اعتبر الروائي الجزائري الكبير رشيد بوجدرة خلال جلسة حوار جمعته مساء أوّل أمس بالأدباء المشاركين في فعاليات الطبعة الرابعة من''أوراق سكيكدة الأدبية''، التي يحتضنها المسرح الجهوي للمدينة، بأنّ الكتابة ليست عملا سهلا بل هي شيئ صعب للغاية. وأكّد صاحب ''الحلزون العنيد'' على أهمية القراءة المتواصلة في صقل المواهب ومنها تعبيد الطريق نحو عوالم الإبداع، وفيما يخص موقفه من الكتابة باللغة العربية، قال بوجدرة بأنّه يحبّ الإنغماس في اللغة العربية لأنّها أفضل لغة، فهي بحر ولغة مثلى، ومن ثلاث كلمات نستطيع أن نركّب ما نشاء من الجمل، وهذه الخاصية تنفرد بها اللغة العربية عن غيرها. وما يبهره فيها أكثر هو استعمال اللغة الشعبية التي كثيرا ما وظّفها في أولى رواياته المكتوبة باللغة العربية ك''التفكّك'' و''الميراث''أو''معركة الزقاق''، وهي الروايات التي اعتبرها أفضل بكثير من رواية ''التطليق''التي كتبها باللغة الفرنسية فيما يخصّ توظيف اللغة الشعبية. وعن نظرته للغة وكذا مفهومها، أشار الروائي إلى أنّه شخصيا لا يعرف من أين تأتي، فبالنسبة إليه تأتي هكذا.. مؤكّدابأنه، وفي كثير من الأحيان، عندما يكتب يستنجد بالقاموس في كلّ أعماله الروائية، لذا -كما قال- فإنّ الكثير ممن يقرأون رواياته يقولون أنّ كتاباته قاموسية وأكثر من ذلك، فقد اعترف بأنّه لا يعرف حتى كيف يكتب، والدليل أنّه كلّما قرأ إحدى رواياته إلاّ وراح يتساءل إن كان فعلا هو كاتبها. ليتحدّث بعدها عن نظرته إلى الجنس، الذي قال بأنّه محرّك أساسيّ للإنسان، وأنّ الجنس غريزة موجودة، معتبرا في نفس السياق أنّ المجتمع الذي نعيش فيه مجتمع محافظ ومنافق في نفس الوقت، وعن توظيف الثورة بإيجابياتها وسلبياتها في كتاباته الروائية، فقد أشار إلى أنّه كتب 05 روايات وظّف فيها تاريخ الثورة، منها الروايتان الأخيرتان حول مقتل عبان رمضان، معتبرا أنّ''التفكّك'' هي أوّل رواية انتقد من خلالها عملية قتل الشيوعيين إبّان الثورة، با لخصوص في منطقة أوراس باتنة حيث ذبح المئات منهم. وقد تميّز اليوم الثاني من أشغال هذه الفعاليات التي أنعشت أجواء عاصمة روسيكاداالأدبية بتقديم ثلاث جلسات نقدية، الأولى حول أعمال الروائي لزهر عطية تّم التطرق من خلالها إلى توظيفه للغة الشعرية في رواياته، ودراسة الشخصيات في رواية ''المملكة الرابعة''، والثانية ترتكز على أعمال الشاعر مسعود حذيبي حول''تداخل الشعر بالسرد'' في ديوانه ''ما لم تقله الضواحي''، وكذا ''الهامش والنص'' من نفس الديوان، أمّا الثالثة فكانت حول أعمال القاص المرحوم عبد الحفيظ والطين، لتختتم الجلسات النقدية بتقديم قراءات شعرية لعدد من مبدعي سكيكدة وجلّهم من جيل الشباب