فشلت مولودية وهران في تجاوز ضيفها الكوكب المراكشي المغربي، بمناسبة لقاء الذهاب للدور ثمن النهائي لكأس الكونفيدرالية الإفريقية لكرة القدم الذي جرى أول أمس بملعب أحمد زبانة، حيث افترق الجاران المغاربيان على تعادل سلبي أجّل الحسم في ورقة الترشح للدور القادم إلى غاية لقاء العودة يوم الأربعاء 20 أفريل القادم بالملعب الجديد بمراكش. فأمام مرأى الآلاف من أنصارها وحوالي 50 مناصرا مراكشيا قصدوا الملعب، اكتفت المولودية الوهرانية بتقديم أداء غير مقنع لا يبشر بخير مستقبلا في هذه المنافسة الإفريقية بحسبهم، لعدم قدرة خط هجومها على صناعة ثم ترجمة فرص سانحة أتيحت له بشكل فجائي، في غياب لعب منسق وهجمات منسجمة بين خطوط الفريق الثلاثة رغم أن الحظ لعب لعبته وأدار ظهره للوهرانيين لما حرمتهم الأخشاب الثلاثة من أهداف أكيدة في الدقائق 10 من موسي، ود33 من العربي ود45 من بن يحيى. وما حيّر الحضور كثيرا مواصلة زملاء برملة الاعتماد على اللعب المباشر، والفتحات العالية التي أراحت كثيرا الضيف المغربي الذي كان يتوفر على مدافعين طويلي القامة، فتعاملوا معها بإيجابية وصرامة، صرامة أفضلهم القوي كوياتي الذي تحسّر كثيرا مدربه بن عبيشة على غيابه في لقاء العودة بعد حصوله على الإنذار الثاني له في هذه المنافسة الإفريقية أول أمس. وتبين مع مرور الدقائق الفراغ الكبير الذي تركه المهاجم الليبي محمد زعبية على مستوى خط الهجوم، خاصة لما تراجع الكوكب المراكشي كثيرا إلى الخلف في الشوط الثاني بعد شعور لاعبيه بالإعياء، ما دفع بمدربه بن عبيشة إلى إجراء تغييرين، بإراحة اثنين من أجود لاعبيه فقيه وشطي. ولقد اعترف المدرب المراكشي بذلك، مرجعا السبب إلى تبعات المقابلة الأخيرة التي خاضها فريقه برسم الدوري المغربي أمام مضيفه أولمبيك خريبقة، والتي كانت قوية ومؤثرة جدا على أشباله سواء من حيث الجانب البدني بعد المجهود الكبير الذي بذلوه فيها، أو المعنوي عقب خسارتهم تلك المباراة في الوقت بدل الضائع، فضلا عن السفرية الشاقة التي قادتهم من مدينتهم إلى ملعب خريبقة. كل ذلك كانت عوامل لم نستغللها الوهرانيون، ففوّتوا على أنفسهم أخذ أسبقية في النتيجة، تساعدهم وترفع معنوياتهم؛ تحسبا للقاء الإياب، خاصة في الشوط الثاني الذي كان الضغط فيه حمراويا، والسيطرة بالطول والعرض لزملاء العربي (أحسن لاعب وهراني)، لكن بدون فائدة أمام استمرارية المولودية في نفس أسلوب اللعب بدون تغيير، وافتقادها إلى صانع لعب جيد، فبرملة ظهر بوجه باهت، والعقبي أقصي من القائمة المعنية باللقاء، بسبب تضييعه حصصا تدريبية عديدة، فاكتفى بمتابعة اللقاء متفرجا من المنصة الشرفية، وحتى التغييرات التي أجريت على التشكيلة الوهرانية لم تنجح في فك شفرة الدفاع المراكشي، الذي بقي صامدا ليتحصل على نصف التأشيرة. وكعادته، كان مدرب مولودية وهران فؤاد بوعلي وفيا لخطته الحذرة، خشية تلقّي أهداف قد ترهن حظوظ فريقه في التأهل، وبنسبة كبيرة، بحسبه، واكتفى الدفع بمهاجمين اثنين، أحدهما تاه بين أقدام المدافعين المغاربة، فخيّب الظنون، ونقصد به موسي الذي لم يكن مكملا لنشاط دهار، الذي حاول وسعه لإقلاق دفاع الضيوف، لكن بقي منعزلا، وغالبا ما كان يعود إلى خط المنتصف للتزود بالكرات لغياب من يموّنه بها. وبقيت الحال كذلك حتى بعد التغييرات التي أحدثها بوعلي بإقحامه الثلاثي يعلاوي، براجة وحلايمية، فغابت النتيجة الإيجابية التي تمكن المولودية من خوض لقاء العودة براحة، وتأكد أن السيطرة لا تعني الفوز. بوعلي: خانتنا الفعالية ومتفائل بلقاء العودة أبدى فؤاد بوعلي مدرب مولودية وهران، أسفه الشديد على تضييع لاعبيه فرصا كثيرة مواتية، كانت ستمنح فريقهم فوزا بنتيجة عريضة. وأرجع ذلك إلى غياب الفعالية التي خانت لاعبيه في منطقة العمليات ونقص تركيزهم قبالة مرمى الكوكب المراكشي وحارسه أوزوكا، حيث قال عن ذلك: "ربما هذا اللقاء هو الأول الذي نخلق فيه هذا العدد المعتبر من الفرص السانحة للتهديف، لكن نتيجة صفر لصفر ستبقي على حظوظنا متساوية مع خصمنا الكوكب المراكشي. وقبل ملاقاته في العودة سنعالج نقائصنا خاصة ما تعلق بالتركيز، وجلب الفعالية اللازمة، ونتوفر على الوقت الكافي لتحضير هذه المواجهة، وقبلها التفكير في لقاء البطولة ضد الحراش". وبرر بوعلي خطته الحذرة بالخوف من ردة فعل الخصم المغربي: "أنا راض لأننا لم نتلقّ أهدافا، وخشينا كثيرا من سرعة لاعبي الكوكب المراكشي، لذلك طلبت من أشبالي اليقظة، وأنا متفائل بخوض لقاء في المستوى بمراكش". واعترف التقني التلمساني بالغياب المؤثر للمهاجم زعبية، الذي أخلط كل الحسابات، وأرغمه على تغيير الخطة التي كان جهّزها بحضوره للإطاحة بالكوكب المراكشي. وتمنى استرجاعه في لقاء الإياب، الذي يرى بوعلي أنه سيكون مفتوحا على كل الاحتمالات. حسان بن عبيشة: نتيجة مفخخة والحظوظ متساوية اعتبر حسان بن عبيشة مدرب الكوكب المراكشي، نتيجة لقاء أول أمس مفخخة، لكنها تبقي على حظوظ الفريقين للتباري على بطاقة التأهل بمراكش. وواصل يقول: "واجهنا فريقا قويا يحوز على فرديات جيدة تتمتع بتقنيات عالية، لذلك رأيت أنه من الأجدى انتهاج خطة 4-4-2 للتصدي له، وكذلك بعد ما لحق العياء أشبالي، ونجحنا في الخروج بأقل الأضرار من هذا اللقاء". واعترف التقني المغربي بأن هذا "الداربي" المغاربي لم يف بكل وعوده من الناحية الفنية، وأن لقاء العودة سيكون حاسما لنيل بطاقة التأهل. وقال أيضا: "أتأسف كثيرا لأننا سنلاقي مولودية وهران في الإياب من دون مدافعنا القوي كوياتي، لكن بالمقابل سنستعيد لاعبين اثنين من تشكيلتنا هما مفتاحا لعبنا، ونأمل أن نؤدي مباراة جيدة تشرّف الكرة المغاربية. وسنحتفي بإخوتنا الجزائريين، وسنرد لهم جميل الاستقبال الحار الذي حظينا به في مدينة وهران، أما التحكيم فكان جيدا". ابن شعيب وكوياتي معاقَبان ستفتقد مولودية وهران، في لقاء العودة المقرر يوم 20 أفريل القادم بالملعب الكبير بمراكش، لخدمات مدافعها الشاب ابن شعيب حسونة، الذي تلقّى أول أمس البطاقة الصفراء الثانية له في المنافسة الإفريقية. ونفس الشيء بالنسبة لنادي الكوكب المراكشي، الذي سيتخلف عنه مدافعه القوي كوياتي لنفس السبب. ولقد تحسّر كثيرا المدربان بوعلي وبن عبيشة لغياب هذين العنصرين لوزنهما في خط دفاع الفريقين.