في الأمس القريب، كان في ولاية أدرار معهد الشريعة الإسلامية الذي افتتح سنة 1987، وكان تحت وصاية جامعة قسنطينة الإسلامية وانطلق بحوالي 200 طالب، ثم تحول إلى مركز جامعي يضم معهدين؛ واحد للشريعة الإسلامية والثاني للقانون. وفي سنة 2001 وبقرار من رئيس الجمهورية عند زيارته للولاية، تحول المركز إلى جامعة إفريقية يدرس فيها العديد من الطلبة الأفارقة القادمين من مختلف الدول، مثل مالي والنيجر والسنغال وغيرها، وأصبح اليوم يدرس في هذه الجامعة أكثر من 10 آلاف طالب. مرافق بيداغوجية جديدة إذا كانت العديد من الجامعات تعاني نقصا في عدد المقاعد البيداغوجية وأماكن الإيواء وغيرها، فالأمر في جامعة أدارر مختلف، حيث يوجد فائض يقدر ب3 آلاف مقعد من أصل 15 ألف مقعد جاهز، يستغل منها أكثر من 10 آلاف مقعد فقط. ومن حيث الإقامة الجامعية، توجد أربع إقامات لا تعاني من أي ضيق أو اكتظاظ أو نقص في التجهيز والوسائل، حيث يوجد جناح كامل تتوفر فيه كل التجهيزات ويحتوى على أكثر من 500 سرير غير مستغل، إلى جانب مشروع لإنجاز إقامة جديدة ب2000 سرير تستلم خلال الموسم القادم. كل هذه الإقامات تتوفر على قاعات لممارسة الأنشطة الرياضية والثقافية والترفيهية وفضاء أنترنت، كما تم تدعيم الجامعة ب3 مدرجات بسعة 450 مقعدا وآخرين بسعة 250 مقعدا وتجهيز وصيانة 12 قاعة بيداغوجية و3 مدرجات بسعة 1300 مقعد، بالإضافة إلى مخبرين في كلية العلوم. كما يوجد مقران إداريان للكليات ومكتبتان متخصصتان في طور الإنجاز، وفي مجال التكفل بالأساتذة، تم توزيع 50 مسكنا عليهم، وانطلقت أشغال إنشاء 150 من السكنات الجديدة التي توشك على نهايتها. ثلث الأساتذة من المتعاقدين في المقابل، تعرف الجامعة نقصا في التأطير وقلة في خبرة وتجربة بعض المؤطرين، فالجامعة يدرس بها أكثر من 10 آلاف طالب موزعين كالآتي؛ 23 طالبا في مرحلة الدكتوراه و86 طالبا في الماجستير و410 طلاب في الماستر و10326 طالبا في مرحلة الليسانس. يشرف على تأطير هؤلاء الطلبة 330 أستاذا دائما، منهم 13 أستاذا و38 محاضرا و164 أستاذا مساعدا محاضرا، بالإضافة إلى 106 أساتذة مشاركين، وهذا ما يعكس حالة العجز في التأطير الذي تعاني منه الجامعة. ندوات وملتقيات فكرية طول الموسم وحتى يتسنى لمختلف الطلبة والأساتذة تطوير أفكارهم وربطها بما يجري على الساحة الوطنية والدولية، فقد تم عقد العديد من الاتفاقيات العلمية مع عدد هام من الجامعات ومراكز البحث، منها 8 اتفاقيات دولية مع جامعة الحسين بالأردن والجامعة الإفريقية بالسودان، وجامعتين من إسبانيا وجامعة باريس ومعهد الدراسات الأرومتوسطية. واستفاد من الأساتذة 102، إلى جانب 15 موظفا إداريا، من التربص والتكوين القصير في الخارج و12 أستاذا من العطلة العلمية في الخارج، كما تم اعتماد 18 مشروعا في إطار البحث العلمي في الجامعة و14 مشروعا آخر في إطار البرنامج الوطني، إضافة إلى كل هذا، تقوم الجامعة بتنظيم العديد من الندوات والملتقيات الوطنية والدولية. وتشهد الجامعة تنظيم نشاطات ثقافية أو فكرية تساهم في رفع مستوى طلبة الجامعة وتمكين الأساتذة من تطوير معارفهم وكسب خبرات جديدة تجعلهم يقدمون الجديد في مجال العلم والبحث العلمي، وهو الرهان الكبير الذي تسعى إدارة الجامعة إلى الوصول إليه وينتظره طلاب الجامعة. كما تفتحت الجامعة على مختلف الجمعيات المحلية والمنظمات في تنشيط عدة أنشطة وأيام دراسية ذات أبعاد اجتماعية بداخل الحرم الجامعي. قطب جامعي جديد في الأفق في هذا الصدد، تمت برمجة منذ سنة 2010، مشروع إنجاز قطب جامعي آخر جديد في أدرار يتسع لنحو 3 آلاف مقعد بيداغوجي لمواكبة حركة تزايد الطلبة، ويكون جاهزا لتفادي النقص في المقاعد البيداغوجية وعدم الاستجابة لرغبات الطلبة. هذا المشروع لم ينطلق - حسب مصادر من الجامعة - وكذا مديرية التجهيزات العمومية لغياب مكاتب دراسات ذات كفاءة عالية لدراسة المشروع والانطلاق في إنجازه، حيث أعطى والي الولاية مؤخرا، تعليمات بضرورة الإسراع في دراسته والإنجاز بدون أي عذر يقدم. طلبة من دول إفريقية يوجد بجامعة أدرار، طلبة من الدول المجاورة الإفريقية وكذا من الصحراء الغربية يزاولون دراستهم بشكل جيد، في إطار تعاون الجزائر مع الدول العاجزة عن تقديم تعليم عال مكيف ودائم جراء الأوضاع التي تسود بلدانهم. وحسب مسؤولي الجامعة، فإنهم يدرسون بشكل عادي، مع توفير كل الظروف اللازمة من إقامة وفتح كل الأبواب أمامهم، كما أنهم اندمجوا في الحياة العامة بصورة مريحة بتفاعلهم الدائم، كما يسمح لهم أيضا بتنظيم أنشطة ثقافية خاصة ببلدانهم، مما أصبح عند الطلبة الجزائريين فرص للاطلاع عليها.