ووري الثرى، أمس، بمقبرة العالية بالعاصمة، جثمان المدير العام الأسبق ليومية "المجاهد "، نور الدين نايت مازي، الذي التحق بجوار ربه يوم الخميس الماضي عن عمر يناهز 81 سنة، بحضور وزيري الاتصال والشؤون الدينية والأوقاف وبعض رفاق درب الرجل وأصدقائه وأفراد من عائلته. كما حضر مراسم الدفن التي جرت بعد صلاة الظهر شخصيات سياسية وتاريخية وأعضاء في الحكومة وصحفيون ومواطنون جاؤوا للترحم على الفقيد. وزير الشؤون الدينية والأوقاف أعرب في كلمة تأبينية عن أمله في أن تتحلى الصحافة "بالمبادئ التي دافع عنها الفقيد وبحبه وتفانيه للوطن"، منوها بالمناسبة بالأخلاق الحميدة والروح النضالية التي كان يتحلى بها الرجل طيلة مشواره الصحفي . كما دعا إلى الاقتداء بنزاهته واتقانه لعمله بعيدا عن الغلو والمزايدة.هذا وقد ألقى جمع غفير من الشخصيات الإعلامية والسياسية ومجموعة من الصحفيين والاعلاميين النظرة الأخيرة على جثمان الفقيد نور الدين نايت مازي الذي ألقيت عليه النظرة الأخيرة بمركز الصحافة محمد عبد الرحماني بمقر جريدة "المجاهد"، بعد وصوله إلى مطار هواري بومدين الدولي، حيث كان في استقباله عدة وزراء وشخصيات رسمية في الدولة. قرين: الجزائر فقدت إعلاميا محنّكا ومسيّرا متمرسا وكان وزير الاتصال، حميد قرين، من بين الشخصيات التي ترحمّت على روح الفقيد، حيث أكد على هامش إلقاء النظرة الأخيرة على جثمانه، أن الجزائر فقدت رجلا إعلاميا محنّكا ومسيّرا متمرسا في الساحة الاعلامية الوطنية بعد الاستقلال، حيث كانت الجزائر بالنسبة إليه كل شيء، ولم يتخلّ عن هذا المبدأ حتى رغم تركه لمنصبه كمدير لجريدة المجاهد في سنوات الثمانينيات. وأوضح السيد قرين أن الرجل كانت له عدة أشياء مميزة في مشواره الإعلامي الطويل، حيث كان يتغنى بحب الجزائر ويجعلها فوق كل اعتبار رغم معاناته الكبيرة في السجن ومغادرته البلاد فيما بعد، داعيا صحفيي الجيل الجديد إلى الاستلهام من المسيرة الإعلامية الايجابية للفقيد والأخذ منها من أجل تجسيد الخدمة الاعلامية العمومية وتمكين المواطن من حقه المشروع في المعلومة. وأضاف الوزير في هذا الإطار، أن نور الدين نايت مازي سيبقى رمزا إعلاميا شامخا في الساحة الاعلامية الوطنية باعتباره من الرعيل الاعلامي الأول بعد الاستقلال.وقد تكفّلت فرقة خاصة من عناصر الحماية المدنية بحمل جثمان الفقيد المسجى بالعلم الوطني ووضعه وسط القاعة الشرفية بمقر الجريدة، بحضور الرئيس المدير العام للمجاهد السيد عاشور شرفي والمديرة السابقة نعمة عباس والمدير الأسبق عبد المجيد شربال إلى جانب أفراد من أهله وأقاربه.وكانت المناسبة فرصة لتقديم واجب العزاء، حيث اغتنم المواطنون ذلك للترحم على روح الفقيد طيلة الفترة الصباحية. قالوا عن الرجل.. * محمود بوسوسة، صحفي سابق بجريدة "المجاهد": "الفقيد نايت مازي كان أستاذا ومعلما ومسؤولا متواضعا مع زملائه في المهنة ومسيّرا من أحسن المسيّرين بالجريدة، حيث يعكس الحضور الكبير لإلقاء النظرة الأخيرة على جثمانه المكانة الكبيرة التي كان يحظى بها في قلوب أصدقائه وزملاء دربه على غرار الصحفيين والاداريين والتقنيين والمصوّرين والمسؤولين السابقين بهذه المؤسسة الاعلامية". * عبد المجيد شربال، مدير نشر "ديكا نيوز": "الفقيد كان إعلاميا وصحفيا بأتم معنى الكلمة، بالرغم من الظروف الصعبة التي كانت تميّز مهنة المتاعب في تلك الفترة، حيث لم تمنعه من تجاوز هذه الظروف والسّعي للعب دور إيجابي أكبر في الخدمة الصحفية، وأدعو إلى الاقتباس من مسيرته الصحفية التي قضاها على رأس هذه الجريدة التي كانت تحظى بمكانة مرموقة لدى القرّاء". * أحمد فتاني، مدير نشر "ليكسبريسيون": "نور الدين نايت مازي كان قلما إعلاميا متميّزا في جريدة المجاهد التي تخّرج منها رجال أكفاء تبوّؤوا عدة مسؤوليات سامية في الدولة، والساحة الاعلامية تفقد اليوم أحد رجالات الإعلام والصحافة المخلصين والمتفانين في عملهم..". * محمد السعيد أوبلعيد، وزير الاتصال الأسبق: "رحيل نايت مازي يعد خسارة للصحافة العمومية والجزائر بصفة عامة، لما له من دور فعّال في تقديم خدمة إعلامية عمومية مبنية على الجدية والمهنية، بعيدا عن الإشاعات والتأويلات. وأنه من واجب صحفيي اليوم أن يهتموا بالرصيد الاعلامي الذي خلّفه الفقيد والاقتباس منه من أجل الرقي بالمنظومة الاعلامية والخدمة الصحفية بالجزائر".