمة، حيث تحدّث عن مصطلح "فانتازيا"، وقال إنها كلمة كلاسيكية عربية قديمة لا نجدها في القواميس الكلاسيكية، بل توجد في المعاجم الحديثة ومستعملة في عدة لغات كالإسبانية، اللاتينية، والإيطالية والأمازيغية، وعرفت انتشارا في بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط وتستعمل للدلالة على عدة معاني منها سباق الخيل والخيّالة، وأيضا للدلالة على الشموخ (النيف والفانتازيا). وقد تغيّب عن هذا الملتقى الدكتور الفرنسي بول بالتا لأسباب صحّية، حيث كان منتظرا أن يتناول كتابه الذي يحكي عن الطبخ في شمال إفريقيا عبر الحضارات. كما تمّ تنظيم ورشة شارك فيها مجموعة من الدكاترة منهم محمد يعقوب، الذي تحدث عن "اللغة والحقيقة: قضية مازالت راهنة"، عبد الكريم قطاف، الذي تطرّق إلى "الترجمة الأدبية بين إمكانيتها واستحالتها"، والدكتور حجار ديب الذي تحدّث عن "ترجمة المسرح ومسرح الترجمة".