أديبة وشاعرة عصامية، طموحة وترغب في الوصول إلى العالمية من خلال إبداعاتها المكتوبة باللغتين العربية والفرنسية، صدر لها كتابان في الرواية والشعر، في إطار قسنطينة عاصمة الثقافة العربية بدعم من وزارة الثقافة، إنها الشاعرة صبرينة بحاط التي التقتها "المساء" وكان هذا الحوار. - من هي بحاط صبرينة؟ ❊ أديبة، روائية وشاعرة من قسنطينة، صدر لي في إطار قسنطينة عاصمة الثقافة العربية كتابان، الأول عبارة عن رواية بعنوان "خريطة الشروط" والثاني عبارة عن ديوان للشعر بالفرنسية بعنوان "سيمفونية الاحتضان". - حديثينا عن هذين الكتابين؟ ❊ فيما يخص الرواية، فقد تطرقت فيها إلى أمور اجتماعية عامة وسياسية، وأبعاد فلسفية في الحياة وكذا نظرة الإنسان للآخر، كما تطرقت إلى الخطيئة والحب الساذج، وهذه الأعمال قمت بها قبل أكثر من 15 سنة. أما ديوان الشعر، فيعد أول أعمالي لأني كتبت بالفرنسية قبل العربية، وبالنسبة لهذا الديوان الشعري فهو بوح مؤلم لمرحلة معينة من حياتي، تطرقت فيه إلى أمور سياسية، إلى الحب، الكره، الغفران وكل ما يتعلق بالإنسان والمشاعر المتضاربة. - ولماذا كتبت بالفرنسية قبل العربية؟ ❊ أولا الإبداع لا يعرف اللغة، ثم ممكن أنه عامل السن عندما كنت منبهرة بهذه اللغة الأجنبية، انتقلت إلى اللغة العربية لأنني أحسست بنوع من الإغراء، وأردت أن أعبر عن نفسي بلغتي، ولأن العمل هو الذي يفرض نفسه وكأنه إلهام يختار اللغة التي يريد أن يخرج بها إلى العالم. - وكيف جاء هذا الإلهام؟ ❊ في الحقيقة كانت حادثة طريفة في المتوسطة بحيث طلب منا الأستاذ أن نكتب تعبيرا عن الأم، فأخذت وقتا طويلا في التفكير وكتبت مجرد 5 أسطر وقدمته للأستاذ، مع العلم أنني كنت متوقعة أن أحصل على علامة صفر، لأنني كنت أعتقد أن الكم أهم من النوع، وبعدما قام الأستاذ بتصحيح كل الأوراق قدمها للتلاميذ إلا ورقتي، ثم قال أنني قدمت 5 أسطر بثقل قسم كامل، وتوقع حينها أن أكون كاتبة. بعد ذلك أصبحت أحس بازدحام في رأسي وبوجود أفكار يجب أن تخرج إلى الواقع. - لمن تقرأ صبرينة بحاط؟ ❊ أقرأ للأدب العالمي، حيث دهشت للكاتب الفرنسي الذي حوّل حياتي وهو "شارل بودلير"، وأول قصيدة بهرتني هي قصيدة "سبلين" بمعنى المزاج الأسود، كما أقرأ لبعض الترجمات ل«فيكتور هيجو"، كذلك أحببت غادة السمان ونزار قباني عشقته عشقا لا يوصف. - ولماذا أنت مولعة بالشعراء والكتاب الأجانب؟ ❊ لعلمك توقفت عن الدراسة في التاسعة متوسط لمدة 4 سنوات لكن في هذه المدة الزمنية قمت ببحث لا شعوري لعمل بودلير وقمت بشرحه وفككت الشفرات وفهمت أخيرا ماذا كان يقصد هذا الشاعر الذي عانى الكثير خلال حياته القصيرة وعما كان يعبّر في ديوانه، فشعرت برغبة في الكتابة التي فرضت نفسها علي، وشرعت في تأليف "سيمفونية الاحتضان" وانطلقت في الكتابة لمدة معينة، ثم أغرتني اللغة العربية بحيث كنت أرغب في قراءة ما يكتبه أنيس منصور، رغم أن الكتابة لم تكن بالعمل الجدي في تلك الفترة. - وماذا عن الأدباء والشعراء الجزائريين؟ ❊ صراحة لم أقرأ للكتاب الجزائريين إلا مؤخرا، لأنني كنت أقرأ السيرة الذاتية لهؤلاء الكتاب والشعراء، وكنت أرغب في تحقيق الذات أولا، لأنني كنت احتاج إلى النجاح بعد الفشل في الدراسة في التاسعة متوسط، لقد اصطدمت بالواقع والمجتمع العربي لديه عقدة ضد الأنوثة. فوالدتي كانت تقول إن البنت لا بد لها من الدراسة التي تعتبر الحل الأول والأخير بالنسبة لها. - كيف تقيمين الإبداع النسوي في بلادنا؟ ❊ الإبداع النسوي هو تحدٍ وشيء شفاف، جميل وثوري، وإذا أبدعت المرأة يعني أنها ثارت على الروتين وجمود الواقع، ورغم أنني لم أحتك بعد بالمبدعات إلا أنني أقول إن هناك جبابرة في الشعر وفي الأدب. - وهل أبدعت صبرينة بحاط في كتاباتها؟ ❊ صراحة أقول أنني لست راضية عن أعمالي لأن الكاتب الذي يرضى بأعماله يعني أنه لم يكتب الأجمل، وإن شاء الله أعمالي المستقبلية ستكون في المستوى لأن الأعمال التي طبعت هي وليدة سن معين. - إذن هناك مشاريع مستقبلية؟ ❊ نعم، لي عدة مشاريع منها ديوان شعري ورواية جديدة، وأتمنى أن تقوم وزارة الثقافة بطبع هذه المشاريع. - كلمة أخيرة؟ ❊ أغار على جزائريتي وبلدي الجزائر لأنني جزء من المجتمع الجزائري، وأتمنى أن تتقدم بلادنا وتزدهر أكثر وشكرا جزيلا ل"المساء".